سبق أن صرح وزير الثقافة لإحدى الفضائيات التونسية مباشرة بعد تعيينه بأنه عازم على إصلاح واقع الإدارة ومحاسبة كل مسؤول ثبت عنه سوء تصرف سواء في الموارد المالية او البشرية وبأنه سيعمل على تغيير أساليب العمل سواء في المستوى المركزي أو الجهوي وتحريك الطاقات المعطلة. وفعلا بدا الوزير في العمل وعين رئيسا جديدا لديوانه لينسق بين مختلف المصالح وأنهى بذلك مشكل الفراغ على مستوى الهيكلة وحالة التذبذب والارتباك الذي كان عليه عمل الوزارة . كما قام بحركة لتغيير مواقع عمل بعض المندوبين الجهويين وأقول هنا تغيير مواقع عمل لان عدد المندوبين الجهويين الجدد لم يتعد الثلاثة أما السبعة الباقين فمن قبيل «هز من هنا حط من غادي « وهو ما لا يرتقي إلى الحد الأدنى المطلوب لان بقاء المندوب الجهوي حسب رأينا في نفس موقعه لسنوات طويلة وخاصة إذا تجاوز العشر سنوات يمكن ان يفرز تكريسا للرتابة ورغبة في المحافظة على الوضع القائم قد يصلان إلى التصدي إلى كل عمليات التطوير والتجديد. هذا إضافة طبعا إلى غياب العنصر النسائي في سلك المندوبين الجهويين وهو ما فاجأني شخصيا من السيد عز الدين باش شاوش ففي وزارة الثقافة وفي المراكز الثقافية التابعة لها وفي دور الثقافة كفاءات عالية لسيدات تكونت لهن من الخبرة ما يؤهلهن إلى المراكز القيادية. في وزارة الثقافة كما في كل المؤسسات العمومية والخاصة شريحة من الموظفين وخاصة من المديرين الذي وصلوا إلى سن التقاعد ويرغبون في التمديد لهم للبقاء في مناصبهم ، هؤلاء كفاءات انتفعت منها تونس ولا احد فينا ينكر جليل خدماتهم للبلاد والعباد ولكننا اليوم مجبورون على القطع مع التمديد لأنه يبعث الشعور بانسداد الآفاق في التدرج الوظيفي لدى الإطارات وخاصة لدى الإطارات الوسطى التي لا بد ان تحظى بفرصتها أولا لنتمكن من ضخ دماء جديدة تساهم في تطوير العمل صلب الإدارة ثانيا وهو الأساس من اجل العدل ومن اجل أن لا يفقد الموظف طموحه إلى التغيير وتحسين وضعه عبر التفاني في العمل والتكوين المتواصل من اجل الارتقاء في السلم الوظيفي. لذا نرى أن إصلاح واقع الإدارة في وزارة الثقافة وان أي عملية تنظيف لا بد لها ان تمر من طريق القطع النهائي مع التمديد للمديرين العامين والمديرين مباشرة عند بلوغهم السن القانونية للتقاعد وكذلك تحييد كل مسؤول ثبت سوء تصرفه من موقع القرار ومن إجراء حركة فعلية على المستوى المركزي للمديرين العامين والمديرين والمندوبين الجهويين وان لا نكتفي بالحلول الترقيعية .