كمال بن يونس أكثر من مائة ألف تونسي وتونسية من أبناء الجنوب الشرقي يعودون سنويا الى تونس قادمين من ميناءي مرسيليا وجنوة عبر البواخر العملاقة.. غالبيتهم الساحقة يحلون بميناء حلق الوادي ثم يقطعون مئات الكيلومترات في اتجاه الجنوب.. ولا يخفى ان قطع عشرات الالاف من السيارات ("الملغمة" بالبضائع) مئات الكيلومترات كثيرا ما يتسبب في حوادث مرور فضلا عن مساهمته في ازدحام الحركة صيفا في بعض الطرقات الوطنية لاسيما منها في الجهات التي لا تقطعها طرق سيارة.. وامام تعدد حالات "قطع الطرقات" وحوادث الاعتداءات على المسافرين (" البراكاجات" ) انتشرت في صفوف المهاجرين مخاوف ودعوات الى تجنب العودة الى ارض الوطن هذا العام..خوفا من "قطاع الطرق" و"القناصة " و" البراكاجات "..الخ ومن حسن الحظ بدأت الثقة تعود في مؤسساتنا الامنية والعسكرية فتضاعفت الحجوزات للعودة.. لكن التطور الايجابي والملموس للوضع الامني لم يقلل من أهمية دعوات البعض الى "مزيد من الاجراءات الاحتياطية والوقائية " من بينها نقل مسافري الجنوب مباشرة الى ميناء جرجيس الذي بينت احداث ليبيا انه يمكن ان يستقبل بواخر عملاقة.. وما يقال عن ميناء جرجيس يمكن ان يقال عن موانئ الصخيرة وقابس وصفاقس.. عن مثل هذه المبادرة سنضمن تخفيف الضغط على ميناء حلق الوادي ونضرب عصفورين بحجر واحد: تنقص عن الاشقاء العائدين متاعب رحلة برية في اعقاب أكثر من 20 ساعة " على ظهر المالح "..وتؤمن سلامة مزيد من المسافرين من مستعملي الطرقات صيفا.. عسى أن يجد هذا المقترح صداه لدى من يهمه الامر..