خيم الخوف مساء أمس على مدينة الروحية بعد سماع صدى إطلاق نار بوسط المدينة وتم تداول خبر مفاده إطلاق مجهولين النار من سيارة أمنية مسروقة وإصابة شخص بجرح في البطن استوجب نقله إلى المستشفى الجهوي بسليانة حيث أخضع لعملية جراحية عاجلة. هذا الحادث أعاد إلى الأذهان أحداث الروحية التي جدت قبل بضعة أسابيع وسقط فيها شهيدان من الجيش الوطني وقتيلان من الإرهابيين لذلك هرع عشرات المواطنين نحو مكان الحادث لاستجلاء الحقيقة كما تجمع عدد كبير منهم قبالة المستشفى المحلي قبل نقل المتضرر إلى مستشفى الجهوي. ولمعرفة حقيقة ما جرى ورفع كل التباس اتصلت»الصباح» بمصدر مطلع بوزارة الداخلية أكد أن مراهقا في السابعة عشرة من عمره أصيب برصاصة مرتدة على وجه الخطأ من قبل دوريّة أمنيّة بمفترق مدينة الروحيّة. وحسب ذات المصدر فإن وقائع القضية تتمثل في تفطن مصالح الأمن الداخلي لوجود سيّارة نوع «بيجو بارتنار» حاملة للترقيم المنجمي الإداري 22226 تبين أنه تابع لسيارة أمنية بإقليم الشرطة بصفاقس، وبعد اتصالات حينية تبين أن السيارة الأمنية الحاملة للترقيم المذكور ليست في مهمة لذلك استخلصت المصالح الامنية أن تلك السيارة تحمل لوحة منجمية «مضروبة» وهو ما تم تعميمه على مختلف الوحدات الامنية. في الأثناء تفطن أعوان دورية لقدوم السيارة المفتش عنها فأشاروا على سائقها بالتوقف في ثلاثة مفترقات وهي مفترق المحاميد ومفترق الدهماني ومفترق الكسور ولكنه تجاهل كل الإشارات الأمنية وفر نحو مدينة الروحيّة. ونظرا لخطورة الأمر ولتفادي أي عمل إجرامي يمكن أن يقوم به المجرمون تمت إقامة حاجز أمني على مستوى مدخل الروحيّة لإيقاف السيارة إلاّ أنّها داهمت الحاجز وامتنع سائقها عن التوقّف، ممّا اضطرّ أحد أعوان الأمن لإطلاق الرصاص في اتّجاه إحدى عجلات السيّارة في محاولة لإجبارها على التوقّف غير أنّ الرصاصة أصابت الإسفلت وارتدت لتُصيب مراهقا في بطنه تم نقله إلى مستشفى سليانة حيث خضع لعملية جراحية. وأكد مصدرنا أن المجهودات الأمنية متواصلة للكشف عن ملابسات الحادثة والقبض على المجرمين وحجز السيارة وتحديد دوافع العملية.