تكرر مطلب "تعليق أنشطة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية وتجميد أمواله لاعتباره جزءا من النظام السابق" أكثر من مرة خلال لقاء إعلامي انتظم أمس بالعاصمة بإشراف ليليا العبيدي وزيرة شؤون المرأة.. وفي هذا الصدد قالت منيرة جمال الدين (أستاذة ونقابية من سوسة): " إن إتحاد المرأة وهو منظمة وطنية مستقلة خرقت كل الصلاحيات التي نص عليها قانونها الأساسي بعد أن سطا عليها التجمع الدستوري الديمقراطي وحولها إلى بوق دعاية لخدمة النظام المستبد.. كما أن جميع هيئاتها الوطنية والجهوية والمحلية مورطة في سياسات الحزب الحاكم سابقا وتشهد على ذلك أنشطتها ولوائح مؤتمراتها وجميع بياناتها التي كانت تزيين صورة بن علي وليلى الطرابلسي. ولهذا الغرض ندعو لتجميد أرصدتها في انتظار محاسبتها القانونية".. وأضافت:" نعتبر أنه مثلما تم حل التجمع الدستوري الديمقراطي حان الوقت لحل الهيئات الموجودة في إتحاد المرأة لاعتبار أن جميع الماسكات بها تجمعيات ويشكل بقاؤهن خطرا على الثورة.. كما يمكن أن تلعب هذه الهيئات خاصة بعد أن تحصل تجمعيون سابقون على تأشيرة تكوين حزب سياسي جديد دورا كبيرا لإعادة التجمعيين إلى الساحة السياسية خاصة وأن هذه المنظمة منتشرة في جميع أنحاء البلاد بمدنها وقراها وأريافها ويمكن أن تلعب دورا في الدعاية لهذا الحزب". وفي هذا الصدد أكدت ليليا العبيدي وزير المرأة في حكومة تصريف الأعمال المؤقتة أن الوزارة في قطيعة تامة مع جميع الجمعيات النسائية التي لم تعمل في ما مضى لفائدة المرأة التونسية وإنما كرست نفسها لخدمة أشخاص.. لكنها أشارت في المقابل إلى أنه ليس من مهام الوزارة تجميد نشاط تلك الجمعيات والمنظمات وهي ليست وصية عليها. موقف الاتحاد لتبين موقف الاتحاد الوطني للمرأة التونسية من مطالب حله وتجميد نشاطه التي ترددت في أكثر من مناسبة اتصلت "الصباح" برئيسته سلوى التارزي التي أكدت أنه منذ سقوط النظام السابق كان الاتحاد أول من بادر بإعلان استقلاليته عن كل الأحزاب السياسية وأنه كرر هذا الأمر في أكثر من مناسبة.. وبينت أن "هذه المنظمة العريقة التي ساهمت منذ 54 سنة في النهوض بأوضاع المرأة وفي تحرير البلاد كانت مثل بقية الجمعيات والمنظمات تنشط في إطار فرض عليها التعامل مع النظام السابق.. ولكنها كانت في جانب كبير من نشاطها مستقلة عنه".. وأكدت التارزي أن حل الإتحاد لن يكون في صالح المرأة التونسية لأنه يساهم بدور كبير في مجال التكوين المهني إذ يحتوي على نحو 200 مركز تكوين مهني في مختلف الاختصاصات من خياطة وتطريز وإعلامية ورسم على الحرير وغيرها وهي تكون نحو 5 آلاف فتاة سنويا.. كما يعمل على رفع الأمية وتوعية النساء بحقوقهن وواجباتهن وساهم إلى حد الآن في تحرير 300 ألف امرأة من الأمية، وعمل على مساعدة ضحايا العنف والفقر من خلال خلايا الإنصات ، إلى جانب ضمه لعديد رياض الأطفال. ويبلغ عدد المنخرطات فيه أكثر 180 ألف منخرطة وهو يشغل نحو 300 فرد. وذكرت التارزي مجيبة عن سؤال ستعلق بخطة الاتحاد المستقبلية أنه تم الاتفاق خلال الاجتماعات التي نظمها الاتحاد بعد الثورة على التمسك بالاستقلالية.. وسيكون الاتحاد خلال المؤتمر القادم مفتوحا لجميع النساء وهو ما أردناه على مستوى المكتب التنفيذي تفاعلا مع الثورة ورغبة في تنظيم أنفسنا وهياكلنا في إطار جديد تتوفر فيه حظوظ الترشح للجميع.. وذكرت أن المنظمة ستعمل أيضا على رصد مواقف ورؤى جميع الأحزاب السياسية من المرأة من خلال تفحص برامجها وهي ترى أنه لا بد أن تكون للجمعيات المختصة في شؤون المرأة فكرة حول رؤى هذه الأحزاب وبرامجها المتصلة بالمرأة وحقوقها ومشاركتها ومساواتها مع الرجل. وعن سؤال يتعلق بعلاقة الاتحاد بوزارة المرأة بينت التارزي أنها لا ترى سببا لتحامل الوزارة على الاتحاد بعد الثورة وفسرت أنه لم تقع دعوته لاجتماع حضرته العديد من الجمعيات النسائية.