انتظروها بشغف هذه الفترة الأخيرة لتستكمل مزارع الحبوب نموها على أفضل وجه وتؤشر لموسم حصاد مميز بعد أن كانت مؤشرات الأمطار جد إيجابية خلال الثلاثي الأول من السنة، وكان لتساقط زخاتها الوقع الطيّب على الفلاحين الذين كان أملهم كبيرا فمنّ الله عليهم بغيثه في هذه الفترة حتى يطمئنوا على الصابة وتواصل الحبوب نموها الطبيعي وتثبيت التوقعات بمحاصيل تناهز العشرين مليون قنطار هذا الموسم والحد من عبء فاتورة التوريد بنحو 400م د عملة صعبة لتوريد القمح علما أنّ محاصيل الماضية لم تتجاوز 5,5مليون قنطار لتكون الأدنى منذ سنوات بفعل العوامل المناخية غير الملائمة . وعلى أهمية هذه المؤشرات الإيجابية فإنّ الوفرة المرتقبة بإذن الله للصابة ينبغي أن يرافقها حرص كبير على حماية كل حفنة حب وكل شبر من المستغلات من الضياع ومن التلف مهما كانت أسبابه سواء بالتحسب المبكر لهجمات العصافير المرتقبة على مزارع الحبوب ككل صائفة وإن كان من المباح أن تؤمّن هذه الطيور قوتها لكن دون أن تعبث بالصابة أو كذلك بالتوقي من خطر الحرائق التي تأتي عادة على نسبة ليست بالهينة من المحاصيل هذا إلى جانب الضياع الذي يحدث أثناء جمع ونقل الصابة والذي يتعين الحد منه إلى أقصى درجة هذا طبعا علاوة على تكثيف الحراسة على المزارع ضمانا لسلامتها من كل محاولات النهب أو أية مخاطر قد تحفّ بها مهما كان مصدرها بما يؤمن تجميع أكبر كمية من المحاصيل والتقليص من التبعية للتوريد في توفير الخبز اليومي للمواطن. وبطبيعة الحال تتطلب هذه الحماية مجهودا مشتركا بين الفلاحين وأبناء المنطقة علاوة على الدعم الأمني وهو ما يجعل التنسيق بين وزارتي الفلاحة والداخلية مسألة مطلوبة. ومن أجل التحسيس بأهمية حماية الصابة وضمان سلامتها تجميعا ونقلا وخزنا يتعين تكثيف حملات الإعلام والإرشاد بأهمية المحافظة على المحاصيل وكيفية توقي الخسائر والإسراع بتجميع الصابة خصوصا وأنّ التمديد في الآجال المحددة بموفى أوت للتمتع بمنحة التسليم غير وارد رغم تزامن عملية الحصاد هذا الصيف مع حلول شهر رمضان. في ظل هذه الظرفية الضاغطة يعتبر الاستعداد المحكم للحصاد أمرا مفروغا منه وخاصة على مستوى توفير مستلزمات الجمع .