لعب الهلال الأحمر التونسي منذ اندلاع الثورة التونسية مرورا بالأزمة الليبية و ما عقبتها من أحداث دامية دورا هاما من خلال عديد التدخلات الإنسانية و المساهمات في الاغاثة والإنعاش والامدادات التضامنية التي تتجاوز إمكاناته المحدودة... الهلال الأحمر التونسي استعاد هيبته والرموز الحقيقية لشعاره بعد أن كان مغيبا عن أدواره الفعلية منذ سنين عديدة وكانت له عديد الوقفات الإنسانية التي أبهرت اللاجئين المتوافدين على الحدود التونسية حيث استقبل الفرع الجهوي للهلال الأحمر التونسي بصفاقس منذ تاريخ 4 أفريل على متن باخرة أطباء بلا حدود عشرات اللاجئين. الصباح التقت بأحد الإطارات البارزة لهذه المنظمة للاضطلاع على دور المنظمة لمواكبة تدخلاتها في هذا الظرف الحساس من تاريخ الثورتين التونسية و الليبية ومدى مساهمتها في هذا السياق امتعاض و تضييقات عانت منها المنظمة محدثنا لم يخف امتعاضه من التضييقات التي عانت منها المنظمة لكونها مستقلة حيث كان التعامل معها خلال السنوات الماضية بكل حذر لما كانت تلعبه من أدوار هامة في النسيج الاجتماعي وخلال حقبة الحكم البائد الذي وضع يده على كل المنظمات والجمعيات المستقلة و أعوزته آليات الاستحواذ على فروع التنظيمات الدولية في تونس وملاحقتها ومراقبتها بوليسيا وتجفيف مصادر تمويلها. وأكد أن الهلال الأحمر التونسي بصفاقس سلط عليه القمع و الظلم ومنع من أداء مهامه الخيرية التي تعد من صميم رسالته بل أن موارده كانت متأتية من الهبات والمنح التي يقدمها أهل الخير من الشعب التونسي,ومن مداخيل التكوين التي يتلقاها المسعف والمقدرة بستة دنانير و الغريب في الأمر أن الدولة كانت تطالب الهلال وتلزمه بالتبرع لفائدة صندوق 26-26 الذي ثبت بعد الثورة أن المخلوع كان يستأثر بموارده لنفسه. ورغم قلة هذه الموارد و حسب ذكر محدثنا تمكن الهلال الأحمر في مختلف فروعه الجهوية من إسداء خدمات إنسانية و اسعافية و علاجية في جهات البلاد كما تحتمه مبادؤه الإنسانية الخالدة و خاصة في المناطق المنكوبة من وحدات بوليس المخلوع. و لا سيما سيدي بوزيد ,القصرين وقفصة و غيرها من الولايات التي عانت من ويلات بطش بن علي. إحداث لجنة خاصة لمتابعة الأزمة الليبية وحسب ذات المصدر و في سياق مستجدات الثورة الليبية وكإجراء احترازي للتدفق المتوقع للاجئين الوافدين من القطر الليبي الشقيق تم تشكيل منذ يوم 1مارس لجنة جهوية بصفاقس لمتابعة الأزمة الليبية تهدف لتقديم يد المساعدة لليبيين والمتعلقة بجانب الاستقبال والخدمات الصحية و إجلاء مصابي الحرب بالإضافة إلى توفير مراكز لإيواء الرعايا و أقارب الضحايا والمتضررين والمنكوبين الليبيين وتتمثل تدخلاتهم في مجالات متنوعة أهمها الوقاية الصحية و العلاج النفسي والإحاطة الاجتماعية. اعتمادات ب 66 ألف دينار و ضمانا لتمويل مثل هذه التدخلات رصدت الهيئة الجهوية للهلال الأحمر مبلغا يتجاوز 66 ألف دينار و هي تمويلات أمكن تجميعها بفضل الإرادة الخيرة للتونسيين وأشقائهم الليبيين. ضرورة بعث مخزن جهوي عضو الهيئة الجهوية للهلال الأحمر بصفاقس شدد ل"الصباح" على ضرورة بعث مخزن جهوي يفي بالحاجيات التي تتطلبها تدخلات الهلال لإسعاف و إغاثة المنكوبين على الصعيد الجهوي و الوطني والدولي. و خاصة في المجال الصحي والشبه الطبي من أدوية و عقاقير و وسائل علاج و حفاظات صحية وغيرها. و قد أطلق محدثنا صيحة فزع لمزيد الجدية في تدخلات المنظمات والهيئات الدولية خاصة في القطاع الصحي الذي يشهد عديد التكتلات باعتباره يفتقر لعدة تجهيزات صحية و سيارات إسعاف مجهزة لإجلاء المصابين والجرحى الليبيين خاصة و أن اغلب حالاتهم حرجة للغاية و المعبر الحدودي يشهد توافد و تدفق أعداد كبيرة يوميا. دنياز المصمودي