روما الصباح كتب سفيان رجب اجتمعت أمس بالعاصمة الايطالية روما «مجموعة الاتصال حول ليبيا» للنظر في الأوضاع في الجماهيرية الليبية والنظر في سبل تسريع الإجراءات والتحركات لإنهاء حالة الحرب وتسريع التحول الديموقراطي في ليبيا عبر دعم الثوار وإقامة «صندوق خاص» لمساعدتهم ودعم المجلس الوطني الانتقالي مع النظر في إمكانية استغلال الأموال الليبية المجمدة في ذلك. وذكر فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالي، في ختام الاجتماع أن مجموعة الاتصال والتحالف المناهض للزعيم الليبي معمر القذافي بدعم من حلف شمالي الأطلسي، قرّرا إنشاء صندوق خاص لمساعدة حركة المعارضة المسلحة ماديا بعد أن لاح انها في حاجة ماسة إلى هذا الدعم. وقال فراتيني أن هذا الصندوق الخاص سيكون بمثابة الآلية المالية المؤقتة التي ستسمح بتقديم أموال للمجلس الوطني الانتقالي الليبي. وطالبت مجموعة الاتصال المجموعة الدولية بالاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كبديل لحكومة القذافي. نفس الشيء أكدته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحفي مشيرة أن مجموعة الاتصال ستنظر في منح الدعم المالي للثوار والمجلس الوطني الانتقالي وان واشنطن تدعم اقتطاع أموال ليبيا المجمدة لمساندة الشعب الليبي الذي اضطرته سياسة قيادته إلى التشرد والخراب والدمار. وأكدت كلينتون أن مجموعة الاتصال والحلف الأطلسي سيواصلان ضغوطهما الديبلوماسية والسياسية لإجبار القذافي على التنحي ومنح الشعب الليبي حرية اختيار قيادته والإسراع في عمليات الإصلاح والنهوض بالبلاد التي لا يتوافق حجم خيراتها ومواردها مع واقعها التنموي. وحول هذا الاجتماع والوضع في ليبيا، دعا فرانكو سيدي سكرتير عام الفيدرالية الوطنية للصحافة الايطالية في تصريح ل»الصباح» إلى تسريع الأمور وضرورة تحرك دولي اكبر من اجل إنجاح الثورة في ليبيا وحصول الانتقال الديمقراطي بسرعة لتجنيب الشعب الليبي المزيد من الخسائر والدمار. وأضاف أن بعض المواقف بدت غامضة من القذافي متسائلا عن أسباب تأخر نجاح الثورة في ليبيا على عكس تونس ومصر، ملاحظا أن إمكانيات إطاحة القذافي سهلة لكن بعض الحسابات مازالت قائمة مما أخرّ التغيير في ليبيا. من جهته صرح انطونيو فيراري المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الايطالية ل»الصباح» بأن الإطاحة المحتملة بنظام العقيد الليبي معمر القذافي ستضع حدا، لا لمأساة إنسانية انطلقت منذ ثلاثة اشهر فحسب، بل ل40 سنة من الفكر المتجمد والسياسة الغريبة غير المسؤولة والبعيدة عن كل مقومات العمل السياسي، وهو ما تسبب في تأخر ليبيا وعدم مسايرة واقعها لما يتوفر لديها من إمكانيات اقتصادية هائلة وضخمة. وعبر فيراري عن خشيته من استمرار الحرب الأهلية في ليبيا. وتقرر في مجلس الاتصال حول ليبيا وضع جدول زمني للتحرك حول ليبيا وتكثيف الضغط من اجل إنهاء حالة الدكتاتورية والتمسك بالسلطة وتواصل الإبادة ضد الشعب الليبي الذي تمسك بالتغيير ووضع حد لحكم القذافي وأبنائه لعشرات السنين.