زين الريابي رجل أعمال تونسي وتاجر معروف تجارته تمتد بين جوهانزبورغ وهونغ كونغ وكوانزو وليبيا... أعماله كانت ناجحة ومكسبه وفير إلى أن طاله أخطبوط "الطرابلسية" فاكتوى بنارهم وعاش معاناة كبيرة روى تفاصيلها ل "الأسبوعي" وتحدث عنها كما لم يتحدث من قبل. عدت بعد 14 سنة ولكن.. يقول محدثنا: «عدت سنة 2007 بعد 14 عاما من الغربة كنت أنوي جلب سلع من ملابس وأحذية فتوجهت نحو الميناء وسألت عن كيفية إدخال سلع فكانت مفاجأتي كبيرة لما أعلموني أنه علي أن أتصل ب «الطرابلسية» كي أتمكن من إدخال سلعي ومن سوء حظي أني تعرفت على وسيط كان الحلقة الرابطة بيني وبين مراد الطرابلسي شقيق زوجة المخلوع... وتكفل بتنسيق عملية لقائي به وفعلا التقيته في نزل بضاحية قمرت». 250 مليونا في مهب الريح لم يتوقع زين الريابي أنه وقع في فخ أحد «الطرابلسية» ومن المستحيل أن يخرج سالما من بين يديه ..وعن بداية معاناته مع مراد يقول: «كان لقائي به عاديا ولم تساورني أية شكوك أخبرته أني أصيل بوسالم وأني مستثمر بالخارج وأود أن أستثمر في تونس وأجلب سلعا فعرض علي مشاركته لي وأخبرني أنه يملك مكتبا في كوانزو وعلي دفع 250 مليونا وهو سيدفع مثلها ليدخل لي البضاعة إلى تونس... بعد اللقاء الأول التقيت به مرة أخرى وسلمته 250 ألف دينار دون أن أتسلم منه أية وثيقة أو صك ضمان...سافرت بعد ذلك إلى كوانزو على أن أجلب البضاعة التي من المفترض أن يسدد ثمنها مكتب مراد الطرابلسي هناك ولكني بقيت أتردد على المكتب مدة أسبوع دون أن أحصل على شيء وبعدها أخبروني أن مراد طلب مني العودة إلى تونس.. ومن ثمة بدأت معاناتي الحقيقية فقد حاولت عشرات المرات الاتصال به ولكني لم أفلح ترددت مئات المرات على النزل الذي كان يقضي فيه سهراته ولكني كنت أمنع دائما من الدخول ..إلى أن تمكنت ذات مرة من الدخول ولكن الطرابلسي المذكور مسكني من يدي وأخرجني وقال لي «وليتلي كيف خيالي». ضرب وإهانة في القصر رحلة أخرى من المتاعب التي عاشها زين إثر سقوطه بين براثن أحد «الطرابلسية» وعن هذه المرحلة من العذاب يقول: «لم أجد أمامي سوى القضاء اتصلت بعشرات المحامين ولكنهم كانوا يرفضون مساعدتي على استرجاع حقي كلما سمع أحدهم أني سأقاضي مراد الطرابلسي...وجهتي الأخيرة كانت المحاميين محمد عبو وراضية النصراوي فقبلا تبني قضيتي وظهرا على قناة تلفزية عربية وتحدثا عن مشكلتي وبعدها بيومين جاءت سيارتان من الرئاسة إلى منزلي ببوسالم بحثا عني وأعلموا من فيها أن الرئيس يريد مقابلتي... تصورت أني سأقابل فعلا الرئيس ولكني وقعت في الفخ مرة أخرى..تم تفتيشي بدقة قبل أن يدخلوني قاعة فسيحة بها طاولة جلس حولها عدد من المستشارين وقالوا لي «عطر الرئيس هاك تشم فيه كان عندك حق تو تاخذو» في الأثناء فتح باب خلف ظهري ولم أشعر سوى بلكمة قوية على مؤخرة رأسي كانت لكمة مراد الطرابلسي الذي وقف على مقربة مني وأمطرني بوابل من الشتائم والكلام البذيء كما قال لي «تراب (...) مازال في ساقك»... ولم تسلم راضية النصراوي أيضا من شتائمه ...وأما المستشارون فقد صفعني أحدهم فيما اكتفى البقية بتهدئة مراد بقولهم «وسع بالك تو نربوهولك». منع من السفر وأضاف محدثنا: «خرجت من القصر بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها بعد أن كنت أمني النفس بأن الرئيس سينصفني ويعيد إلي حقي وقررت أن أغادر تونس دون رجعة ولكني فوجئت بأني ممنوع من السفر والسبب أني فتحت قضية ضد مراد الطرابلسي ...فعدت من المطار وتوجهت مباشرة نحو القصر فأخبرني مستشار أنه سيصلني استدعاء وفعلا وصلني استدعاء من المحكمة في اليوم الذي أخبرني به المستشار... ذهبت للمحكمة وتم منع المحاميين من الدخول معي ومنذ ذلك الوقت بقيت قضيتي عالقة تم سماعي ولم يستمعوا لمراد الطرابلسي المشتكى به...الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد فقد بدأت مراقبتي وتم ايقافي 13 مرة كلما ذهبت إلى مكتبي المحاميين محمد عبو وراضية النصراوي وكنت أخضع في كل مرة للمساءلات ..ومنذ ذلك الوقت وأنا ممنوع من السفر وتجارتي توقفت ووالدتي أصيبت بأمراض عدة جراء ما أصابني... إلى أن جاءت الثورة والقضية فتحت من جديد وأنا متمسك بحقي إلى آخر رمق في حياتي». مفيدة القيزاني
من صور جشع عائلة المخلوع حتى "السداري" احتكروه.. من المعروف أن المواد العلفية تعرف في فترات محددة من السنة ندرة واضحة وخصوصا في السنوات التي تقل فيها الأمطار، وبحكم وجود عدد من المطاحن في مدينة سوسة فإن طالبي مادة «السداري» من المربين والتجار كثيرا ما يرابطون أمامها طلبا لهذه المادة التي تُستغل في غذاء الحيوانات، هذه المادة الحيوية لم تكن في منأى عن جشع عائلة الرئيس المخلوع إذ عمدت إحدى شقيقاته إلى الحصول على ترخيص من مسؤول جهوي كبير يمنحها أحقية الحصول على هذه المادة وبيعها لتجار الجملة الذين يبيعونها للمربين. والأدهى أن هذه العملية لم تكن تتم عن طريق البيع العادي وتحقيق هامش ربح معقول بل كانت تقوم على طريقة العمولة إذ أنها تحصل على نسبة معينة مقابل الإمضاء على وصل التسلم الذي يخول للتاجر الحصول على مادة «السداري» وبهذا كانت شقيقة الرئيس المخلوع تحقق أرباحا غير مشروعة من خلال التوسط وعن طريق ترخيص كان الأجدر أن يتحصل عليه الفلاحون أو تعاضديات الخدمات الممثلة لهم. هذه الممارسات وغيرها تعكس مدى الضيم الذي كان يلحق المواطنين في جهة الساحل والذي يطال موارد رزقهم ومصالح عائلاتهم وقديما قالوا: «قطع الأرزاق من قطع الأعناق».