دمشق وكالات قَبِل الرئيس السوري بشار الأسد الاستقالة التي تقدمت بها حكومة رئيس الوزراء ناجي عطري أمس. وجاءت استقالة الحكومة في وقت شهدت شوارع العاصمة دمشق ومدن أخرى من بينها حلب تدفق مئات الألوف من مؤيدي النظام السوري رافعين صور الرئيس بشار والأعلام السورية، في مسعى من الحكومة لإظهار الدعم الشعبي لها إثر الاحتجاجات المنادية بمزيد من الحريات. وتطالب الشعارات التي رفعها المشاركون في المسيرات باستقرار سوريا، وتؤيد مشروع الإصلاح في البلاد. وأقامت شرطة المرور حواجز على المفارق الأساسية المؤدية إلى الساحات التي تجمع فيها المتظاهرون، كما انتشرت عناصر من الأمن باللباس المدني. وقال التلفزيون السوري إن الدعوات وجهت إلى المواطنين في جميع المدن السورية للمشاركة في مسيرات التأييد للرئيس السوري ولاستقرار البلاد. ويسعى الرئيس بشار إلى تهدئة خواطر المحتجين ضد نظام حكمه بتقديم تنازلات، ومن المتوقع أن يلقي خطابا خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة يعلن فيه رفع حالة الطوارئ التي استمرت خمسين عاما تقريبا، وإلغاء القيود الأخرى على الحريات المدنية والسياسية. وبينما تواصلت الاحتجاجات الشعبية المناهضة لنظام الحكم وخصوصاً في درعا، أعلن معارضون سياسيون بارزون استمرار سعيهم من أجل تغيير ديمقراطي في البلاد واستنكارهم للطائفية ومطالبتهم بمزيد من الحريات ورفع حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ نحو نصف قرن. ودعا المعارضون السوريون إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية وعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين، وطالبوا بإدانة كل من يبث الفرقة بين السوريين. يأتي ذلك، في الوقت الذي قالت فيه السلطات السورية إنها صادرت قوارب محملة بالأسلحة قبالة سواحلها كانت قادمة من مدينة طرابلس الساحلية شمال لبنان. وذكر التلفزيون الرسمي السوري في وقت متأخر أمس الأول، أن مسؤولين سوريين لديهم شكوك بأن القوارب أرسلت من لبنان من قبل أتباع تيار المستقبل الذي يرأسه رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري. ونفى المتحدث باسم تيار المستقبل أحمد الحريري هذا الاتهام.