لا للإلحاح في المطالبة بالامتياز والمرتبة الأولى تونس - الاسبوعي: ينطلق بداية من اليوم الاثنين في مختلف المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية الاسبوع المغلق للثلاثي الأول من السنة الدراسية ..والأكيد أن عطلة نصف الثلاثي التي استمتع بها التلاميذ خلال الأسبوع الاول من نوفمبر قد ساعدتهم على إسترداد أنفاسهم والإعداد الجيد لفترة الامتحانات المرتقبة حتى تكون الانطلاقة جيدة وايجابية سيما بالنسبة الى أقسام سنوات السابعة أساسي والسنة الأولى ثانوي والتي أثبتت التجربة ونتائج السنوات الدراسية أنها تظل الأضعف مقارنة ببقية الأقسام، وذلك إعتبارا لصعوبة اندماج تلاميذ هذه المستويات في المراحل التعليمية الجديدة التي إلتحقوا بها (المرحلة الاعدادية والمرحلة الثانوية) وذلك على الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة الاشراف لتأمين الاندماج الأمثل لتلميذ السنة سابعة أساسي وتلميذ السنة الاولى ثانوي ولكن ظلت هذه الجهود لم تحقق النتائج المرجوة منها.. أما المسألة الاخرى التي تلفت الانتباه وتطرح جدلا واضحا بين مدرّسي التعليم الاعدادي وخاصة منهم ممن يدرسون سنوات السابعة أساسي هو ضعف المستوى اللغوي والمعرفي والتكوين لبعض هؤلاء التلاميذ. حلول عملية وبسؤالنا للسيد بلقاسم حسن المتفقد الأول للتعليم الاعدادي والثانوي حول هذا الموضوع ردّ أن المسألة تعود الى عديد العوامل والتأثيرات التي قد تكون وراء ضعف نتائج بعض تلاميذ السنة سابعة أساسي خاصة في المرحلة الأولى من السنة الدراسية أهمها التأثير السلبي لعملية انتقال بعض التلاميذ من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الاعدادية وما يعنيه ذلك من تحول في عدد المدرسين من اثنين أو ثلاثة على أقصى تقدير الى ما لا يقل عن إثني عشر أستاذا هذا الى جانب تغيير طرق التقييم وماهيات الاختبارات وطرق التواصل التي تحتاج كلها الى مدة زمنية ومستوى من التعامل حتى نسهل للتلميذ عملية التأقلم معها.. لكن ما نقف عليه في هذا المستوى في واقعنا أن المتعلم يطالب بسرعة الاندماج والتأقلم مع الأستاذ في حين أن هذا الاخير لا يتأقلم هو مع التلميذ.. والعكس هو الصحيح لأن المدرس هو المطلوب لأن ينظر الى وضعية المتعلمين وأن يأقلم عملية التعلّم مع إمكانياتهم وقدراتهم حتى يحصل التفاعل الايجابي بين طرفي العملية التعلمية.. كذلك من الحلول التي ارتأها محدثنا السيد بلقاسم حسن هو مزيد تمتين الصلة بين المدرسة الابتدائية والمدرسة الاعدادية وذلك على صعد مختلفة تشمل الاداريين والمدرسين ولم لا تنظيم ملتقيات مشتركة في بداية السنة الدراسية تكون الغاية منها تسهيل عملية إدماج التلميذ في فضائه المدرسي الجديد.. الى جانب حرص مدرسي سنوات السابعة أساسي على إعتماد مختلف أشكال التقييم وخاصة منها تقييم المكتسبات والتشخيص والعلاج ومحاولة اجراء تقييم تكويني تكون الغاية منه معرفة مدى تملك التلميذ للتعلمات وفي ضوئها تعديل الممارسات البيداغوجية فضلا عن امكانية استثمار الاختبارات الكتابية الاولى والشفاهي لتحقيق هذه الغاية.. هذا وقد اقترح محدثنا أيضا إمكانية وضع بطاقات متابعة شخصية لكل تلميذ وفي ذات الوقت ايجاد أرضية للتنسيق والتشاور بين أساتذة القسم الواحد بهدف تجاوز الصعوبات التي قد تظهر للعيان في أكثر من مادة. «الدور الحقيقي للولي» من جهة أخرى وتزامنا مع انطلاقة امتحانات هذه السنة الدراسية حبذا لو يكون تدخل الولي في دراسة إبنه أكثر إيجابية وبصفة أنجع، وذلك بمساعدة منظوره على تفادي النقص الذي قد يبدو يعاني منه سواء في القراءة أو الكتابة وذلك خاصة في المرحلة الابتدائية، ولم لا لفت نظر مدرسيه الى هذه الثغرة في موعد لقاء الأولياء الذي ينتظم في كل المؤسسات التربوية مع نهاية كل ثلاثي والاستفهام عن سبل تجاوزها. كما تدعى العائلة الى مساعدة التلميذ على التركيز طيلة فترة الامتحانات وتجنيبه كل عمليات الضغط وخاصة بالنسبة الى بعض النجباء منهم والذين يثقل كاهلهم الاولياء، ويلحون بطلب «الامتياز» و«الرتبة الاولى» مما يجعل المتعلم غير قادر على توجيه اهتمامه للامتحان فقط وإنما تتجاذبه مغريات الأب أو الأم إن حصل على معدل كذا أو رتبة كذا.. وفي مقابل ذلك تهديداتهما إن فشل هذا الفتى الغض والنظر فيما رسم له من رهانات.. فلماذا هذا الهاجس؟ ولماذا هذا الافراط في المطالبة بالامتياز أو بالأحرى المطالبة بالرتبة الاولى والحال أن هناك تلميذا واحدا يستطيع أن يكون الأول على الفصل؟ تقييم! المسألة الاخرى التي يرجى أن تبادر بها وزارة الاشراف هي تقييم تجربة «الأسبوع المغلق» التي دأب نظامنا التربوي على إتباعها منذ سنوات عديدة.. هل هي الطريقة الأنجع بإعتبار ما توفره من حيز زمني وتفرغ كلي لإجراء الامتحانات؟ أم أن هذه الآلية تحمل في طياتها بعض الهنات والتأثيرات الجانبية على استعدادات التلميذ الذي يصبح معرضا لضغوطات عدة من جهة.. كما أنه لا يشعر بالأريحية المطلوبة عند إجراء الامتحان بإعتبار تغيّر الاجواء لتصبح رسمية جدا ومختلفة عما تعوّد عليه في الحصص الدراسية العادية من جهة أخرى..