رئيس الجمهورية قيس سعيّد.. المفسدون... إمّا يعيدون الأموال أو يحاسبهم القضاء    فاتورة استيراد الطاقة لا تطاق .. هل تعود تونس إلى مشروعها النووي؟    في علاقة بالجهاز السرّي واغتيال الشهيد بلعيد... تفاصيل سقوط أخطبوط النهضة    مذكّرات سياسي في «الشروق» (5) وزير الخارجية الأسبق الحبيب بن يحيى... يتكلّم الصادقية حاضنة المعرفة والعمل الوطني...!    أخبار المال والأعمال    تقديرات بانحسار عجز الميزانية الى 6.6 ٪ من الناتج المحلي    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مع الشروق .. «طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة.. كشف كل العورات    مزاد دولي يبيع ساعة أغنى راكب ابتلعه الأطلسي مع سفينة تايتنيك    الرابطة الثانية (ج 7 إيابا) قمة مثيرة بين «الجليزة» و«الستيدة»    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    ترشح إلى «فينال» رابطة الأبطال وضَمن المونديال ...مبروك للترجي .. مبروك لتونس    فضاءات أغلقت أبوابها وأخرى هجرها روادها .. من يعيد الحياة الى المكتبات العمومية؟    تنديد بمحتوى ''سين وجيم الجنسانية''    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    نبيل عمار يؤكد الحرص على مزيد الارتقاء بالتعاون بين تونس والكامرون    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    ماذا في لقاء وزير الخارجية بنظيره الكاميروني؟    طقس الليلة    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    نابل: الاحتفاظ بشخص محكوم بالسجن من أجل "الانتماء إلى تنظيم إرهابي" (الحرس الوطني)    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيدين للفلسطينيين    مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد بعد دعوته لتحويل جربة لهونغ كونغ    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    كتيّب يروّج للمثلية الجنسية بمعرض تونس للكتاب؟    وزارة التجارة تتخذ اجراءات في قطاع الأعلاف منها التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    عاجل/ تحذير من أمطار وفيضانات ستجتاح هذه الدولة..    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    التشكيلة المنتظرة للترجي في مواجهة صن داونز    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإبداع الثقافي "محل تفتيش" بعد 4 أشهر من الثورة
في الإنتظار...
نشر في الصباح يوم 16 - 05 - 2011

بعد مرور 4 اشهرعلى ثورة الحرية والكرامة مازال المشهد الثقافي ضبابيا في ظل عدم تخلص اغلب المبدعين من آثار الصدمة باعتبارأن الثورة فاجأت كل الأطياف الاجتماعية باختلاف فئاتها وتنوع مشاربها. فالافكارمازالت مشتتة والعقول بدت مكلسة وعاجزة على صناعة ابداع يتجاوز التصحر الثقافي الذي امتد لربع قرن.
واذا كان البعض قد اعتبرأن تجاوز فرحة الانعتاق والاستفاقة من نشوة نجاح الثورة وتحقيق الحلم والذات لا يعني ضرورة الاستعجال لأن التسرع قد يفضي الى السقوط في السطحية فإن البعض الآخر شدد على ان ابداعات ما بعد 14 جانفي لا تعكس التحول العميق لتداعيات هذه الثورة الزلزال. اذ لم تستند هذه الانتاجات الى رؤية فكرية وثقافية عميقة لذلك كانت تفتقرالى الحد الأدنى من الجودة ولم تتماش مع طموحات المتلقي الذي اتسعت دائرة تطلعاته منذ سقوط النظام البائد . بل ان هذا الفراغ ترك المجال فسيحا امام الدخلاء و»قناصي» الفرص للركوب على الثورة بانتاجات باهتة وضعيفة وهزيلة.
ومن الطبيعي ان حساسية ودقة المرحلة التي تمربها بلادنا تستدعي من كل المبدعين وكذلك الأطراف المتداخلة في العملية الإبداعية القيام بمساءلة صارمة وعملية نقدية ذاتية لضبط استراتيجية ناجعة تفرزخطابا ثقافيا يساير روح الثورة في مختلف المجالات الفنية .وإيمانا منها بأهمية هذا الموضوع التقت «الاسبوعي» عديد الفاعلين في القطاع في مجالات مختلفة لتطلع على وجهات نظرهم بشان هذه المسالة في هذه المرحلة الدقيقة .

رؤوف بن يغلان : المبدعون يحتاجون إلى خبراء ومختصين في علم النفس
رغم تأكيده على ان الإبداع الحقيقي يحتاج اليوم الى مزيد من الوقت لأنه ليس من اليسير إحداث نقلة نوعية بين عشية وضحاها في ظرف وجيز فإنه شدد على ضرورة التصاق المبدع بالواقع وفهمه بأكثر عمق . وأضاف: «ما قد لا يعلمه البعض ان حرية التعبيراليوم أصبحت أصعب باعتبارها تختلف بشكل كلي عن الجرأة التي كنا نجابه بها وجه السلطة وقمع النظام . وهذا التغيير يدفعنا بل انه يجبرنا على التعمق اكثرفي عديد الظواهروالسلبيات وخاصة التي طفت بعد الثورة . واليوم أصبحنا نلاحظ بعض التجاوزات بحجة حرية التعبير ولابد من تعرية الاقنعة التي تلبسها الخطابات باسم هذه الحرية بغية فضحها «.
وإن أكد بن يغلان أنه يتوجب تسمية الأشياء بمسمياتها من خلال الإيحاءات التي تكشف الخفايا والخبايا فإنه أوضح أن الخطاب الفني من الأفضل ان يبتعد عن المباشراتية وفي حالات استثنائية فحسب لأن العمل الإبداعي يفقد نكهته وطعمه في صورة تخليه كليا عن الرمزية واعتماده على المباشراتية باعتبار ان الفن ينبغي ان يظل بلغته ، بحركته، بجماليته وبخصوصيته. كما اعترف صاحب مسرحية «حارق يتمنى» «ان المبدع في حاجة اليوم الى خبراء ومختصين في علم النفس بعد الثورة التي فاجأت الجميع لأن الحرية تحتاج بالتاكيد الى دربة ليظل السؤال «نعبر والا ما نعبرش» مطروحا . ورغم هذه التغييرات فقد واصلت عرض مسرحية «حارق يتمنى»ومن المنتظرعرضها السبت المقبل بصفاقس ويوم 28 ماي بالمسرح البلدي . «

المسرحي منير العرقي : السقوط في جب السطحية
من جانبه قال المسرحي منير العرقي إن الحديث عن الفن المسرحي ومتغيراته، و البحث عن الأسس الجمالية الفنية المؤلفة للفعل الإبداعي التونسي غداة الثورة، سابق لأوانه ، لأن أي فعل إبداعي درامي يتطلب الكثير من الوقت لهضم الأحداث من ناحية وللاستشراف من ناحية أخرى . كما ان الكتابة الدرامية تشترط بدورها أن يكون بإمكان المؤلف أن يتجاوزلحظة الصدمة ثم تساءل:» كيف تكون الأمور إن طالبنا المبدع بضرورة تجاوز فرحة الإنعتاق و الاستفاقة من نشوة - نجاح الثورة - وتحقيق الحلم والذات ...؟» باعتبارأن المسرحي لابد أن يمنهج أثره في محاولة منه للتعبير وبصدق عن هواجسه كفنان وكمواطن كذلك . وتابع: «إن الرغبة في قول كل شيء في نفس الوقت وبحماس هو الدافع الأساسي للتعجيل بإمضاء أثر مسرحي يوازي هذه الثورة ولكن ذلك يمثل خطورة السقوط في التسرع و يمثل خطورة السقوط في جب السطحية في معالجة القضايا وطرح المواضيع كما قد يلقي بالمبدع في الخطاب الحاف الجاف المتسم دوما بالمباشرتية . قبل الثورة كان المبدع المسرحي يستعمل الإيحاء بجميع أساليبه البلاغية من استعارة ومجازإلى إسقاط تاريخي ورمزية. وكان المعنى متعديا والشفرة المسرحية مستساغة إذ تحيل المتفرج على مرجعيات سياسية واجتماعية ... وكان المعنى في غاية من الظرف والطرافة يتسم بالشاعرية مما يترك الانطباع الحسن في المحافل الدولية شرقية كانت أو غربية ولكن نجاح المبدع هذا يوازيه عدم فهم من عامة الجمهور التونسي الذي كثيرا ما نسمعه يردد - لمن تعدون أعمالكم هذه إن كانت لنا فإنكم قد أخطأتم لأننا لا نفهم ما تقولون -...»
وعن مدى تماشي الأعمال التي انتجت بعد 14 جانفي مع روح الثورة اشار الى أن ما نلمحه الآن من نوايا فنية هي رغبة جماعية في استعمال شفرة سهلة جدا أوفي الاستغناء عن الإيحاء واستعمال الواقعية الصرفة في معالجة المواضيع وتقديم المعنى جاهزا للمتفرج العادي الذي يبحث عن حكاية تمسه في الصميم وموضوع واقعي معيشي وليس فلسفي استيتيقي ، ولكن هذا التوجه ما زال على مستوى النوايا إذ لم تولد إلى الآن مسرحية من رحم الثورة .
كما كشف ان ما يشغله الآن هو كيفية محافظته على اختيارالطريف من المواضيع واستعمال الأسلوب الأمثل لمعالجته بكثير من الحرية دون السقوط في المباشرتية ودون أن يتحول خطابه الفني بالأساس إلى خطاب سياسي مشبع بالشعارات و المطلبيات النقابية الحماسية الرنانة ....واستطرد:»أريد أن أحافظ على دوري في المجتمع، أريد أن ألعب دوري كمواطن فنان ، يشغلني الشارع وتسكنني هواجسي الفنية .
أي أتفاعل مع ما يدور أندد وأتظاهروأعتصم إن لزم الأمر ولكن إن أمكنني إبداعي أن أعد عملا فنيا أعبر به على كل ذلك مستعملا أساليبي الفنية العالية الجمالية فلن أتردد في اقتراف هذا الإثم الفني ولن أسقط في المباشرولن أنزل بالمفردة إلى اللفظ العادي والاعتيادي بحجة إرضاء الذوق الجماهيري العام.»

الزين الصافي: لابد من مساءلة ذاتية
شدد الفنان الملتزم الزين الصافي على ان التحول المفاجئ فاجأ المبدعين حيث لم يكونوا جاهزين لما بعد 14 جانفي بل ان اغلبهم مازال في حالة بهتة من جراء الصدمة.مضيفا «لا ادري متى سيتخلص هؤلاء من آثار الصدمة ،اذ منهم من اختار التقوقع على ذاتهم وتركوا المجال واسعا لاشباه المبدعين و»الفارغين» لغزو الفضاء الثقافي الذي لا يحتاج الى امثالهم في الوقت الحالي «.كما اكد ان كل مبدع حقيقي في حاجة الى استراتيجية عمل للبناء من جديد مع مساءلة ذاتية أي فن واي ابداع يريده للمستقبل. متسائلا «هل سنعطي الاولوية للمضمون او الشكل لان ما استمعت اليه كان مجرد تجارب بدائية لانها اعطت الاولوية لمضمون سطحي لا تتوفر على الجمالية التي يتطلبها العمل الفني وذلك باسم الثورة والواقعية الاجتماعية بل ان ما استمعت اليه من شعر وغناء لا يرتقي الى مستوى تطلعات الثورة وما ننشده. واذا كان قد اكد ان الفن قبل 14 جانفي او بعده يتطلب ديناميكية لتجاوز السائد باعتبار ان الفن هو مساءلة متواصلة للقيم المتداولة والاشكال الفنية المألوفة فانه اوضح ان الفنان يجب ان يكون حرا ومستقلا ورغم ان بعض الفنانين كانوا بوق دعاية للظام البائد فان البعض الآخر اصبح اليوم مهمته التعبئة السياسية والدعاية لايديولوجيات معينة.

لطفي بوشناق: المبدع الحقيقي لا ينتظر الثورة لتفجير إبداعه
في الوقت الذي مازال فيه بعض الفنانين في حالة ارتباك بعد الثورة الشعبية واصل لطفي بوشناق انتاجاته بنفس الغزارة والعطاء بل إنه ضاعف جهوده أكثر بعد 14 جانفي ليصدرعديد الأغاني في حيززمني قصير. كما كشف لنا أن المبدع الحقيقي لا يرتبط إبداعه بالثورة او ينتظرها ليفجر طاقاته وواصل: «المبدع لا ينتظر الثورة «ومايستناش» لأن الابداع الحقيقي يجب ان يكون قبل الثورة واثناء الثورة وبعد الثورة. فالعطاء الفني لابد ان يكون شاهدا على الأحداث وعاكسا للواقع . وليس معنى الثورة هي التي ستكون دافعا للمبدع للعمل والانتاج باعتبار ان من تخلى عن القيام بمسؤوليته قبل الثورة غير قادرعلى العطاء بعدها «. ولئن اوضح انه أنتج البوما يتضمن 9 اغان أهداه الى الهلال الأحمر التونسي وشريطا ثانيا يتضمن 7 اغان قدمه للاتحاد المصري كهدية للثورة المصرية والبوما ثالثا يحتوي 9 اغان ينوي أهداءه الى الجامعة التونسية لكرة القدم فانه شدد على ضرورة تحقيق الفنان لتطلعات المتلقي بمستوى اعماله شكلا ومضمونا .وخلص الى «الوضعية الصعبة التي تمر بها بلادنا وتستدعي من كل شريف آداء رسالته باعتبارأن مستقبل تونس مسؤولية كل الأطياف . وهذه المرحلة الحرجة تفرض على الجميع تكاثف الجهود من أجل الخروج بها نحو الأمان والاستقرار ....صحيح اني متفائل بتجاوز هذه المرحلة الصعبة لكن لابد من الحذرالكلي «.

عبد الجليل التميمي: هاجس الخوف مازال يتملك النخبة والمثقفين
وعن مدى نجاح الفاعلين في الشأن الادبي في مسايرة الثورة أوضح السيد عبد الجليل التميمي ان لا النخبة ولا المثقفين استطاعوا ترجمة هذه الثورة بشرف وقوة باعتباران هاجس الخوف مازال يطالهم جميعا .وتابع قائلا: «ما اراه من مقالات هنا وهناك لا يعكس التحول العميق جدا لتداعيات هذه الثورة- الزلزال فلا نخبنا ولا الطبقة المثقفة عندنا ولا ادباؤنا استطاعوا ان ينشؤوا او يكونوا مخابر للحواراو يدعموا هذه الثورة بكتب واستشرافات ثقافية عميقة جدا، ذلك ان هاجس الخوف مازال يتملكهم . والغريب ان وزارة الثقافة لم تدرك هذه المتغيرات على مستوى السلوك الذهني للتونسيين فكيف يعين وزيرالثقافة رئيسا على بيت الحكمة ثم يقيله بعد عدة أيام؛ فهذا يدل على عدم ادراك وعدم موقعة الواقع الثقافي والمعرفي موقعه الصحيح» .كما شدد على ان وزير الثقافة والمحافظة على التراث يحتاج الى رؤية اخرى وسياسة تنبثق من رحم هذه الثورة المباركة.
وكشف التميمي ان مؤسسته نظمت 19 ندوة حول الثورة دعا اليها كل القيادات السياسية والنقابية والمعرفية والدينية لكن التلفزات التونسية تجاهلت تغطيتها وهوما اعتبره: «يدل على عدم ذكاء المشرفين على التلفزات الخاصة والعامة ودليلي على ذلك حضور اكثر من 150 شخصية الى جانب اثارة عديد الاشكاليات الهامة التي كان يتحتم على هذه القنوات نقلها الى الراي العام التونسي والعربي لأن هذا ما يشكل اثراء منقطع النظير للنسيج الثقافي والمعرفي في بلادنا.»

الممثل جمال المداني: الأفكار مازالت مشتتة والمسرحي في حاجة إلى مزيد من الوقت
من جهته اكد الممثل جمال المداني ان مدة 4 اشهر فقط بعد الثورة ليست كافية للتأمل باعتبار ان نتيجة التغيير لا يمكن باي حال من الاحوال ان تبدأ في الظهوربشكل حقيقي قبل سنتين على اقل تقدير.فأفكار المسرحيين مازالت مشتتة في ظل تركيزاهتمام جميع الشرائح الاجتماعية في هذه المرحلة الدقيق والحساسة على الاحداث السياسية وآخر تطورات الثورات العربية . واستطرد :»لا يمكن اليوم وفي ظل الظروف الراهنة مطالبة الفنان بالابداع فقد يتعلق الأمر باشرطة وثائقية تؤرخ للثورة اوفي الرسم بمختلف اشكاله لكن المسالة تختلف بالنسبة للموسيقى او السينما؛ بل ان ردود الفعل السريعة صعبة في المسرح.فكل فنان كان يخطط ويعد لمشاريعه المسرحية على الصعيدين القريب والبعيد وفجأة حصلت الثورة المباركة التي اعادت توزيع كل الاوراق من جديد. واذا كان الإبداع ليس مجرد قطاع صحة اوخدمات ادارية اوبضاعة يمكن ان تحل معوقاتها بمعالجة مشكلة المركزية اومراجعة اسعارها فان كسب حرية التعبير والتخلص من الرقابة لا يعني بالضرورة ظهورالابداع في وقت قياسي .واشبه المسالة هنا بمن كان يمشي على الحبل وبمجرد تعرضه الى رعشة يظل مرتبكا ويحتاج الى بعض الوقت ليستعيد قدرته على المشي من جديد.» ورغم تاكيده على صعوبة مهمة المسرحي في هذه الفترة بالذات التي تتطلب مزيد التامل والتقاط النفس والتحليل والنقد الذاتي فانه شدد على نجاح ثلة من المسرحيين في آداء رسالتهم وتوجيه الخطاب المسرحي الذي يؤمنون به في عهد «المخلوع» وان كان مغلفا ورمزيا باعتباران الخطاب المباشر ليس مهمة الفنان الذي تناول الواقع باسلوب نقدي . كما اعتبران المعطيات تغيرت بعد الثورة لان الفنان كان ينتقد غالبا السلطة. اما اليوم وفي ظل ازالة كل الممنوعات من الطبيعي ان يوجه الفنان انتقاداته نحو التونسي وممارساته ونفسيته وكل الاشياء الجميلة والقبيحة لينطلق بها نحو الإبداع.

الملحن الناصر صمود: يجب إعادة البناء من «الصّفر»
«النّظام البائد حوّل الفنّان الى بوق دعاية « بهذه العبارة بدا الملحّن النّاصر صمود حديثه معنا في هذا الموضوع مشدّدا على انّ تلك الحقبة السّوداء لم تخلّف في صفحاتها أيّ ابداع باستثناء بعض الاعمال النّادرة .واستطرد «نستمع الى بعض الأغاني عن الثّورة التي لا تتعدّى عدد اصابع اليد الواحدة رغم انتاج عديد الاّأعمال في هذا الشّان والسّبب يعود الى تجاهل الإعلام لهذه الإنتاجات .ثمّ إنّ اغلب فنّانينا مازالوا يردّدون اغاني السّتينات والسّبعينات وهو ما يعني عدم نجاعة المنظومة الثّقافية التي كانت سائدة قبل الثورة .ولتجنب مثل هذه الإشكاليات سارعنا بتاسيس النّقابة الحرّة للمؤلّفين والملحّنين لنعيد كل شيء من «الصّفر» لتنظيم القطاع واعادته الى المنظومة الصّحيحة خاصّة ان الجمهور اليوم استفاق وبفضل الثورة الشعبية اصبح المسؤول يستمع الى المطالب وهو ما يدعو كل الاطراف الى مضاعفة الجهد في المستقبل لنسجّل انتاجات فنّيّة حقيّقية .انا على استعداد لبيع سيارتي من اجل انتاج اغنية لو اعرف ان الاذاعات الخاصّة والعامّة ستضمن بثّها وهو ما يجب اعادة النّظر بشانه في المستقبل القريب «

الشاعر الغنائي حاتم القيزاني: تحفظات بشأن أغلب الانتاجات
«اذا كان يمكن ان تؤثر الثورة في الابداع الثقافي فانه لا يمكن ان تتحكم في نسقه الطبيعي باعتبارأن العملية الإبداعية تستمد نسقها من ذاتها «، بهذا الطرح بدأ الشاعرالغنائي حاتم القيزاني حديثه معنا في هذا الموضوع موضحا: «صحيح ان الثورة تفيد فتح مجالات أكثر للحرية لكن العملية الإبداعية لا تكتمل الا بتضافر جهود كل الأطراف وخاصة القطاع الإعلامي. واطالب هنا المحطات الإذاعية والقنوات التلفزية وخاصة التي تتوفرعلى مساحات لبث الأغنية لتكون في مستوى تطلعات الثورة من حيث مصالحة التونسي مع هويته الوطنية. وهنا ينبغي على الدولة سن قوانين تجبرالإذاعات والتلفزات على بث -على الاقل- ما نسبته 50 بالمائة من الأغنية التونسية. وانا لا أرفض بث اغاني عبد الوهاب الدوكالي او فضل شاكراوالفنانين العرب الكباروانما أرفض الأغاني الهابطة التي تجد اليوم حظوة في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.»!!!!
وعن تقييمه للأغاني التي انتجت بعد الثورة اشارإلى ان له مؤاخذات على أغلب الانتاجات التي كانت مستعجلة وتفتقرالى حد أدنى من العمق لكنه أبدى تفهمه في ذات الوقت بقوله: «لا ألوم المطرب التونسي الذي كان مكبلا لفترة طويلة حيث لا يمكنه تفجير طاقاته في ظرف قصيراذ لابد ان نصبرعليه لبعض الوقت لتظهر بعض الاعمال التي تتماشى مع انتظارات المتلقي بعد الثورة «


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.