بعد أن استوفت السلط المعنية كافة أساليبها في التصدي لحمى الانتصاب الفوضوي من قيامها بحملات تمشيط واسعة بعدد من الشوارع الرئيسية وصلت إلى حد نشوب مشادات بين المنتصبين وأعوان التراتيب وقوات الأمن أدت في آخر الأمر إلى تدخل الجيش لفضها، تقرر مؤخرا تهيئة فضاء سيأوي عددا كبيرا من المنتصبين وهو مقر الشركة التونسية للتوزيع سابقا بشارع قرطاجبتونس العاصمة. وفي هذا الشأن أفاد مسؤول من الشرطة البلدية ل "الصباح" بأنه تم تعيين مقاول منذ أسبوعين من قبل المجلس الجهوي ليشرف على تهيئة الفضاء مضيفا " سيضم المبنى في جزئه الأول بعد التهيئة بين 150 و200 منتصب". وعن العدد الجملي للمنتصبين في شوارع رئيسية مختلفة من العاصمة أشار محدثنا إلى انه توجد أمام أنظار كل من رئيس البلدية ووالي تونس عريضة تضم نحو 300 منتصب. وأكد في سياق حديثه انه تقرر منع الانتصاب على مستوى شارعي باريس والحبيب بورقيبة أين تم تركيز الشرطة البلدية وقوات أمنية. وعن الظاهرة تحدث سيف الله لصرم رئيس بلدية تونس فقال:"الانتصاب الفوضوي يعالج خطوة بخطوة لان الوضع تغير الآن ونحاول في تعاملنا اليومي مع المخالفين إضفاء المرونة في التفاوض معهم حتى نتجنب المشادات وفي بعض الحالات نضطر إلى الحزم ولكن يبقى ذلك خيارنا الاخير". وفي اطار الحجز قال "بعض المنتصبين يمتثلون أحيانا لكن سرعان ما تجدهم قد عاودوا الكرة وهنا يقع حجز "النصبة" ويرسل المحجوز إلى مراكز الحجز ويغرم المخالف بخطية مالية تختلف حسب البضاعة المحجوزة لان مبدأ الانتصاب الفوضوي على الملك العمومي يظل أمرا غير مبرر ومقبول في كل الظروف إلا في حال تحصل المنتصب على رخصة من البلدية للانتصاب".