بعد الاحداث التي جدت في بلادنا وانتهت (او لعلها بداية جديدة) بيوم 14 01 2011 وما اصبحنا نعيشه من حرية وفوضى (متلازمان) فاننا نرى اشكالية في التعرف على من يمثل الاسلام في البلاد. فبعد ان كانت الدولة تحتكر الخطاب الديني وتقمع كل صوت مغاير. فقد اصبح اليوم المتكلمون باسم الدين شتى. وقد برز نوعان من المتحدثين: نوع يدعى انه يتكلم باسم الاسلم ونوع يدعى ان غيره من يتكلم باسم الاسلام. فالاخوة السلفيون (وهنا يطرح سؤال حول معنى السلفية) يدعون انهم من يتكلم باسم الاسلام وانهم الفرقة الناجية، واننا نتمنى أن يكونوا من الفرقة الناجية لكننا لا نتمنى ان يكونوا هم فقط الفرقة الناجية اذ يامل عموم المسلمين ان يكونوا من اهل الجنة. أما بالنسبة للنوع الثاني فهم مجموعات من الذين يريدون الصاق «تهمة» التحدث باسم الاسلام بالنهضة، فهم يريدون ان تلتصق هذه الصفة بالنهضة. ولعل من مفارقات الامور ان مسؤولي النهضة اضطروا الى التبرؤ من هذه «التهمة».. وقد نسي هؤلاء واولائك ان الاسلام دين حياة وعبادة، اي انه لا تكون لك اخرة بدون حياة ولا تكون لك عبادة بدون عمل، وان الدين هو ملك لجميع المؤمنين وانهم هم من يتحدثون باسمه، وليس الحديث مقصود به الكلام المجرد، بل ان الحديث عن الاسلام يكون بالاعمال دون غيرها. وبين محاولة البعض الاستئثار بالاسلام لهم وحدهم وبين محاولة البعض الاخر الصاقه بغيره كما لو ان الاسلام تهمة يهرب منها الانسان، يبقى المواطن العادي حائرا من يصدق منهم ومتسائلا عن موقعه من كل هذا. * المكناسي