أٌبعد الإسلام عن الدولة منذ الاستقلال وأصبغ عليه فهم اللائكية والعلمانية للدين ،ذلك الفهم الذي استنسخوه من قوم يفهمون الدين على أنه شأن فردي لا صلة له بالحياة. كان علمانيو الغرب يقفون من ديانتهم ذات الأشكال الطقوسية التي ينسبونها الى المسيح عليه السلام هذا الموقف وهم على حق لأن المسيحية لم تكن دينا للإصلاح الإجتماعي، ولكن المقلدين لهم في هذا المفهوم،سحبوه على الإسلام جهلا به،وقاسوه على ماعند الغرب من دين، دون أن يكلفوا أنفسهم معرفته من الداخل، فكان تقليدهم أعمى، لايستند الى دليل . هذا الموقف الأعمى ،الأصم كان سبب نكباتنا منذ الإستقلال إلى اليوم، فلم تعرف بلادنا دستورا إلا على الورق، ولم تعرف قانونا إلا إرادة عمياء، فضاعت ثرواتنا، ونهبت اموالنا، بل تلاشت هويتنا فأصبحنا نتكلم لغة ركيكة أكثرها دخيل من لغة أ جنبية، ونتنكر لقيمنا ونتبجح بمبادي ماركس ولينين وغيرهما من تلك القيم التي سادت بروسيا وأروبا الشرقية، فتكشفت بعد سبعين سنة عن شعارات جوفاء ووعود كالسراب، نجا منها أصحابها كما ينجو الفراش من النار ولم يبق من ذلك المذهب إلا الإلحاد والزندقة والغريب أن من يسمون انفسهم علمانيين واشتراكيين يريدون أن يعيدوا ما صنعوه بنا من تفقير، وتدميرللذات بشعارات تدعي التقدمية والحداثة وهي أعرق في التخلف والرجعية ممن تسميهم سلفيين. * أستاذ جامعي سابقا