انتهى صباح أمس تدخل وحدات الحرس البحري بصفاقس بالتنسيق مع وحدات الحرس البحري بالمنستير وجيش البحر فيما يخص مركب "الحارقين" الجانح إلى سواحل جزيرة قرقنة وذلك بإنقاذ المزيد من المشاركين ممن كانوا على متن المركب ليرتفع عدد الناجين إلى 584 غير ان اثنين منهم فارقوا الحياة فيما ارتفع عدد المفقودين إلى نحو 266 إذا ما اعتبرنا مشاركة 850 شخصا في هذه الرحلة البحرية غير الشرعية التي انطلقت من السواحل الليبية قبل نحو أسبوع. وقال المقدم الطاهر الأندلسي رئيس المنطقة البحرية للحرس الوطني بصفاقس في اتصال هاتفي ب"الصباح" أمس أن سوء الأحوال الجوية والاضطراب الشديد للبحر وصعوبة التخاطب مع غالبية من كانوا على متن المركب أعاقت عملية إنقاذ كل المشاركين، إذ عند كل اقتراب للزوارق من أحد جانبي المركب لانتشال "الحارقين" إلا ويتدافع الجميع وهم في حالة هيجان بحثا عن النجاة وهو ما دفع إلى حسم التدخل خاصة امام شدة اضطراب البحر وهو ما مكن من إنقاذ 584 "حارقا" فيما غرق المركب ومعه ما لا يقل عن 266 من المشاركين. وأضاف المقدم الطاهر الاندلسي ان التدخل كان إنسانيا بدرجة أولى إذ تم تمكين"الحارقين" من 700 خبزة و700 قارورة ماء و700 علبة حليب قبل التدخل بالتنسيق مع بقية الأطراف لإنقاذهم من الموت، مشيرا إلى أنه تم ترحيل جميع من كانوا بصحة جيدة نحو مخيم الشوشة للاجئين من ليبيا. وحول مصير المفقودين قال المقدم الاندلسي ان عمليات البحث عنهم استحالت اليوم(أمس) بسبب سوء الاحوال الجوية والاضطراب الشديد للبحر. وكان حوالي 850 شخصا (إناث وذكور) من جنسيات إفريقية وعربية وآسيوية مختلفة من بينها التونسية والمغربية والمصرية والنيجيرية شاركوا في عملية إجتياز الحدود خلسة انطلاقا من السواحل الليبية لبلوغ التراب الإيطالي غير أن عطبا أصاب المحرك ليظل الجميع على كف البحر طيلة خمسة أيام قبل أن يبلغ نداؤهم إلى السلطات البحرية التونسية عند بلوغهم النقطة البحرية المحددة ب 20 ميلا عن جزيرة قرقنة.