بعد الحدث الذي صنعته مسرحية "حقائب"، التي أخرجها المسرحي جعفر القاسمي وكتب نصها يوسف البحري، في آواخر السنة الماضية في القاهرة وتحديدا في المهرجان الدولي للمسرح التجريبي بحصولها على جائزة العمل المتكامل وجائزة أفضل ممثلة التي تقاسمتها كل من نبيلة قويدر وسماح الدشراوي وسماح التوكابري وتخطف الأضواء بعد أن نالت استحسان أغلب المسرحيين والنقاد ممن شاركوا في تلك التظاهرة الدولية الكبرى، رغم مشاركة عديد الأعمال والأسماء البارزة من عديد الدول العربية والأجنبية. ليكون التتويج الثاني إثر مشاركة هذه المسرحية مؤخرا في المهرجان الدولي للمسرح الحر بالأردن وذلك بالحصول على الجائزة الذهبية لأفضل عرض مسرحي متكامل. واعتبر جعفر القاسمي هذه الجائزة بداية جديدة لمشوار مرتقب طالما عمل على التأسيس له من خلال الجدية في العمل والانفتاح على مختلف التجارب داخل تونس وخارجها بقديمها وحديثها، أي أنها ليست نهاية جيل وإنما بداية جيل جديد وتجارب أخرى. واعتبر أن هذا التتويج جاء في وقته ليكون حافزا للفريق العامل في هذه المسرحية. من جهة أخرى استغرب جعفر القاسمي ما لقيته مسرحية « حقائب» من جفاء في تونس مقابل كثرة الطلب والإعجاب خارجها حيث يقول:» الغريب أن « حقائب» عرضت في الخارج أكثر مما عرضت في تونس ولا تزال تحظى بطلب من عديد الجهات والأطراف في عديد البلدان الأخرى العربية والأجنبية. هذا فضلا عن ردود أفعال المسرحيين الأجانب التي شكلت دعما معنويا هاما لي خاصة وللفريق العامل في المسرحية عامة ولم تزدنا سوى الإصرار مما سيحفزني على مضاعفة العمل والدقة في الاختيار لأحافظ على نفس المستوى في أعمالي أو تقديم ما هو أفضل، لأني أعتقد انه آن الأوان للأجيال الجديدة في قطاع الفن الرابع أن تؤكد جدارتها وقدرتها على العمل والإقناع والبروز والإبداع «. مقاييس عالمية وحول هذا التتويج أكد مخرج المسرحية أنه اشتغل على العمل بمقاييس عالمية موضحا: « يكفي أن أذكر بما تضمنته شهادة لجنة التحكيم في مهرجان المسرح الحر بالأردن التي أرفقت الجائزة بشهادة تفيد المستوى الاحترافي المتميز لممثلي المسرحية ووعي المخرج بتقنيات المسرح القديم والحديث.» وأرجأ نجاح العمل إلى التجاوب الذي قوبل به من الفريق العامل في هذه المسرحية من فرقة المسرح الوطني. ولعل ما مر به جعفر القاسمي من تجارب متنوعة في الأعمال الدرامية والسينمائية والمسرحية مع فرقة المسرح الوطني أو غيرها أو في إطار «الوان مان شو» كمسرحية « واحد منا» أو « تونسي دوت كوم» وغيرها من الأعمال الأخرى كلها تعد من العوامل التي مكنته من اكتساب القدرات الكافية التي تؤهله ليكون وراء إنجاز مسرح بمقاييس متكورة كفيلة بنيل الحظوة والاستحسان من قبل أهل الميدان والنقاد والمتلقي. عروض بالجملة كما أكد أن ما حققته المسرحية من صدى في أوساط الفن الرابع خاصة خارج تونس أهلها لتلقي دعوات من عديد المهرجانات العالمية للمشاركة فيها سواء في إطار المسابقة الرسمية لهذه التظاهرات أو العروض في إطار التكريمات وغيرها.. من بينها مهرجانات بكل من الإسكندرية بمصر واليونان وتركيا وألمانيا وغيرها من البلدان الأخرى... وأكد من جهة أخرى أنه سيواصل عرض هذه المسرحية في تونس لا سيما بعد النجاح الذي حققته خارجها ثم أنها تطرح وتعالج قضايا إنسانية بحتة مستمدة من واقع المجتمع التونسي باعتبار أن المسرحية هي عبارة عن دراما إنسانية تفيض بالمشاعر وتبحث في خلاص الإنسان من آلامه ليكون أقرب موعد عرض اليوم بقاعة الفن الرابع بالعاصمة لتجوب عديد المناطق والجهات خلال الفترة القادمة .