المتهمون في هذه القضية خمسة من بينهم إمرأة وجهت لهم تهم تكوين وانخراط والمشاركة في عصابة ووفاق بقصد ارتكاب اعتداء على الأملاك والسرقة والتحيل واستعمال أداة تحويل إلكتروني للأموال دون إذن صاحبها والمشاركة في ذلك طبق أحكام الفصول32 و258 و291 و131 و132 من المجلة الجزائية والفصل 18 من القانون عدد 51 لسنة 2005 المؤرخ في 27 جوان 2005 ويتعلق بالتحويل الإلكتروني للأموال. وكانت الأبحاث انطلقت في هذه القضية من قبل الإدارة الفرعية للأبحاث الإقتصادية والمالية حول تورط مجموعة من الأشخاص في عمليات تحويل بنكية إلكترونية مشبوهة واقتطاع تذاكر سفر وشراء تجهيزات عبر الانترنات بطريقة غير قانونية. وبسماع المتهم ذكر أنه زاول تعليمه إلى حدود السنة السابعة شعبة اقتصاد وتصرف سنة 2004 وتلقى إثر ذلك تكوينا خاصا في الإعلامية لمدة سنتين وفي سنة 2005 تسوغ محلا بالمروج لبيع وإصلاح التجهيزات الإعلامية ثم انتقل إلى محل ثان ومارس به نفس النشاط وذكر أنه في أواخر 2008 وبحكم أنه متحصل على عقد مع شركة "تونيزيانا" يخول له بيع الهواتف والخطوط الهاتفية التابعة لها بواسطة خدمة الانترنات تسنى له الإبحار بالموقع الأمريكي « comfrog » لمدة سنة والموقع البلجيكي « tunis room » تحت اسم مستعار « cherif » وأفاد أنه تسنى له الحصول على كلمة العبور للموزع المستغل من قبل الموقع المذكور والذي بإمكان مستعمليه إقتناء معدات وتجهيزات بواسطة البطاقات البنكية وحجز تذاكر سفر. وذكر أن شابا من متساكني المروج اتصل به ورغب في أن يأخذ منه الرقم السري للموقع المذكور لاستغلاله في اقتطاع تذاكر سفر بواسطة بطاقات بنكية أجنبية فرفض في البداية ثم مكنه منه في ما بعد فاقتطع ثلاث تذاكر إلى صربيا وسلمه 800 دينار. وأضاف المتهم أنه تعرف على شخص آخر من جهة بن عروس يعمل بمركز نداء ومكنه من عديد البطاقات البنكية الأجنبية بعشرين دينارا للرقم الواحد ومن بينها بطاقات فرنسية فأرسلها لصديق له مقيم بتشيكيا فاستغلها في مشتريات عبر الانترنات من أوروبا كما ذكر المتهم أنه اشترى بدوره مجوهرات مقلدة من فرنسا بأربع مائة دينار وأهداها لصديقته الأجنبية. وأضاف في أقواله أنه يعرف شخصا آخر يستغل بيانات لبطاقات بنكية وطلب منه ذات مرة أن يمكنه من حجز 6 تذاكر سفر إلى مصر بمناسبة مقابلة كرة القدم بين الترجي والأهلي ولكنه لم يتسن له حجز سوى تذكرتين. وعند ايقاف بقية المتهمين وسماع أقوالهم ذكر أحدهم أنه قضى عقوبة سالبة للحرية مدتها أربع سنوات في قضية انتماء وأضاف أنه تعرف على شخص عن طريق صديق له وأصبح ثلاثتهم يلتقون وذات يوم اقترح عليه أحدهم الحصول على بطاقات بنكية من أشخاص يعملون بمراكز نداء لاستغلالها في عمليات شراء عن طرق الانترنات وكذلك للقيام بحجوزات في النزل المحلية واقتناء تذاكر سفر عن طرق الشبكة العنكبوتية فتم ربط الصلة بفتاة تعمل في مركز نداء فمكنتهم من 20 رقما سريا لبطاقات بنكية فاستغلوها في القيام بحجوزات بنزل تونسية واقتناء تذاكر سفر إلى أوروبا ودول الخليج لفائدة مجموعة من الأشخاص. وبسماع الفتاة المشار إليها اعترفت أنها وبحكم عملها بمركز نداء وفرت لأحد المتهمين أرقام بطاقات بنكية أجنبية وأسماء الحرفاء وجميع البيانات المتعلقة بها مقابل مبلغ مالي . وبسماع المتهم الرابع ذكر أنه يعمل بمركز نداء ومكن أحد المتهمين المورطين معه من بيانات خاصة ببطاقات بنكية أجنبية كما اعترف المتهم الأخير بما نسب إليه من أفعال. وبتقدم التحريات تم الكشف عن حوالي 600 رقم من أرقام بطاقات بنكية يشتبه في استعمالها قبل ان يحال ملف القضية على العدالة.