نفت مصادرنا بلجنة تقصي الحقائق حول الأحداث الأخيرة ما تردد في بعض الأوساط من أخبار مفادها أن هذه اللجنة خيرت الاختفاء عن الأضواء نتيجة ردود الفعل التي أبداها رجال الأمن ووزارة الداخلية تجاه تصريحات رئيسها الأستاذ توفيق بودربالة خلال لقائه الصحفي الأخير المنتظم يوم 13 أفريل الماضي. وكان هذا اللقاء قد سلط الأضواء عن التجاوزات التي ارتكبها رجال أمن خلال الثورة وهو ما أثار استنكار الهيئة التأسيسية المؤقتة لنقابة قوات الأمن الداخلي التي استشفت من تصريحاته "بوادر حملة منسقة تستهدف جهاز الأمن عبر الترويج لمعلومات تفتقد في أغلبها المنطق والمصداقية وتتضمن إيحاءات بأن ما لحق بالبلاد من عنف وقتل وترويع وسرقة ونهب إنما تقف وراءه عناصر تنتمي لجهاز الأمن". وأكدت المصادر نفسها أن اللجنة تواصل حاليا عملها وهي ترغب في استكمال إجراء زيارات ميدانية لمختلف ولايات الجمهورية لتقصي الحقائق حول الأحداث التي جدت قبل 14 جانفي وبعده.. وأدت اللجنة بعد اللقاء الصحفي الأخير زيارات إلى المنستير وسوسة والقصرين وسيدي بوزيد وقفصة وحي التضامن.. وستزور الأسبوع القادم قابس ومدنين وتطاوين وقبلي.. كما أنها برمجت زيارة للكرم.. وتعمل اللجنة على التحقيق في الشهادات التي تستمع إليها من مختلف الأطراف وخاصة من عائلات الشهداء وشاهدي العيان وتسعى إلى مساعدة المتضررين على الحصول على حقوقهم والتظلم للعدالة.. كما تتولى تقديم الدعم النفسي لأقارب الشهداء أو للمتضررين من تلك الأحداث.. وبعد استكمال سلسلة الزيارات الميدانية ستعمل لجنة تقصي الحقائق على تنظيم لقاء صحفي لتقديم حصيلة أعمالها وإطلاع الرأي العام عن الحقائق التي توصلت إليها.