إدريسا كوليبالي يصنع الحدث بين ليبيا وتونس.. يورّط الإفريقي ويضع الترجي في موقف محرج، في انتظار أن يمتد الصراع إلى أروقة "الفيفا" ليكون الترجي والإفريقي واللاعب وأهلي طرابلس عرضة للعقوبة لأن كل طرف مخالف للقانون.. هذه الفرضية الأولى في هذا الملف، وأما الفرضية الثانية فهي تضع الإفريقي وأهلي طرابلس في مأزق كبير فهيئة جمال العتروس ستخسر ما دفعته لقاء شراء عقد اللاعب مع تعرّض الناديين للعقوبة وذلك في حال تمكن «ادريسا كوليبالي» من الحصول على ترخيص من «الفيفا» يجيز له التنقل إلى أي فريق يفضله.. وقد يكون ذلك الاتجاه السائد في الترجي فمسؤولوه لم يكشفوا كامل أوراقهم واكتفوا بالقول بأن اللاعب أمضى عقدا لفريقهم لا غير وغرّة جويلية هو موعد الحسم في ملف اللاعب... «الأسبوعي» فتحت الملف على مصراعيه مع مختلف الأطراف إذ بينما يرى رياض بنور رئيس فرع كرة القدم بالترجي أن الصراع القانوني سابق لأوانه وكل طرف له ملف موثق ولا يقبل المجادلة سيستظهر به وقت الحاجة فإن أطرافا أخرى كشفت أن الترجي عرف من أين تؤكل الكتف فيما سقط الإفريقي في فخ لا يمكنه الخروج منه إلا «بقدرة قادر»... كيف ذلك؟ أموال في الميزان ويرى الأستاذ هشام الذيب الناطق الرسمي باسم النادي الإفريقي أن هيئة ناديه قد تعاقدت مع أهلي طرابلس مالك عقد ادريسا كوليبالي واشترت منه هذا العقد الذي يصبح بموجبه اللاعب المالي ملكا له حتى 2012 وحتى إن رفض اللاعب الامضاء لفائدة ناديه فللإفريقي حق تتبعه وحرمانه من اللعب في أي ناد آخر... وأضاف ذات المصدر أن «كوليبالي» مهدّد بالإيقاف عن النشاط إذا لم يستجب لرغبات ناديه السابق أهلي طرابلس باعتباره قد سدّد لشبيبة القبائل الجزائري 450 ألف دولار لقاء انتدابه فضلا عن أنه مكّن كوليبالي من تسبقة مالية تقدر بمئات آلاف الدنانير زيادة عن الرواتب التي حصل عليها خلال فترة تواجده مع الفريق الليبي قبل قيام الثورة ومغادرته نحو بلده مالي ثم حل بتونس حيث التحق بالترجي أين يتدرب بصفة منتظمة ويحصل على أجرة إلى حين تسوية وضعيته.. استغلال حالة الحرب وأشار الأستاذ هشام الذيب إلى أن الترجي لا يمكنه انتداب اللاعب ولا أيضا من حق «كوليبالي» امضاء عقد للترجي دون موافقة ناديه الأصلي أهلي طرابلس، مبرزا أن فريق باب سويقة حاول استغلال الظرف ليستأثر بخدمات اللاعب بناء على حالة الحرب التي تعيشها ليبيا حيث يقول محدثنا «.. نحن استشرنا الاتحاد الليبي لكرة القدم وحصلنا على موافقته لتمكيننا من البطاقة الصفراء بعد التعاقد مع اللاعب.. كما أننا على اتفاق مع أهلي طرابلس وقد توخينا كل الطرق القانونية التي تخوّل لنا أن نحل محل النادي الليبي ليصبح عقد كوليبالي على ذمّتنا إلى موفى جوان 2012 وحتى إن رفض الانضمام إلينا سيبقى نشاطه معلقا أو سنبيعه لأي فريق آخر ونسترجع مصاريفنا.. وحتى في حالة طلب اللاعب فسخ عقده مع الأهلي فستأخذ «الفيفا» عدة عناصر بعين الاعتبار منها الأموال التي حصل عليها «كوليبالي» من الفريق الليبي والظروف الاستثنائية التي تمر بها الشقيقة ليبيا مما يمكن أهلي طرابلس من عدم تسديد أجور اللاعب وأيضا التفريط فيه لفريق آخر يمارس فيه نشاطه ويسدّد له أجوره.. الحل بيد اللاعب!! وإذ يرى الأستاذ هشام الذيب أن «كوليبالي» مطالب بتسديد ما يفوق المليون دينار لأهلي طرابلس حتى يصبح في حل من أي التزام وهو ما لا يمكنه القيام به فإن العضو الجامعي عمر فاروق الغربي ورجل القانون المعروف يؤكد على أن الوضعية يشوبها الكثير من الغموض ولا بد من فك طلاسم هذا الملف الذي فجّر قنبلة بين ناديين محليين حيث قال «.. إذا دخل ناديان عريقان على الخط فعلينا أن ننتظر صراعا قانونيا ومالي كبيرين فالملف يطرح اشكالا عميقا وإذ أعتبر أن الخطوة التي قام بها الإفريقي حاليا قريبة من الصحة نوعا ما مقارنة بالترجي فإن عناصر أخرى قد ترجح كفة فريق باب سويقة، وهي مرتبطة أساسا باللاعب فبما أن ليبيا في حالة حرب فعلى كوليبالي أن يثبت بأنه لم يحصل على مستحقاته من الفريق الليبي أو لم يلعب لمدّة معينة بما يمنحه حق المطالبة بفسخ عقده، وفي حال عدم توفر العنصرين يمكنه في هذه الحالة شراء عقده بإرجاع ما حصل عليه لأهلي طرابلس ثم يختار الترجي إن أراد ذلك..». وفي حالة طرح الحل الأخير (شراء العقد) فمن المؤكد أن الترجي سيمنح اللاعب الأموال اللازمة لشراء عقده مقابل التعاقد والاتفاق على طريقة استرجاع أمواله، باعتبار أن سبل الاتفاق بين الترجي وأهلي طرابلس قد انتفت ولم يعد ذلك ممكنا بعد أن أمضى الفريق الليبي عقدا مع النادي الإفريقي... تشابك.. تداخل وأخطاء بالجملة تعدّدت الفرضيات واختلف الطرح من واحد لآخر لكن لرضا الدريدي وكيل الأعمال الذي كانت له علاقة باللاعب كوليبالي عندما عرض على الأفارقة جلبه منذ أكثر من عام ونصف العام يؤكد من خلال معرفته وخبرته بعالم تنقلات اللاعبين أن الإفريقي والترجي قد اقترفا خطأ جسيما قد تحاسبهما عليه «الفيفاش في حال انتقل الصراع بينهما إلى أروقتها إذ يقول محدثنا موضحا ذلك بالقول «.. الترجي مخطئ لأنه ليس من حقه التعاقد مع كوليبالي لأنه مرتبط مع أهلي طرابلس بعقد حتى 2012 لكن هيئة حمدي المدب أعلنت عن هذا التعاقد رسميا مما يعني أن تخفي أوراقها، وأما النادي الإفريقي الذي أعلن تعاقده مع أهلي طرابلس فقد اقترف خطأ أكبرا لأنه ليس من حقه شراء عقد لاعب دون موافقته، فكان الاتفاق منقوصا من طرف رئيسي وهو اللاعب الذي يرفض الالتحاق بالإفريقي وبالتالي العقد المذكور ملغى، وفي صورة انتقلت دائرة الصراع إلى لجان «الفيفا» سيعاقب الترجي والإفريقي وأهلي طرابلس وكوليبالي لمخالفة كل هذه الأطراف للقانون وسيبقى كوليبالي معلقا ما عدا ذلك فإن الخاسر الوحيد حاليا هو النادي الإفريقي الذي دفع المال لمسؤولي أهلي طرابلس، وهو كمثل من اشترى سيارة دون بطاقة رمادية فلن يكون بمقدور هيئة العتروس استعادة أموالها كما أن العقد الذي بحوزتها غير قانوني... وقد يكون الترجي هو الرابح الوحيد في هذه المسألة إذ بمقدور اللاعب تقديم شكوى «للفيفا» يشرح فيها وضعيته مع أهلي طرابلس والأحداث التي تعيشها ليبيا حيث توقف عن اللعب الذي يمثل مصدر رزقه ويطلب تمكينه من رخصة تنقل لفريق آخر ليواصل نشاطه وقد يقع البت في ذلك في أقرب الآجال ويستأثر الترجي بالتعاقد معه...». الملف مرشح لمزيد التعقيد وقد تظهر من الحين إلى الآخر بعض التطوّرات التي تزيد الصراع بين الإفريقي وأهلي طرابلس وبين الترجي وكوليبالي حدّة.. فلننتظر.. فقد يقطع اللاعب «كوليبالي» دابر الصراع ويفاجئ الجميع بقرار «الفيفا». عبد الوهاب الحاج علي
أحباء النادي الافريقي بصوت واحد: «اللي باعك بالفول» أثار كلام المدافع المالي ادريسا كوليبالي حفيظة أحباء النادي الافريقي عندما قال إنّه لن يلعب في تونس إلاّ بزي الترجي الرياضي ولذلك عبّر عدد كبير منهم عن امتعاظهم من هذا التصّريح وقالوا إن النادي الافريقي أكبر منه ولا حاجة له به مهما كان مستواه وطلبوا من رئيس الجمعية جمال العتروس صرف النظر عن هذا المدافع حتى وان كان سيجلب للنادي الافريقي البطولات والكؤوس مادام لا يرغب في تقمص زيّه وقال البعض: «اللي باعك بالفول.» المنجي النصري
أنيس بن ميم (باحث في القانون الرياضي) :«عقد الإفريقي وأهلي طرابلس لا معنى له» «كوليبالي ليس بقطعة أرض حتى يقع تناقل ملكيتها من واحد إلى آخر بل له رأي ولا يمكن أن يتم أي اتفاق دون موافقته».. هذا الكلام للأستاذ أنيس بن ميم باحث في القانون الرياضي الذي يرى أن عقد انتداب «ادريسا كوليبالي» يجب أن يقوم على ثلاثة أطراف حيث يقول أيضا «.. قانون اللعبة يفرض الاتفاق مع اللاعب أولا ثم ناديه لكن النادي الإفريقي في هذه الوضعية اتفق مع أهلي طرابلس بينما «كوليبالي» رافض للتعاقد واللعب مع الإفريقي وبما أن العقد ثلاثي الأطراف فإن العقد الذي أمضاه النادي الإفريقي وأهلي طرابلس لا معنى له وملغى لأن رأس المال هو اللاعب وموافقته غير متوفرة..». وأشار الأستاذ أنيس بن ميم إلى أن المعطيات المتوفرة ترجّح كفة الترجي لأن اللاعب «كوليبالي» والمحيطين به تصرّفوا بطريقة ذكية لأنه أعد ملف شكوى «للفيفا» يطلب فيه فسخ عقده مع أهلي طرابلس بالنظر إلى ظروفه الاجتماعية فالكرة التي تمثل مصدر رزقه نشاطها معطل في ليبيا منذ فترة وقد يصبح في حل من أي التزام وعندها يختار بنفسه الفريق الذي يرغب في النشاط معه...