عاجل/ سعيّد يكشف: مسؤولون يعطلون تنفيذ عدد من المشاريع لتأجيج الأوضاع    اتحاد الشغل يدعو إلى فتح جولة مفاوضات جديدة في القطاع العام والوظيفة العمومية    عبد المجيد العبدلي : الصواريخ الإيرانية أربكت إسرائيل وحيّرت أمريكا.. وما يحدث ليس حربًا بل عدوان مسلح    100 يوم توريد... احتياطي تونس من العملة الصعبة ( 19 جوان)    عاجل: موسكو تتوعّد برد قاسٍ إذا استُخدمت أسلحة نووية ضد إيران    محمّد علي بن رمضان يكشف عن حظوظ الأهلي في التأهّل إلى الدّور الثاني من كأس العالم للأندية    طقس الجمعة: أمطار بالشمال والوسط وارتفاع طفيف في درجات الحرارة    منظمة الأطباء الشبان تؤكد نجاح إضرابها الوطني ب5 أيام وتلوّح بالتصعيد    خامنئي: "العدو الصهيوني يتلقى عقابه الآن"    طقس اليوم: أمطار بهذه السواحل.. رياح والبحر مضطرب..    بالفيديو: رئيس الجمهورية يشرف على اجتماع مجلس الوزراء...التفاصيل    أول فريق يحجز بطاقة التأهل في كأس العالم للأندية    بوتافوغو يُلحق بباريس سان جيرمان هزيمة مفاجئة في كأس العالم للأندية    باريوس يقود أتليتيكو للفوز 3-1 على ساوندرز في كأس العالم للأندية    إيران: هاجمنا عاصمة إسرائيل السيبرانية    استقبال شعبي كبير في شارع بورقيبة لقافلة الصمود    الأوركسترا السيمفوني التونسي يحتفي بالموسيقى بمناسبة العيد العالمي للموسيقى    ميسي يهدد عرش رونالدو!    إيران تطلق موجتين صاروخيتين جديدتين وارتفاع عدد المصابين بإسرائيل    إيران تحبط مؤامرة اسرائيلية لاستهداف وزير الخارجية عباس عراقجي    كأس العالم للأندية: أتليتيكو مدريد يلتحق بكوكبة الصدارة..ترتيب المجموعة    موسم الحبوب: تجميع4.572 مليون قنطار إلى غاية 18 جوان 2025    شارع القناص ...فسحة العين والأذن يؤمّنها الهادي السنوسي .. الثقافة وهواة اللقمة الباردة : دعم ومدعوم وما بينهما معدوم.. وأهل الجود والكرم غارقون في «سابع نوم»!    خطبة الجمعة... ذكر الله في السراء والضراء    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    رابع سبب للموت في العالم الخمول البدني يصيب 83 ٪ من التونسيين!    وفاة أول مذيعة طقس في العالم عن عمر يناهز 76 عاما    المنار.. بطاقات ايداع بالسجن لمتورطين في تحويل مركز تدليك لمحل دعارة    الاستثمارات الاجنبية المباشرة تزيد ب21 بالمائة في 2024 في تونس (تقرير أممي)    راج أن السبب لدغة حشرة: فتح بحث تحقيقي في وفاة فتاة في جندوبة    المنتخب التونسي أصاغر يحقق أول فوز في الدور الرئيسي لمونديال كرة اليد الشاطئية    أمطار أحيانا غزيرة ليل الخميس    إسناد المتحف العسكري الوطني بمنوبة علامة الجودة "مرحبا " لأول مرة في مجال المتاحف وقطاع الثقافة والتراث    صابر الرباعي في افتتاح الدورة 25 للمهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون وكريم الثليبي في الاختتام وتنظيم معرض الاسبو للتكنولوجيا وندوات حوارية بالحمامات    الدولار يتخطّى حاجز 3 دنانير والدينار التونسي يواصل الصمود    التقلّبات الجوية: توصيات هامّة لمستعملي الطريق.. #خبر_عاجل    بعد 9 سنوات.. شيرين تعود إلى لقاء جمهور "مهرجان موازين"    عاجل/ الخطوط البريطانية تُلغي جميع الرحلات الجوية الى اسرائيل حتى شهر نوفمبر    بوتين وشي: لا تسوية في الشرق الأوسط بالقوة وإدانة شديدة لتصرفات إسرائيل    انقطاع مياه الشرب عن نفزة المدينة ونفزة الغربية ونفزة الشرقية واستئناف تزويدها ليل الخميس بدءا من س 23    وزارة التجارة للتونسيين: فاتورة الشراء حقّك... والعقوبات تصل إلى 20 ألف دينار    اطلاق بطاقات مسبقة الدفع بداية من 22 جوان 2025 لاستخلاص مآوي السيارات بمطار تونس قرطاج الدولي    الخطوط التونسية: تطور مؤشرات النشاط التجاري خلال أفريل وماي 2025    اتحاد الفلاحين ينظم، اليوم الخميس، النسخة الرابعة لسوق الفلاح التونسي    وفاة 5 أعوان في حادث مرور: الحرس الوطني يكشف التفاصيل.. #خبر_عاجل    تحذير للسائقين.. مفاتيح سيارتك أخطر مما تعتقد: بؤرة خفية للجراثيم!    أزمة لقاحات السل في تونس: معهد باستور يكشف الأسباب ويُحذّر    لجنة الصحة تعقد جلسة استماع حول موضوع تسويق المنتجات الصحية عبر الانترنت    النوفيام 2025: أكثر من 33 ألف تلميذ في سباق نحو المعاهد النموذجية اليوم    بداية من العاشرة صباحا: إنطلاق التسجيل للحصول على نتائج البكالوريا عبر الSMS    كأس العالم للأندية 2025: يوفنتوس الإيطالي يمطر شباك العين الإماراتي بخماسية    عاجل: أمل جديد لمرضى البروستات في تونس: علاج دون جراحة في مستشفى عمومي    رئيس الجمهورية يؤكد ضرورة إعادة هيكلة عدد من المؤسّسات التي لا طائل من وجودها    بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة "قافلة الصمود"    قافلة الصمود تُشعل الجدل: لماذا طُلب ترحيل هند صبري من مصر؟    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤيا لفتاة تكشف مخطط "السرياطي" للإنقلاب على بن علي.. وقبو الأسلحة والعصابات
بلّغت عنها حياة بن علي وأوقفت في سوسة والقرجاني في 2009 و2010
نشر في الصباح يوم 20 - 06 - 2011

هي حكاية أغرب من الخيال، فربما يصنّفها البعض ضمن الخرافات والبعض الآخر يعتبرها هذيانا وشعوذة أو إصابة جان لكن ما إن نسرد تفاصيلها بالصورة والأدلة حتّى لا تستطيع إلاَّ أن تقول سوى ولله في خلقه شؤون.
"الأسبوعي" التقت بالفتاة المعجزة وهي فتاة لم تتجاوز عقدها الثالث، بسيطة جدا، ملامحها تنمّ عن الجدية والثبات وتتحلى بسمات الجمال حدثتنا بنبرة تفاؤلية إيمانا منها بصدق ما تقوله دون تلعثم. حالتها الصحية سليمة ولا تشتكي من أي مرض أو اضطرابات نفسية أو مسّ جان وذلك بشهادة أخصائيين في علم النفس وحكماء روحانيين.
«الفتاة عائدة» أخبرتنا بما حدث معها من البداية إلى النهاية وتعود تفاصيل القصة إلى سنة 2009. حيث شاءت الأقدار أن تتعرف عائدة على امرأة مسنة تجاوزت العقد 7 وأصبحت تربطهما علاقة الأجوار وكانت غالبا ما تتردّد عليها لتؤنس وحدتها نظرا لأن أولادها المتزوجين يقطنون بعيدا فأصبحت بينهما علاقة الأم بابنتها لكن في الأثناء طرأت على المرأة المسنة أشياء غريبة وهواجس بل حقائق أبت أن تستسلم لها وتصدقها أو بالأحرى خوفها على أبنائها جعلها تحترز من تطبيق ما طلب منها.
بداية الرؤيا
بعد مرور شهر على علاقة الفتاة عائدة بالمرأة وردت عليها أصوات خفية تأمرها بأن تعلم «عائدة» بما تمليه عليها وتتلخص الرؤيا أن تونس ينتظرها خطر كبير وأن حياة الرئيس المخلوع في خطر وأن هناك مؤامرة تدبّر ضده من أعلى هرم في القصر الرئاسي واسمه «السرياطي» وسمّوه «بالتنين» وكشفوا لها عن طريقته في الإضرار بالرئيس إذ كان يسرّب له مادة مخدرة تسبّبت له في ملازمة الفراش وأمر الأطباء بإيهامه بأنه مصاب بالمرض الخبيث إلى أن يتمكن من تنفيذ عملية الانقلاب على الحكم.
رفض المرأة تبليغ الفتاة بالرؤيا وانتقال الرؤيا إلى عائدة
صمدت المرأة وفضّلت الصمت على أن تبلّغ الرؤيا إلى عائدة يقينا منها أنها لو تكلّمت ستجني المتاعب بل الأذى لها ولعائلتها وللفتاة التي تعتبرها بمثابة ابنتها. تتساءل كيف لها أن تتدخّل في أمور سياسية وهي التي عاشت طوال سنين حياتها لا تربطها أي علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد وعلى حد قولها لا تعرف شيئا سوى اسم الرئيس وذات يوم وجدت المرأة نفسها غير قادرة على الوقوف لأنها تعمّدت أن تكتم الرؤيا الشريفة على الفتاة، أصبحت صحتها في تدهور ملحوظ وبزيارة عائدة لها وجدتها في أسوإ حال وفجأة أغمي عليها ونطقت بتصريحات تفاجأت بها الفتاة فإذا بأصوات مسموعة تقول لها: «لماذا أخفيت عنها ما أمرناك به كي تقوم عائدة بتبليغ الرسالة إلى أحد أقارب الرئيس وتكشف لهم سوء نية السرياطي كي تنقذي تونس من دهائه وسوء نيّته عندها فقط أدركت عائدة المهمة التي أوكلت لها وأن هناك قدرة إلاهية تدفعها إلى تحمّل المسؤولية فسألتهم من أنتم؟ فقالوا لها: نحن ملائكة الرحمان ومنذ ذلك الوقت عزمت عائدة على تنفيذ كل ما كلّفت به وأصبحت تتلقى بمفردها أصوات ملائكة الرحمان وهم يحثّونها على تبليغ الرسالة الموكلة إليها.
تنفيذ عائدة مهمة تبليغ الرؤيا وإيقافها بمنطقة القرجاني
وبالتحديد توجهت عائدة يوم 25 سبتمبر 2009 إلى منطقة حمام سوسة والتقت بحياة شقيقة الرئيس المخلوع وأخبرتها بكل الحكاية من بدايتها إلى نهايتها إلا أنها مع الأسف لم تعرها أي اهتمام ولم تكترث إن كان شقيقها في خطر أم أن هناك مؤامرة تدبّر ضده فعوض أن تشكرها على صنيعها قامت بإعلام السلطات بمنطقة حمام سوسة وفي لمح البصر قبض عليها وتولوا نقلها إلى منطقة القرجاني حيث بقيت رهن الإيقاف مدة 9 أيام وهناك تلقت التهديد والوعيد بجميع أنواعه وخيّروها إما أن تتراجع عن أقوالها وأن تستفيق من حالة الهذيان والدروشة على حد قولهم أو أن نهايتها ستكون على أيديهم إلا أنها ظلت صامدة ولم تقل سوى ما أمرها الله وما أخبرتهم به وأكدت لهم أنها لم يكن لها أي اهتمام بالسياسة ولم تعرف أسماء السياسيين ببلادنا فهي مجرد إنسانة اختارها الله أن تبلّغ رسالة خوفا على تونس وشعبها. كما أخبرتهم أنها لم تشعر بأي خوف طالما أنها مكلّفة من المولى عز وجل لتبليغ رؤيا شريفة وأنها متأكدة أنه لن يمسّها سوء ما دامت في حماية الله إلا أنها أخبرتنا بماهو معجزة إذ لا أحد من الذين قاموا بعملية بحثها استعمل معها العنف على عكس ما نعرفه سوى استعمال العنف اللفظي. كما قاموا بعرضها على أخصائي في علم النفس فصرّح بأنها في كامل مداركها العقلية.
وفي اليوم الثاني من إيقافها قدم السرياطي إلى منطقة القرجاني ومعه موظف سام ليحقق بشأن ما تهذي به فأكدت له أن كل ما تقوم به خوفا من الله وخوفا على تونس من حمام الدم الذي ينتظرها من السرياطي كما أعلمته أنه حسب ما ذكرته الرؤيا ملقب «بالتنين» وأنه سيجعل البلاد في هاوية وعجز هذا الأخير عن جعلها تتراجع عن تصريحاتها دون أن يستعمل معها أي نوع من أنواع العنف. ومن بين ما ذكرته لنا أنه أثناء إيقافها أتوها بعلبة من «الياغورت» إلا أنها سمعت صوتا خفيا ينبّهها بأنها تحتوي على مادة مخدرة حينها قامت برميها عندئذ جنّ جنون القائمين على بحثها وثارت ثائرتهم فأجزموا أنها تتبع جهة أمنية رافضين التفكير في القدرة الإلاهية لكن لا دليل لديهم يجعل تخميناتهم تأخذ بمأخذ الصحة فلم يسمعوا منها أثناء التحقيق سوى ما صرّحت به منذ إلقاء القبض عليها. وفي اليوم التاسع تم الافراج عنها بعد أن جعلوها توقّع على مجموعة من الالتزامات مفادها أنها لن تعاود الكرّة وتأتيهم ثانية مهما سمعت أو شاهدت من رؤى كما هدّدوها بأن لا تتفوّه بأي كلمة لأي مخلوق كان وأعلموها بأن لهم عدة وسائل خاصة لمراقبتها وكان الأمر كذلك.
عودة عائدة لتبلغ رؤيا ثانية
وفي سنة 2010 شاءت الأقدار أن تتراجع عائدة عن ما التزمت به لدى أعوان منطقة القرجاني فقدرة الله أقوى من أي التزام لأنها شاهدت رؤيا ثانية وأخبرتها أصوات من ملائكة الرحمان بأن تونس مازالت تعاني من خطر الدمار وأن السرياطي قام بإدخال مجموعة من الأسلحة وخبأها في قبو بالقصر الرئاسي كما قام بإحضار مجموعة من القنّاصة تحضيرا لعملية الانقلاب على الحكم وكان موقف عائدة كما الشأن سنة 2009 وكأنها لم تتلقّ التهديدات ولم تعش أصعب اللحظات فكل الذي مرّت به اندثر وامحى من ذاكرتها فلا هدف لها إلا إرضاء المولى وحماية تونس وشعبها. وبدون اكتراث منها لما سيحصل لها اتجهت ثانية إلى حياة لتعلمها أنها في السابق لم تحسن التصرف وفي نفس الوقت كي تعلمها بالجديد وبمجرّد وصولها إلى مقر سكناها قام حارسها بإعلام أعوان مركز حمام سوسة الذين قاموا بالقبض عليها ثم نقلت ليلا إلى منطقة الإقليم بنفس المنطقة وهناك استقبلت بالعنف اللفظي فأخبرتهم أن الرؤيا هي التي دفعتها إلى المجيء ثانية وأعلمتهم بالمخطّط الثاني للسرياطي حينها ازدادت دهشتهم لجرأتها. وعن خوفها على سلامتها وسلامة عائلتها خاصة أنها تواجه أعلى هرم في القصر الرئاسي فأعلمها رئيس المنطقة أن هذه المرة لو علم السرياطي بمجيئها واتهامها له فلن يرحمها أو يعفو عنها وخيّروها إما أن تتراجع في تصريحها أو أن يخبروه لكن لا شيء جعلها تضعف أمام المهمة وإيمانا منها أن خوفها وعدم تبليغها للرؤيا الشريفة سيتسبب في كارثة على البلاد وشعبها وذكرت لنا أنهم عرضوا عليها منزلا وأمولا خيالية لكنها رفضت بكل حزم وبعد إيقافها 3 أيام في حالة تحفظ قاموا باستدعاء والدها وأرادوا منه أن يصرّح بأن ابنته تعاني من مرض نفسي رغم أنه لديهم شهادة منذ سنة 2009 تؤكّد بأنها سليمة المدارك العقلية والنفسية لكن الأب رفض بشدّة فتم الإفراج عنها ثانية دون الزج بها وراء القضبان أو بمستشفى الأمراض العقلية. حينها أدركت أن ذهابها إلى حياة شقيقة الرئيس المخلوع لا نفع أو جدوى منه.
وتوجهت إلى وزارة الدفاع
وبعد مرور بضعة أشهر شاهدت عائدة رؤيا وأتتها تعليمات بأن تذهب لمقابلة وزير الدفاع (رضا قريرة آنذاك) وتعلمه بما حصل معها في سنتي «2009» و«2010» وأن السرياطي هو الذي يأمر في كل مرة بإيقافها وأنه مازال يشكل خطرا كبيرا على البلاد وشعبها وأنها لا تهمها مصلحة الأشخاص بقدر ما تهمها مصلحة «تونس».
إلا أن وزير الدفاع اكتفى بقراءة كل ما أرادت عائدة تبليغه له وطلب من مدير العلاقات مع المواطن ملاقاتها وشكرها بالنيابة عنه وأكدت له أن يأخذ كل ما أخبرتهم به بمأخذ الجد وأن تونس ينتظرها حمّام من الدماء وأن السرياطي سيقود البلاد نحو هاوية.
عائدة بعد الثورة
ظلّت عائدة تخالجها المخاوف على مستقبل البلاد رغم أنها لم تبخل أو تقصّر وأدت دورها كمبلّغة للرؤيا التي كرمها الله بها لكن حسب قولها لا أحد أعارها اهتماما خاصة أن أصوات ملائكة الرحمان حذّروها من الذهاب إلى مقر القصر الرئاسي أو مقر وزارة الداخلية. إلى أن أتى موعد 14 جانفي وفوجئ الجميع بما حصل لتونس وما أصاب شعبها لكن كل تلك الأحداث لم تتفاجأ بها عائدة لأنها كانت بفضل الله والرؤيا الكريمة على علم بها لكن لم تجن سوى الآلام والقهر على دماء الشهداء الأبرار والمستهدفين من قبل القناصة وإلى أن بلغ مسمعها أنه تم إلقاء القبض على السرياطي حينها فقط اطمأن قلبها وأدركت أن ذهابها إلى وزارة الدفاع لم يكن بلا نفع وأن الجيش له دور كبير بعد المولى عز وجل في إنقاذ تونس وإفشال مخطط السرياطي من المسك بزمام الأمور.
الرؤيا التي شاهدتها عائدة بعد الثورة
أخبرتنا محدثتنا أن الله أنزل في هذه الرؤيا الشريفة «ميثاق زمان الحقوق الغابرة» وتنقسم إلى جزأين.
٭ مبشرات: هذه الرؤيا رسالة من الله وتبشير لعودة عزّة الإسلام بعد رفع المذلّة على الأمة العربية الإسلامية.
- تونس هو البلد الذي اختاره الله لتنبثق منه أول شعلة للإسلام.
- يبشرنا ببداية الوحدة العربية.
- اعتدال حال العرب المسلمين دينيا ودنياويا.
- الاستقلال عن التبعيّة الغربية.
٭ المنذرات
- على العرب المسلمين العزوف عن الموبقات والمحرّمات.
- الرجوع إلى ما نصّ عليه ديننا الحنيف.
- الاعتناء بالشباب وتوجيهه إلى الطريق المستقيم حتى يصلح الله حاله.
وذلك بحثه إلى الرجوع والاطلاع على تاريخ الإسلام وأمجاده والافتخار بعروبته وانتمائه الإسلامي.

أخصائي في علم النفس يوضح
تنقسم الرؤى إلى أنواع: يمكن أن تحدث مثل هذه الأعراض عند المصابين بمرض الهلوسة والانفصام في الشخصية ونراها أيضا في أعراض أخرى كالمصابين بأمراض الصرع والذهان.
أما الأشخاص العاديون الذين لديهم حساسية مفرطة للأوضاع المعيشية والأحداث التي تقع أمامهم ويفكرون فيها بطريقة متواصلة حتى يزعموا أنهم رأوا نتائجها وعواقبها وذلك لأن تفكيرهم يركّز على الموضوع بطريقة مستمرّة ودائمة والتفسير النفسي يرجع مثل هذه الرؤى إلى تعذيرات واعية وإلى صراعات داخل اللاوعي.

الدكتور كمال عمران
الرؤيا ممكنة.. تحدث للمؤمن الصالح
سعيا منّا لإماطة اللثام عن جوهر الحقيقة ووضع الرؤية المذكورة في سياقها الفقهي والعلمي، اتصلت «الأسبوعي» بالدكتور كمال عمران المختص في البحوث الإسلامية فوافانا بما يلي:
«الرؤيا هي ما يرى في المنام والأصل فيها للأنبياء وهي نوع من أنواع الوحي لهم. وكان الأنبياء معصومين، لذلك فالرؤيا مقامها رفيع لديهم والرؤيا أقسام وهي أن تكون من الله أو من حديث النفس أو من الشيطان وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رؤيا المؤمن جزء من 46 جزءا من النبوّة» وهذا يعني أن الرؤيا للمؤمن قد تقع صادقة لأنها أمثال تضرب له وقد تخبره عن أشياء في الواقع أو عن أشياء ستقع مطابقة للرؤيا وهناك من تصدق رؤياه من المؤمنين الصدوقين إذا كانت رؤياهم صالحة لذا جاء الحديث مقترنا بالرؤيا الصالحة من الرجل الصالح قال النبي عليه السلام أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا. فمجال الرؤيا إنما يرتبط بحقيقة الإيمان والمعيار على صدقها صدق الإيمان ومن الآداب أن لا يحدّث المؤمن عن الرؤيا التي قد تحدث في المجتمع خللا أو عجبا أو ما ينافي المنطق العادي وذلك حرصا على سلامة الحياة الاجتماعية وخلاصة القول إن الرؤيا ممكنة ولكنها للمؤمن الصالح ولا تقبل من أي إنسان آخر وإن الشرط فيها أن لا تمسّ من الاستقرار أو التوازن في المجتمع حتى وإن كانت صادقة وإن كانت في مصلحة عامة فيجوز الإخبار بها لدى من هم يحرصون على سلامة المجتمع لا من الممارسين للسلطة بل لمن لهم سيادة في المجتمع جرّاء إخلاصهم وحسن تعاملهم وسلوكهم فحسب».

أحاديث نبوية مدعمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من لم يؤمن بالرؤيا الصالحة لم يؤمن بالله ولا باليوم الآخر» وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها «أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح».
قال أبو سعد الواعظ رضي الله عنه «لما كانت الرؤيا الصحيحة في الأصل منبثقة عن حقائق الأعمال منبّهة على عواقب الأمور إذ منها الآمرات والزاجرات ومنها المبشرات والمنذرات وكيف لا يكون ذلك وهي من بقايا النبوة وأجزائها بل هي أحد قسمي النبوة فإن من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه من كان وحيه الرؤيا فهو نبي ومنهم من كان وحيه على لسان الملك» جبريل عليه السلام «وهو في اليقظة فهو رسول فقط وهذا الفرق بين النبي والرسول ومنهم من جمع بين الاثنين».
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «.. رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة».. رواه البخاري ومسلم.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يبقى بعد النبوة إلا المبشرات قالوا يا رسول الله وما المبشرات؟ قال الرؤيا الصالحة يراها الرجل لنفسه أو ترى له». رواه البخاري والترمذي.
(حديث مرفوع) حدثنا يحي بن أيوب قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمان الجمحي، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم يبق بعدي من النبوة شيء إلا المبشرات قالوا: يا رسول الله وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.