تسلم قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية 13 جثة لأربعة عشر شابا تبين أنهم من الغرقى المفقودين خلال عمليات اجتياز المياه الإقليمية التونسية خلسة، حيث أفاد أهاليهم بأنهم من الحارقين الحالمين بالهجرة إلى إيطاليا. مصادر"الصباح" تفيد بأن الشبان الثلاث عشرة كانت حالة أجسادهم على غاية متقدمة من التعفن بحيث يصعب معها التعرف على هويات الجثث، إلا أن التقنيات والخبرات الجدية للفريق الطبي وكافة أعوان القسم أمكن لها بعد جهود واختبارات تقنية مضنية تحديد هوية كل الجثث، المعلومات التي تحصلت عليها "الصباح" من أهالي وأصدقاء الغرقى تفيد أن الشريحة العمرية لهؤلاء لا تتجاوز في غالبها العقد الثاني من العمر، ويعود تاريخ محاولة عبور السواحل التونسية صوب السواحل الإيطالية إلى أكثر من خمسة عشر يوما حيث انقطعت أخبارهم وغابت الاتصالات مع أهاليهم وخلانهم بعد أن توجه بعضهم بنداء استغاثة أو أفاد بعضهم ببعض تفاصيل بداية رحلة الموت. أهالي الضحايا الذين تجمهروا أمام قسم الطب الشرعي وعند مدخل غرفة إيداع الموتى كانوا في حالة نفسية حرجة وهم في غاية اللوعة والأسف على مفقوديهم بحيث آثر الكثير منهم عدم التصريح أو التعليق على مصابهم خاصة وأن الشك يساور بعضهم عن مفقوديهم. وبعد التشريح أمكن تسليم عشرة جثث حيث تبين أن أغلب الحارقين من مناطق ولايات تونس الكبرى من الكبارية والمروج وبن عروس فيما تسلمت عائلتان إحداها أصيلة الوردانين من ولاية المنستير والأخرى أصيلة بئر علي من ولاية صفاقس جثتي ابنيهما الشابين. على صعيد آخر غادر مواطن ليبي قسم جراحة الوجه والكفين بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس بعد تدخلات طبية استعجالية ناجحة تطلبتها إصابة خطيرة في الوجه بسبب إصابة مباشرة بقنبلة مسيلة للدموع خلال الأيام الأولى للثورة الليبية.