كمال بن يونس تتعاقب التطورات العسكرية والسياسية في الملف الليبي.بعد ان كلفت قيادة الحلف الأطلسي بقيادة العمليات العسكرية ينظم في لندن مؤتمر بمشاركة أكثر من أربعين دولة لبحث سيناريوهات تفعيل الوضع في الشقيقة ليبيا بعد مرحلة القصف الجوي. ومهما قيل عن حجم الدمار الذي ألحقته الغارات الجوية والصواريخ التي ترسل من حاملات الطائرات بالأهداف العسكرية الليبية الثابتة وخاصة بالدفاعات الجوية فان التجارب أكدت أن الانتصار في أي حرب لا يتحقق إلا برا. وفي ظل الاختلافات حول تفسير القرار الاممي الذي سمح بفرض الحظر الجوي على ليبيا تبدو قيادات العواصم الأطلسية والغربية في ورطة لان القرار لا يسمح لها بالتدخل برا فيما يبدو هذا السيناريو واردا وهو ما سوف يعتبره كثير من فقهاء القانون الدولي والساسة العرب والأفارقة والروس والصينيين انتهاكا لمقررات الاممالمتحدة وتشريعا لقانون الغاب. في المقابل تشير بعض المصادر الصحفية الى ان قوات اطلسية وامريكية تحديدا قد تكون بدات التوجه الى البحر المتوسط والى القواعد الامريكية والاطلسية في المانيا استعدادا للتدخل البري في ليبيا في صورة رفض القذافي الاستقالة ومقترحات بعض القادة الافارقة اليه بالانسحاب والحصول مع افراد عائلته على اللجوء السياسي في عاصمة افريقية اوفي بلد اخر حقنا للدماء. ان تيارا كبيرا من بين الحقوقيين والسياسيين في العالم اجمع الذين يساندون دون تحفظ ثورة الشعب الليبي من اجل الكرامة وثورات الشعوب العربية من اجل الديمقراطية والاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي باتوا يتخوفون على مستقبل ليبيا ودول المنطقة العربية الاسلامية من سيناريوهات هيمنة جديدة على ثوراتها عموما وعلى ثوراتها من المحروقات خاصة. كما يتساءل هؤلاء هل ان الحزم في التعامل مع النظام الليبي مرده فقط انتهاكات حقوق الانسان التي تورط فيها هذا النظام ام لانه كان يبيع النفط والغاز للغرب لكنه يشتري الاسلحة ويبرم الصفقات الاقتصادية العملاقة خاصة من روسا والصين وتركيا ومصادر اخرى. تساؤلات تفرض نفسها على الجميع ولا ينبغي ان يكون الجواب عسكريا وامنيا فقط.