بدأ العد التنازلي لانتخابات المجلس التأسيسي الموافقة ل24 جويلية القادم والتي ستضمن الانتقال من حالة اللاشرعية إلى الشرعية, غير أنّ هذا الاستحقاق الانتخابي يحمل في طياته العديد من التساؤلات سيما في ظل زخم المشهد السياسي بهذا الكم الهائل من الأحزاب التي لم يتسنّ بعد للنّاخب التعرّف عليها و على برامجها مما جعل الناخبين يعيشون تخوّفا وحيرة من الاختيار. هذا التخوف جعل البعض يفضّل انتخاب قائمات مستقلة استنادا إلى أنها لا تمثّل أجندات سياسية معيّنة. فأيّ مصير للقائمات المستقلّة في انتخابات التّأسيسي؟ ردّا عن هذا التّساؤل أورد السيد محسن مرزوق ( أمين عام المؤسّسة العربية الدّيمقراطية) أنّ القائمات المستقلّة لها حظوظ وافرة في الانتخابات فمعظم الأحزاب جديد ة ومازالت تحتاج وقتا للتعريف ببرامجها فضلا عن أن تعدّدها يخلق مشكلة اختيار في حين أنّ القائمات المستقلّة تكون محليّة و تعكس الشخصيات البارزة في القطاع المحلّي مما يمنح للناخب الثقة في الانتخاب استنادا إلى المعرفة الشخصية بالمنتخب. ووضّح في هذا الصدد أن ذلك يدفع بعض الناخبين إلى اختيار شخصيات مستقلة تكون عادة من الشخصيات التي يعرفها ليكون تصويتا يرتكز أساسا على المعرفة و ليقتصر على شخصيات محلّية أو مثقفة يتم اختيارها على أساس كفاءتها و معرفة الناخب بها باعتبار أن أغلب استطلاعات الرأي تؤكد أن أغلبية الناخبين التونسيين لم يحسموا بعد أمرهم في ما يتعلق بمن سينتخبون . ويرى أن فضاء الانتخابات سيفتح الباب أمام المستقلين الأكفّاء للترشح مشيرا إلى انه يشجع كل شخصية تأنس في نفسها الكفاءة في مجال المساهمة في وضع الدستور التونسي المقبل و ان تقدم ترشحها للغرض. فمن وجهة نظره لديه قناعة راسخة أن لهم حظوظا حقيقية لحشد أصوات و مقاعد في المجلس التأسيسي بالشكل الذي يعبّر عن تنوع تونس و ثراء كفاءاتها نساء و رجالا . هذا الطرح يسانده السيد الأزهر العكرمي (محام و عضو بالهيئة العليا) ويوضّح في هذا الصّدد أن حظوظ القائمات في انتخابات المجلس التأسيسي تتساوى مع حظوظ الأحزاب و تفوقها حتى أحيانا لان العلاقة بين النّاخب والمنتخب ستكون مبنية عل الثقة . فأغلبية الأحزاب ضعيفة وصغيرة و بالتالي فان قائمات المستقلين هي التي ستملأ الفراغ و من هذا المنطلق فهو يعتقد ان حجم التمثيل المستقل سيكون كبيرا على مستوى مراكز المدن . و فنّد في نفس السياق الصعوبات التي قد تعترض القائمات للتّرشح اذ أن خطاب كلا الطرفين سيكون متقاربا و لن تواجه القائمات أي إشكالية تذكر سيما إذا كانت القائمة تضمّ 8 أو 10 أشخاص فمن الممكن صياغتها في وقت قياسي. حظوظ قليلة في المقابل يعتبر أستاذ القانون الدستوري السيد قيس سعيّد انه من الصعب الحديث عن مسالة حظوظ المستقلين في انتخابات التأسيسي استنادا إلى انه لا تتوفر المعطيات الكافية حول التوازنات الموجودة داخل المجتمع. و اكّد أن حظوظ القائمات المستقلة في الانتخابات تبقى اقل بكثير مقارنة بالأحزاب سيما في مستوى التشكيلة القادمة لدائرة معينة التي لا بد من تشكيلها بطريقة تغطّي كل المعتمديات داخل الولاية حتى يمكن أن تحظى بالانتخاب فضلا عن انه ليس هنالك تنسيق بين القائمات المستقلّة في مختلف الدوائر الانتخابية في حين أن الأحزاب ستكون لها قيادة تتولى التنسيق بين مختلف القائمات في الدوائر الانتخابية. و خلص الأستاذ في القانون الدستوري إلى أنّ حظوظ القائمات المستقلة في الانتخابات لا يمكن اعتبارها منعدمة و لكنها لا تتساوى مقارنة بالقائمات الحزبية.