الزيارة السريعة التي أداها السيد الباجي قائد السبسي إلى الشقيقتين الجزائر والمغرب تكتسي ألف معنى في هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة في تاريخ بلادنا..والظرف الاستثنائي الذي تمر به المنطقة عموما والشقيقة ليبيا خاصة.. الزيارة مهمة جدا لانها أكدت اقتناعا تونسيا مغاربيا باهمية العمق المغاربي لكل دول المنطقة..رغم تعثر مسار مراكش الذي فتح لشعوبنا افاقا عريضة قبل أكثر من 20 عاما. ورغم كل النقائص والثغرات فقد نجح أبناء تونس من رجال اعمال ومستثمرين وممثلين للقطاع العام وللدولة في بناء علاقات اقتصادية ثنائية متطورة مع كل الدول المغاربية.. واليوم إذ تواجه تونس صعوبات اقتصادية واجتماعية وامنية وسياسية بالجملة كان ايجابيا أن يبادر رئيس الحكومة الانتقالية بزيارة الجارة الكبيرة الجزائر والشقيقة المميزة المغرب وان يكلف وزير الخارجية بزيارة الشقيقة موريتانيا..فيما حافظت تونس على سفارتها مفتوحة في طرابلس وابقت على سفيرها بها.. ولاشك ان الاعلان عن منح الجزائر مائة مليون دولار الى تونس (40 بالمائة منها في شكل قرض بشروط ميسرة و50 مليون دولار في شكل ودائع بنكية طويلة المدى) يتجاوز من حيث دلالاته قيمة المبلغ..وأهم ما فيه صبغته الرمزية والسياسية.. ان الجزائر وليبيا خصر تونس..ولا بديل عن الرهان على العمق الاستراتيجي للعلاقات التونسية المغاربية..مهما كانت الازمات والهزات..