يتواصل إضراب أعوان النقل عن العمل (سائقي الحافلات) لتتواصل معه معاناة المواطن العادي الذي لا طاقة له على تحمل مصاريف سيارة أجرة يوميا... ولئن غابت الحافلات خلال الأيام الأخيرة في كل من المنيهلة، منوبة، أريانة، حي التضامن فإنها يوم أمس شهد غيابا كليا للحافلات على مستوى اقليمتونس مما ساهم في شل حركة النقل واسفر عن تعطيل مصالح العديد من المواطنين. وفي خضم هذه الوضعية المزرية يطرح التساؤل التالي: متى سيتم تعليق الإضراب وتجاوز المشاكل الداخلية صلب شركة نقل تونس التي يدفع ضريبتها المواطن العادي دون سواه؟ و ردا عن هذا السؤال أورد السيد مختار الحيلي (الكاتب العام للجامعة العامة للنقل) ل"الصباح" أن هذه الوضعية لا تسمى إضرابا وإنما هي انقطاع عن العمل اعتبارا أن هنالك العديد من الأعوان يرغبون في ممارسة عملهم إلا أن مظاهر العنف التي تعرضوا لها من قبل الأعوان المضربين هي التي حالت دون ذلك على حد تعبيره. وأشار إلى انه من الضروري أن يتعزز الأمن أكثر حتى يتسنى تجاوز مثل هذه الممارسات سيما أن قطاع النقل من القطاعات الحيوية. ولان إضراب أعوان النقل يدعو إلى تنحي رئيس المدير العام للشركة و7 مديرين آخرين باعتبار أنهم يمثلون رموزا للفساد فقد أفاد كاتب عام الجامعة العامة للنقل انه لا يمكن الامتثال لرغبة الأعوان المحتجين وطردهم استنادا الى أن هنالك لجنة تبحث في المسألة. و إن اتضح سوء تصرفهم فستتولى هي اتخاذ الإجراءات اللازمة وتبعا لذلك سيكون القضاء هو الفيصل. وأضاف المصدر أن مصلحة المواطن فوق أي اعتبار لذا ستحاول على مستوى الشركة تفعيل لغة الحوار مع الأطراف المحتجة للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف لأنه لا مجال اليوم للرضوخ إلى منطق الهيمنة والتسلط التي تعد من الأشكال المرفوضة. فهل ستفضي لغة الحوار إلى عودة الحافلات إلى سالف نشاطها؟