تونس الصباح ربما جاز القول بأن نجمة مهرجانات هذه الصائفة هي بلا منازع الممثلة المسرحية «وجيهة الجندوبي».. فمسرحية «مدام كنزة» للمنصف ذويب حققت ولا تزال النجاح الجماهيري الكبير حيثما عرضت.. مع بطلة هذه المسرحية وعن جوانب من مسيرتها و«هواجسها» كان لنا هذا اللقاء. * تبدو غالبا شخصية عنيفة وقوية ومزاجية في حضورك الركحي سواء في الاعمال المسرحية او في الدراما التلفزية.. هل هذا عائد لاشتغالك اكاديميا على اعمال المسرحي الفرنسي «أنتونان أرتو» في رسالة تخرجك من المعهد العالي للفن المسرحي؟ بالعكس، لا اجد نفسي لا قوية ولا عنيفة.. ربما أكون مزاجية.. نعم وهذا ربما يكون عائدا لطبيعة بعض الادوار.. أو ربما بفعل ما استبطنه من طاقة تعبيرية واحاول جاهدة ان اترجمها على الركح.. ايضا قد يكون تكويني المسرحي الاكاديمي هو الذي يجعلني ابدو كذلك.. وكذلك رغبتي الكبيرة والجامحة في ان اجعل المتفرج منتبها لي ولحضوري ولدوري الذي اقدمه. * ظهورك او مشاركاتك المسرحية الاولى كانت من خلال اعمال المخرجين من امثال هشام رستم وتوفيق الجبالي.. ماذا تعلمت من كل واحد منهما؟ اكيد، تعاملي مع اسماء كبيرة ولها وزنها في المسرح التونسي يجعلني بالضرورة اتعلم واثري تجربتي.. فمعارفي الاكاديمية وما حصّلته من مبادئ نظرية تبقى في حاجة لان اتعلم من هؤلاء لا فقط كيف انزل مثل هذه المعارف في الواقع اي على الركح وانما ايضا كيف اداوم واصبر وكيف اضحي في سبيل فن المسرح الذي اعشقه واحبه واخترته مهنة ورسالة حياة.. * في مرحلة لاحقة كانت لك تجربة مسرحية اخرى بدوت من خلالها اكثر نضجا وبروزا كممثلة وهذا خاصة في مسرحيتي «بهجة» و«محارم» للمخرج منير العرقي.. ماذا مثلت لك هذه المحطة في مسيرتك؟ هي مرحلة لها خصوصيتها واهميتها.. لان التنويع يمكنك من الانفتاح على تجارب مختلفة ولكل من هذه التجارب خصوصياتها.. والممثل الذكي والفطن هو الذي يعرف ماذا يأخذ وماذا يترك من مختلف التجارب الفنية التي يخوضها.. * وجيهة الجندوبي اضحت اليوم نجمة معروفة خاصة في مجالي المسرح والدراما التلفزيونية.. ولكنك تبدو غائبة بالكامل في الافلام السينمائية التونسية.. كيف تفسرين ذلك؟ بكل صدق.. أنا أنتظر مثل هذه الفرصة.. أنتظر الدور السينمائي الذي يقدمني على الصورة التي اطمح اليها وليس اي دور.. جاءتني بعض العروض للظهور سينمائيا ولكنها لم تكن في مستوى طموحي وانتظاراتي.. والواقع انني من جهتي كنت دائما «غارقة» بالكامل في نشاطي المسرحي ولم اكن افتش حقيقة عن حضور مواز في السينما. * لك مساهمات معلومة في الكتابة المسرحية والدراما التلفزيونية.. في المسرح مثلا الفت بالاشتراك مع منير العرقي.. وفي الدراما التلفزية كتبت سيناريو بالاشتراك مع زوجك الكاتب والروائي ظافر ناجي (مسلسل «اخوة وزمان»).. لماذا تحرصين وانت المرأة والممثلة على خوض تجربة الكتابة الدرامية؟ المسألة تستهويني لان كاتب السيناريو متاح له ابداعيا ان «يخلق» اشياء واحداثا وشخصيات يوجهها كما يحب ويروي من خلالها ما يشاء.. ثم اذا لزم الامر يقتلها او يفنيها.. المسألة كما قلت لك تستهويني دون ان يعني ذلك انني اسعى الى ان اكون كاتبة سيناريو.. فأنا ممثلة وقد اخترت ان اكون كذلك.. * مسرحية «مدام كنزة» هي اول تجاربك في «الوان وومن شو» وهي تلقى اقبالا ونجاحا كبيرين هذه الايام.. ماذا تقولين عنها كتجربة؟ هي تجربة فتشت عنها طويلا ولطالما تمنيتها في الحقيقة .. بمعنى انني تمنيت دائما ان اخوض تجربة «الوان وومن شو» ولكنني كنت متخوفة من ان افشل ربما ولكن عمل المنصف ذويب «مدام كنزة» وهو المعروف باجادته الكتابة في هذا النوع جعلني اقدم على خوض التجربة وقد كانت تجربة «حلوة» فعلا. * بعض النقاد ذهب الى القول بأن ما صنع نجاح عرض «مدام كنزة» هو من جهة ثراء النص وطرافته ثم ومن جهة اخرى الحضور القوي والاداء التمثيلي المتقن للممثلة وجيهة الجندوبي.. بينما هناك استسهال للعملية الاخراجية في العمل.. ماذا تقولين أنت؟ العرض لا يتطلب في رأيي اكثر مما قدم له المنصف ذويب على مستوى الاخراج اما اذا كان المقصود هو غياب الديكور فالاهم في عروض مسرحيات «الممثل الوحيد» هو ادارة الممثل وتوجيهه من طرف المخرج.. والمنصف ذويب مخرج ذكي يتقن جيدا فن ادارة الممثل. * والفاضل الجعايبي.. ماذا تقولين عنه.. وهل تتمنين ان تكوني حاضرة كممثلة في واحدة من مسرحياته؟ الفاضل الجعايبي تجربة مهمة في المسرح التونسي ومجمل اعماله تعكس قدراته الابداعية وموهبته التي لا يمكن لاحد ان يشكك فيها.. اما عن ان اكون حاضرة في واحدة من اعماله.. فلم لا؟!