نحو إحداث مخبر وطني لحفظ الصحة لتعزيز آليات المراقبة تونس الصباح:أصبحت الجودة والسلامة الغذائية من المشاغل ومن الملفات المطروحة بعمق على موائد الحوار ومن الاهتمامات التي لا تقتصر على اهل الاختصاص بل تشغل ايضا المستهلك والرأي العام المحلي والدولي للوعي المترسخ حول المخاطر التي تهدد صحة الانسان نتيجة بقايا الرواسب بالسلسلة الغذائية وهي رواسب ناجمة عن كثرة استعمال المبيدات والمواد الكيميائية والملوثات.. واعتماد تقنيات انتاج اشبه بالمخبرية منها بالطبيعية. وللتوقي من الامراض ذات المصدر الغذائي ومن منطلق التسليم باحتمال تواجد نسب من الرواسب المقتحمة لأطباق طعامنا وموائد افطارنا ناجمة عن بقايا المبيدات والمواد والملوثات المترسبة بالمنتجات الفلاحية تعهدت المصالح الصحية المختصة بصفة دورية باخضاع بعض العينات من المواد الغذائية من خضر وغلال ولحوم للتحاليل المخبرية بحثا عن الرواسب الملوثة ليتم في صورة عدم مطابقتها للمواصفات اتلاف كامل الكميات المعنية المعروضة للبيع.. دراسة وبيانات وللوقوف على درجة انتشار هذه الرواسب وتقصي مستوياتها والتحري من مدى سلامة المواد الغذائية وبالتالي سلامة وجودة ما نستهلكه من منتجات تم انجاز دراسة وطنية اعدتها منذ زهاء السنتين الوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات التابعة لوزارة الصحة العمومية اخضعت خلالها للتحليل والمراقبة نحو 247 عينة من الخضر والغلال والمواد ذات الاصل الحيواني والنباتي لتشخيص نسب تواجد الرواسب بها. وافرزت الدراسة جملة من النتائج يشير بعضها الى ان 30% من العينات خالية تماما من بقايا المبيدات واحتواء نسبة 13,8% على بقايا مبيدات دون ان تتجاوز السقف المسموح به وفاقت 1,6% من العينات النسب المسموح بها ويشير اهل الاختصاص الى ان هذه النسب المسجلة تساير النسب الاوروبية. الا ان ما يلفت الانتباه ان الدراسة كشفت وجود سوء استغلال واستعمال للمبيدات في غير ما اهلت له ذلك ان 54,6% من العينات تبث احتواؤها على مبيدات مسموح باستعمالها في مجالات محددة لكنها استعملت في غير ما خصصت له وعلى سبيل المثال تم رصد استعمال مبيد لمداواة الطماطم في مادة البطاطا.. وهو ما يستوجب تعميق الوعي لدى المنتجين باحكام التصرف في هذه المبيدات.. وعدم تجاوز مجالاتها.. الى جانب التوجه نحو ارساء واعتماد دليل الاجراءات او التطبيقات الحسنة في كل ما يتعلق باستعمال المبيدات ونقلها وحفظها مع تعزيز اليات التعاون بين وزارات الصحة والفلاحة والبيئة. وفي هذا الاطار يعتبر مشروع المخبر الوطني لحفظ الصحة المزمع بعثه باقليم تونس من الآليات الكفيلة بتدعيم الامكانيات الوطنية في هذا القطاع واعتباره مرجعا للمخابر الجهوية التي يتعذر عليها البحث عن الملوثات الدقيقة والجراثيم ذات الاهتمام الخاص.