يعود المنصف ذويب الى النشاط الفني بعد ثورة 14 جانفي 2011 بعمل يتواصل مع ما كان قد قدمه لسنتين وأكثر وهو مسرحية «مدام كنزة» التي جسدتها وجيهة الجندوبي وحققت التفاعل والالتفاف خلال الموسمين الثقافيين الماضيين. ولكن مدام كنزة ستتحول الى «مدام كنزة تترشح للانتخابات الرئاسية» وسيكون هذا الوان وومن شو» جاهزا للعرض في بداية شهر ماي القادم. ولمزيد من التفاصيل اتصلت به «الصباح» وسألته في البداية عن سبب اختياره لمدام كنزة بدل خلق شخصية ركحية جديدة تكون على مقاس ثورة الشباب وتعبر أكثر عن انتظاراتنا منه كمخرج ومتابع للأوضاع السياسية والاجتماعية، لان هذا الاختيار قد يحيل على ان المنصف ذويب يريد مواصلة استثمار نجاح هذه الشخصية أساسا: فأفاد محدثنا أنه فكر في عمل جديد ومختلف وبشخصيات تظهر للمرة الأولى على الركح ولكنه تراجع حين اختار الموضوع الرئيسي للعمل وهو الركوب على أحداث الثورة وادعاء المعرفة والفهم في المسائل السياسية لغاية افتكاك مكانة أو منصب في مجتمع يعيش التغيير ويريد ارساء قواعد الديمقراطية وحرية القول والتعبير». وواصل «..مدام كنزة «مرا عياشة» ما يهمها في الحياة هو أن تلبي رغبات ابنها الوحيد اما وعيها السياسي فمنقوص ان لم نقل أنها لم تهتم يوما بالسياسة، هذه المرأة تتحول فجأة الى مهتمة بكل التفاصيل السياسية ويكون ذلك عن جهل ولغاية تسجيل موقف أمام الآخرين، وهنا أنا أتطرق من خلال وضعيتها هذه الى ظاهرة غريبة ومتفاقمة لاحظناها بعد أحداث 14 جانفي وتعلقت بتكاثر عدد المنظرين في السياسة والأبطال الذين كنا نجهل مغامراتهم السياسية قبلا والذين تحولوا في الوقت الراهن الى مقتنصي فرص للظهور في الشارع التونسي وعبر وسائل الاعلام للحديث والشرح وان كان حديثا بلا طعم وعن جهل للحياة السياسية بمختلف تشعباتها». وقد انطلق العمل منذ أسبوعين تقريبا حسب ما أفاد ذويب وستقام أولى عروضه بولاية صفاقس لتتعمم الجولة في مختلف أنحاء تونس. وعن طريقة الانجاز قال محدثنا «الفكرة الرئيسية واضحة، أنا أخوض في مسألة الجهل بالمسائل السياسية لدى عامة الناس في تونس وكيف يمكن لغياب الوعي السياسي لدينا أن يجعلنا نرتكب أكثر من حماقة، و«مدام كنزة» التي لا تفرق بين المفاهيم السياسية تتحول فجأة الى «شيغفارا» وترشح نفسها فجأة للانتخابات الرئاسية ومن هذا المنطلق تبدأ أحداثنا، ونحن نعمل مباشرة على الركح نجسد المواقف ونكتب تفاصيل النص وهذا أسلوبي الذي يعرفه عدد هام من الفنانين الذين اشتغلوا معي سابقا، والحمد لله الأفكار متوفرة وبقدر يضمن لنا التسريع في التنفيذ وقريبا نفرغ من الانجاز لنمر لاعادة النظر والتدقيق في بعض المواقع حتى يكون العمل جاهزا في بداية شهر ماي باذن الله».