اتصل بنا السيد عبد العزيز بن حسن وهو مهاجر بألمانيا وذكرأن شقيقته اتصلت به هاتفيا أول أمس وأخبرته أن شقيقه عامرالبالغ من العمر 27 سنة أقدم على إضرام النار بجسده أمام مقر معتمدية سيدي الهاني بسوسة. وأضاف محدثنا أن الظروف الإجتماعية السيئة وقلة ذات اليد دفعت بشقيقه الى الإنتحار. ولاحظ قائلا :" تحصلت على شهادة الأستاذية في الإقتصاد والتصرف وبحثت طويلا عن عمل بتونس دون جدوى فاضطررت الى الهجرة الى ألمانيا ووفقني الله في الحصول على عمل وتأسيس أسرة وفي أحد الأيام اقترحت على شقيقي المتضررالقدوم الى ألمانيا كي يرفه عن نفسه قليلا لأنه أصبح يعاني من الضغط النفسي لعدم حصوله على عمل فلبى دعوتي ثم خطرت له فكرة التوجه الى فرنسا لمحاولة إيجاد عمل هناك وتحقيق ما عجز عن تحقيقه ببلاده فاستقر بفرنسا 7 سنوات" ويضيف: "رغم طول المدة الا أنه لم يتحصل على وثائق الإقامة بالإضافة الى أن وضعه المادي لم يكن جيدا فخيرالعودة الى تونس للسعي من جديد في البحث عن عمل يحفظ كرامته ويمكنه من مساعدة والده وأشقائه ولكنه أصيب بخيبة أمل للمرة الألف. فكلما طرق بابا الا وجده مقفلا وحتى المسؤولون بالمعتمدية بسيدي الهاني أعاروه أذنا صماء فازدادت حالته النفسية تأزما حتى إنه أصبح يعاني من اضطرابات نفسية جعلته يقيم بمستشفى الرازي ." يضيف: "بعد مغادرته المستشفى لم ييأس وظل يطرق جميع الأبواب وكالعادة لم يجد آذانا صاغية فقرروضع حد لحياته فتوجه الى سكة القطار بالمنطقة وحاول إلقاء نفسه أمام القطار ولولا تدخل بعض المارين لكان في عداد الأموات , بعد تلك الحادثة أصيب شقيقي بانتكاسة أخرى وأجبرعلى الإقامة بالمستشفى ولما غادره طلب مدير المستشفى من والدي دفع معلوم الإقامة وهو 700 دينار فزاد الطين بلة خاصة أن والدي لا يملك المبلغ المطلوب" وأكد محدثنا أنه يوم الواقعة توجه شقيقه الى معتمدية سيدي الهاني التابعة لولاية سوسة ويبدوحسب ذكره أن المسؤولين هناك وكالعادة أعاروه أذنا صماء فأقدم على سكب مادة البنزين على نفسه أمام مقرالمعتمدية ثم أضرم النار في جسده وقد أصيب بحروق بليغة من الدرجة الثالثة وهو الآن يقبع بغرفة الإنعاش . وختم محدثنا قوله بنداء الى الحكومة المؤقتة أن تهتم بالشباب العاطلين عن العمل وليس فقط أصحاب الشهادات العليا حتى لا يقدم كل الشبان على حرق أنفسهم خاصة وأن الظاهرة تفاقمت منذ اندلاع ثورة 14 جانفي .