الاتهامات بضلوع «تيار المستقبل» في الاحتجاجات السورية مجرد افتراءات أكد عضو كتلة تيار المستقبل الوزير اللبناني احمد فتفت ان لا علاقة لتيار المستقبل بما يحصل في سوريا من احتجاجات. وأوضح في حديث ل« الصباح» ان الاتهامات التي يوجهها النظام السوري الى تيار المستقبل بالضلوع في الاحتجاجات الشعبية في سوريا ودعمها هي مجرد تلفيقات وادعاءات لا اساس لها من الصحة... وقال ان التيار يرفض التدخل في الشؤون الداخلية السورية انطلاقا من مبدأ مقدس وهو احترام ارادة واستقلالية الشعب السوري واعتبر ان المظاهرات الحاصلة هي نتيجة تراكم أخطاء النظام الحاكم. أجرت الحوار: روعة قاسم
رأيكم بما يحدث اليوم في سوريا وما تأثيره على الوضع اللبناني؟
أولا، ما يحدث في سوريا ينسجم مع ما يجري في العالم العربي من تطلعات الشعوب العربية الى الحرية والديموقراطية. ونحن نعتبر ان أهل مكة أدرى بشعابها وكل بلد عربي له خصوصية والشعوب العربية ادرى بمصالحها وهي وحدها تقرر مصيرها وما يصلح لها. وموقفنا ينطلق من مبدأ احترام حرية الآخرين وسيادتهم ورفض اي تدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. اما بالنسبة لتأثير هذه الاحتجاجات على الوضع اللبناني فهناك حتما ارتباط وثيق بين البلدين وما يحصل في سوريا سيؤثر حتما على الوضع الداخلي اللبناني نظرا للارتباطات التاريخية والجغرافية والسياسية والامنية العميقة للبلدين وايضا التاريخ الامني المشترك. واعتقد ان جميع الأطراف السياسية تأمل في استقرار سريع في سوريا لان ما يحدث هو مؤلم وينعكس على لبنان وعلى المنطقة ككل.
ما صحة الاتهامات التي توجه لتيار المستقبل وخصوصا الى النائب في كتلتكم جمال الجراح بالضلوع في الاضطرابات السورية؟
للأسف انها اتهامات وافتراءات كاذبة وعارية من الصحة لأسباب عديدة. فنحن أوّلا نؤمن بأن لكل بلد عربي حرية الخيار ونرفض كل تدخل بالشأن السوري ونعتبر ان لكل شعب قرارا نابعا من سيادته واستقلاليته. ومن ناحية ثانية فإن موضوع دعم المظاهرات او التحريض عليها كما تدعي الجهات السورية هو خارج امكانيات تيار المستقبل ولا اساس لهذه الافتراءات وهي فقط ذات بعد دعائي وسياسي. فهناك اطراف سياسية في لبنان تريد تلفيق هذه التهم والصاقها بالتيار كما ان الاعلام الرسمي السوري التابع للنظام يريد ان يروج لهذه الافتراءات. ونحن نعتبر ان هذه المطالبات الاصلاحية والتغييرية والتحركات الشعبية ليست ناجمة عن تحريض لاي طرف خارجي بل هي نتيجة تراكم اخطاء داخلية للنظام السوري.
هل تتوقعون ان يسقط النظام السوري وتنجح الثورة بما انه من اكثر النظم المصفحة امنيا؟
لا اعلم، فهذا الأمر عائد الى الشعب السوري ونحن نقدس حرية الشعوب في تقرير مصيرها. وأيا كان الأمر فما يحدث الآن في سوريا يؤثر سلبا على لبنان ولا اعلم الى اين ستتجه الأمور ونحن ندعو الى الاستقرار والى ايجاد وضع آمن في سوريا كي تستقر الأوضاع في لبنان والمنطقة برمتها.
نأتي الآن الى الملف اللبناني، هل تتوقعون تشكيل الحكومة في القريب العاجل وهل ستعيدون النظر بالمشاركة بها لإنهاء الازمة في لبنان؟
نحن منذ اكثر من عامين اتخذنا قرارنا بالذهاب الى صفوف المعارضة وهناك الآن طرف واحد في الحكومة هو حزب الله وحلفاؤه واصبحوا يملكون اغلبية في المجلس النيابي فهم ليسوا في حاجة لنا لتشكيل الحكومة. ورغم انهم طرف واحد فهم عاجزون عن تشكيل الحكومة وتقاسم الحصص فكيف سيكون الحال اذا طالبنا نحن بحصص لنا فستصبح الأمور اصعب. ونحن اتخدنا قرارا بالذهاب الى المعارضة الديمقراطية.
اذن ما الحل للخروج من هذه الازمة؟
الحل بكل صراحة يكمن في خيارات الديمقراطية لكن هذا الخيار معطل بسبب فرض حزب الله وحلفائه مواقفهم السياسية على باقي الاطراف.