جملة من الأسئلة مطروحة اليوم على طاولة النقاش السياسي والنقابي لدورالاتحاد العام التونسي للشغل الذي لم يعد ذلك الهيكل "المتمرد"على محاولات الالتفاف على الثورة منذ آخر لقاء للوزيرالأول المؤقت الباجي قائد السبسي بالأمين العام للمنظمة عبد السلام جراد. أسئلة عن الدورالحالي للاتحاد في ظل التحولات السياسية المتسارعة، اسئلة مطروحة حول اسباب "تراجع" دورالاتحاد في الشأن السياسي بعد أن اقام الدنيا ولم يقعدها ابان الاعلان عن حكومة الغنوشي الاولى وانسحاب عناصرالاتحاد من الحقائب الوزارية المسندة له. إلى جانب الاسئلة، جملة من الملاحظات المتعلقة بتصدير مواقف المنظمة من الاجراءات لا سيما المرسوم الانتخابي للهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة. فهل تراجع دور الاتحاد في المساهمة في تحديد الملامح المستقبلية للبلاد؟ ام انه بات يخضع بدوره إلى التجاذبات السياسية الداخلية التي اصبحت تحكم المنظمة؟ ومن هو المستفيد من هذا الصمت في صلب الاتحاد الذي ينتظر بدوره عقد مؤتمره؟ وفي تعلقيه على جملة الأسئلة المقدمة اعتبر حبيب بسباس "أن الاتحاد فقد مصداقيته من خلال ركوبه على موجة إحداث الانتفاضة". وأضاف بسباس"أن حكومة قائد السبسي عرفت كيفية التعامل مع مجريات الأمور منذ البداية خاصة حين دعت إلى محاسبة العناصر الفاسدة والمتورطة مع النظام السابق والاتحاد لا يخلو من تورط عناصر من مكتبه التنفيذي في الفساد على غرار قضية الأراضي وسوء التصرف في أموال الاتحاد وهو ما سيعطي إمكانية الملاحقة القضائية للمتورطين".
طموح سياسي
وقال المتحدث أن الطموحات السياسية لبعض قيادات المكتب التنفيذي للاتحاد وفشلهم في ذلك عجلت بالبعض إلى التفكير في إنشاء حزب من شانه أن يلبي ذلك المطمح السياسي". كما اثارت مشاركة الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس محمد شعبان حركة النهضة مهرجانها الخطابي بالولاية عدة ردود أفعال صبت جميعها في خانة التنديد زادها "توترا" ما اعتبره النقابيون ضربا لاستقلالية الخط العام للمنظمة من كل الأحزاب، خاصة وان المكتب التنفيذي للمنظمة نزّل مشاركة شعبان في اطار الحرية الشخصية والموقف الذاتي الذي لا يتحمل الاتحاد مسؤوليته. واعتبر اللقاء النقابي الديمقراطي في بيان له أن ما يدور في صلب الاتحاد من صمت مطبق على جملة الاحداث الوطنية بمثابة التواطؤ مع حكومة الباجي قائد السبسي وقد جاء البيان متضمنا ل"استنكاراللقاء لسياسة النعامة التي اعتمدتها القيادة البيروقراطية حيال المستجدات السياسية [...] وصمت القيادة البيروقراطية يعد تواطؤا منها مع حكومة قايد السبسي وانقلابا على قرارات الهيئات الإدارية السابقة التي تمسكت بضرورة مراقبة أداء أي حكومة مؤقتة". كما تضمن البيان الصادر نهاية الأسبوع المنقضي موقف النقابين من مشاركة محمد شعبان التي اعتبرت "صمت" المكتب التنفيذي الوطني على ما قام به الكاتب العام لاتحاد الشغل بصفاقس "ليس سوى مباركة وتزكية ضمنية لتصرفه وان ما صرح به أحد أعضاء المكتب التنفيذي عندما قال "تلك مسألة شخصية" يذكرنا بنفس الموقف الذي إتخذته القيادة البيروقراطية عندما دخل أحد أعضائها مجلس المستشارين بتنسيق من الديكتاتور المخلوع."
المسالة الاجتماعية.. أولا
وفي رده على سؤال متعلق بسبب تراجع دورالاتحاد في هذه المرحلة قال الامين العام المساعد بالمنظمة عبيد البريكي "أن الاتحاد منكب في المرحلة الاخيرة على المسائل الاجتماعية ذلك أن الاولوية في هذه المرحلة الحالية ملف المفاوضات الاجتماعية وملف المناولة والقدرة الشرائية للمواطن واهميتها في انعاش الدورة الاقتصادية هذا إلى جانب الملفات الطارئة كعمال البلديات". واضاف البريكي "انه بقدر ما كانت عين الاتحاد على المسائل الاجتماعية فاننا كنا نراقب المشهد السياسي عن كثب وهوما يترجمه موقف المنظمة من المرسوم الانتخابي للهيئة العليا حيث تمسك ممثلو الاتحاد بالدفاع عن تمكين المنظمة من كوتا بالمجلس التاسيسي". وعن أسباب التمسك بحصة للاتحاد في المجلس التاسيسي اوضح البريكي أن الاتحاد سيتمكن من مناقشة القضايا المتعلقة بالشغالين كما انها ستمكن الاتحاد من دخول المجلس بقوائم مستقلة وحتى تظل المنظمة في موقع الحياد عن كل الأحزاب". وعن اسباب هذا التمسك اعتبر البريكي "أن الاتحاد لا يتمسك بالمواقع ولو كان الامر كذلك لقبل المشاركة في مجلس المستشارين".