"حركة الوحدويين الأحرار"، حزب جديد تحصّل على تأشيرته القانونية بعد الثورة المجيدة.. وهو حزب سياسي يضمّ الناصريين والبعثيين، وكل التوجهات القومية. هذه الحركة تأسست سنة 2003، قدمت آنذاك مطلبا للحصول على النشاط القانوني فرفض... وإثر ثورتنا المباركة، تمكنت من الحصول على تأشيرتها القانونية... شعار هذه الحركة «حرية، تقدم، وحدة» مع صورة لنسر وما يرمز إليه هذا الطائر من فخر وكبرياء وشموخ»... هكذا قدم إلينا، بإيجاز، عبد الكريم غابري هذه الحركة بصفته أمينا عاما مساعدا لها، موضّحا أنه سجين سياسي سابق، محروم من العمل منذ سنة 1980، وممنوع من السفر منذ عام 1992... الأهداف إجابة عن سؤالنا حول أهداف هذه الحركة وبرنامجها المستقبلي في إطار الديمقراطية والتعددية، يقول غابري: «تتمثل أهدافنا الأساسية، على المستوى القطري في النضال من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة، والديمقراطية، والتحضير لمجتمع الكفاية والعدل... مجتمع ينعدم فيه استغلال المواطن التونسي مهما كان موقعه وفكره وانتماؤه... كما يدافع حزبنا عن الهوية العربية الإسلامية، وسنسعى بكل جهودنا لترسيخ هذا المبدأ مقاومة منا لكافة أشكال التغريب الثقافي والحضاري والسياسي... وسنقاوم بكل بسالة وتحدّ، جميع أشكال الإلحاق والارتباط بالقوى الاستعمارية المباشرة وغير المباشرة..». غربلة وعن «الانفلات الحزبي» في تونس، والزخم الهائل من الأحزاب التي ترغب في النشاط العلني، يقول محدثنا: «إنها ظاهرة صحيّة، ودلالة قاطعة عما عاناه الشعب التونسي من كبت وإقصاء وتكميم للأفواه طيلة 60 سنة في نظامي بورقيبة وبن علي... وقطعا فإن التونسيين، الذين لا يشك أحد في وعيهم وثقافتهم «سيغربلون» المشهد السياسي، ولن يبقى إلا الحزب المتجذر والأنفع، والذي يتوفر على المصداقية والنضال الحقيقي، والملتحم بقضايا الشعب بكل جزئياتها، في جميع المجالات... وبالمناسبة فإننا ندعو، من هذا المنبر، إلى فتح كل وسائل الإعلام مرئية ومسموعة ومكتوبة، أمام كل الأحزاب والحركات السياسية، ومكونات المجتمع المدني دون استثناء أو إقصاء، وبالعدل والقسطاس». ويواصل عبد الكريم غابري حديثه قائلا:»أما في ما يخص الديمقراطية، علينا تجاوز الشعارات في هذا الشأن، والمرور فورا، إلى الممارسة الحقيقية... ولا بد ان تتحول الديمقراطية إلى سلوك وفعل يومي... ويدعو حزبنا إلى ضرورة برمجتها ضمن المواد التعليمية / التربوية...". خيار المستقبل الشباب، الركيزة الأساسية للوطن، هذه الشريحة من مجتمعنا تعتبرها حركة الوحدويين الأحرار خيارا للمستقبل وعموده الفقري، وتوجها أساسيا للحركة... وفي هذا السياق يقول محدثنا: "بالمناسبة نتوجه بالتقدير والاحترام والتحية لشباب تونس الأبيّ المخلص... هؤلاء الأبطال الذين نحتوا لنا من ضلوعهم زورقا لنعبر بواسطته إلى شاطئ الحرية والأمان الذي انبلج فجر 14 جانفي 2011... كما نترحم على كل أرواح شهداء تونس الأبرار الذين عبدوا لنا بدمائهم الطاهرة والزكية طريق الخلاص من الدكتاتورية والهيمنة والحكم الانفرادي... حكم بن علي المتسلط والمتجبّر" وعن موقع المرأة في أجندة حركة الوحدويين الأحرار يؤكد الغابري أن وزنها كبير ومهم، موضحا: "لن نسمح بالارتداد إلى الوراء، والغاء حقوق المرأة التي حققتها عبر نضالها الطويل والمرير، لإثبات جدارتها في شتى المجالات، وبالتالي شراكتها للرجل، جنبا إلى جنب، لتحقيق الحرية والتقدم والوحدة" خطوة أولى وحول برنامج هذا الحزب على المستوى القومي يقول محدثنا: «نحن نناضل، وسنناضل من أجل وحدة المغرب العربي الكبير، كخطوة أولى ومتقدمة في اتجاه تحقيق الوحدة العربية الشاملة، على درب الحرية والتقدم، كما ناضل من أجلها آباؤنا وأجدادنا، على غرار الزعيم الخالد والبطل القومي التاريخي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وكذلك على درب الشهيد البطل الزعيم صدام حسين المجيد... كما سنناضل مستميتين، من أجل تحرير فلسطين، كل فلسطين من براثن الاستعمار الصهيوني، والامبريالية الأمريكية، وهدفنا الأساسي توحيد الأمة العربية.. كما نعتبر أنفسنا فصيلا من فصائل التحرّر العالمي ضد كل أشكال التمييز والإقصاء والتهميش مهما كان نوعه"... المطلبية المشطة وختم الأمين العام المساعد لحركة الوحدويين الأحرار، حديثه قائلا: "ان حزبنا ينادي بنظام برلماني في تونس مشكل من كل الحركات والأحزاب السياسية، وكذلك من المستقلين... وندعو إلى تقليص صلوحيات رئيس الدولة، حتى نضع حدا للحكم الرئاسوي / الفردي الذي عانى منه شعبنا طيلة 60 سنة تقريبا"... وعلى صعيد آخر أكد الغابري أن حركته تنادي، في هذه الفترة بالذات بضرورة الكف عن المطلبية المشطة من طرف بعض العمال لأن المرحلة دقيقة جدا، مع الإشارة إلى أن أطرافا عديدة داخلية وخارجية تحاول إجهاض ثورتنا، بالجذب إلى الخلف، إلى الماضي الذي كبّلنا وأرّقنا طوال السنين... ومن هنا فلا بدّ من الحذر، كل الحذر من القوى الجاذبة إلى الخلف، داخليا وخارجيا...