*واجب اليوم الدفاع عن مكاسب الثورة التي فداها المواطن التونسي في شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها بالنفس والنفيس من كل من تحدثه نفسه بأن يتعدى على حقوق الغير وعلى حرية الناس وأعراضهم وممتلكاتهم ومن كل من يعتقد بأنه باسم الثورة يتحدى الأعراف والقوانين و بذلك تتحول البلاد إلى نظام الغاب . ودفاعنا المستمد عن الثورة لا يتوقف عند هذا الصنف ممن فهموا الغنم بالثورة خطأ ولكن أيضا سوف لن يكون تصدينا أقل حزما و يقظة أمام من تطالعنا الأيام يوما بعد يوم بحملاتهم المكثفة في كثير من وسائل الإعلام سواء المكتوبة أوالسمعية والبصرية في إحياء النظام البورقيبي و البكاء على أطلاله و إبراز وجه مشرق من حياته كما بدا لهم : إن الأمر يكتسي خطورة بالرجوع إلى الوراء و بالمحاولات المحمومة للالتفاف على ما قامت من أجله الثورة من قطع نهائي سواء مع النظام البورقيبي أو نظام بن علي. ماذا يظن هؤلاء ؟ و ماذا يدور بخلدهم ؟ أنّ الشعب التونسي فاقد الذاكرة! أنّ الشعب التونسي مسيحيّ المزاج من يصفعه في الخد الأيمن يدير له الخد الأيسر! . نقول لهؤلاء بأن شاعرنا العظيم أبو القاسم الشابي أنشد قائلا : «إن الحياة تحبّ الحيّ و تكره الميّت مهما كبر» وميّتهم هنا «بو رقيبة» مهما اتفقنا حول ثقافته الواسعة و إنجازاته في جعل التعليم و التنظيم العائلي مبثوثين في أنحاء البلاد فإن له تاريخا أظلم مع مبادئ الحرية والديمقراطية وإعطاء كل ذي حق حقه في الحياة والعيش بكرامة والتعبير عن آرائه ومواقفه: فمن سجن الأفاقين ؟ ومن عذب الإسلاميين ؟ من أغلق جامع الزيتونة المعمور ؟ من فرض الفرنكوفونية ليمحق و يقضي على لغة الأجداد والهوية العربية الإسلامية ؟ من قال تونس هي أنا (la Tunisie cest moi) من أبعد رموز الحركة الوطنية حتى ينفرد بالحكم ليقال له المجاهد الأكبر ؟ من تآمر في أكثر من مناسبة على المنظمة النقابية والوطنية الإتحاد العام التونسي للشغل التي لعبت دورا جسيما في معركة التحرر الوطني والإنعتاق الاجتماعي؟ من أباح التعدي على حرمة الجامعة والمؤسسات الوطنية وذلك بتأسيس مراكز قمع وتجسس على الطلبة داخلها ؟ من سخرت من أجله التلفزة للحديث يوميا عن ذكرى الاحتفال بعيد ميلاده مدة أربعين يوما (فرحة شعب) وتخصيص مساحة زمنية يومية عبر شريط الأنباء لمشاهدة المجاهد الأكبر و الماجدة حرمه يسبحان؟ وغيرها من الأعمال التي قضت على آمال وأحلام جيلين ووأدت مطامحهما في المهد . ذاكرتنا قوية و الحمد لله و حماة الثورة لن يتركوا الفرصة لكل من تحدثه نفسه زرع الداء و بعثه من جديد في جسد الشعب التونسي الذي بإنجازه لثورته في 14/1/2011 قد إستأصله نهائيا و الويل ثم الويل لمن يحاول عبثا إعادته فنحن له بالمرصاد كلّفنا ذلك ما كّلفنا . * مختص في العلوم السياسية والقانون الدستوري والدولي