ماذا عن خطة تدارك مفاجآت أعطاب التجهيزات؟ تونس - الصباح:لا يختلف اثنان حول أهمية الجهود المبذولة لتجهيز المؤسسات الاستشفائية بالمعدات والالات الطبية المطلوبة والمسايرة للتطور الحاصل في هذا المستوى ومواكبة أحدث المستجدات التقنية والتكنولوجية مع الحرص على تأمين تغطية متكافئة بين المستشفيات وان كان من بلوغ هذه الغاية صعبة لكنها غير مستحيلة... ولعل فيما تخصصه وزارة الصحة العمومية سنويا من اعتمادات متزايدة لتجديد أسطول التجهيزات الطبية الثقيلة وتوفير المعدات المكملة للعمل الاستشفائي ما يغني عن التعليق وما يقرّ به الجميع الا ان توفير المعدات مهما بلغت من تطور ودقة قد لا يكفي لضمان المردودية القصوى لها اذا ما انعدمت الصيانة الحينية وغاب التعهد وافتقد الاطار الفني المختص والقادر على التدخل السريع والناجع.. حتى ان مجرد عطب بسيط يتسبب في تعطيل شؤون عديد المرض ممن يحتاجون هذه التجهيزات في عملية الفحص والتشخيص او الاستكشاف المبكر للأمراض.. الى جانب ما تطرحه من لخبطة في المواعيد وتأجيل بعض العيادات الى اجل اخر قد يطول هو الاخر كما طال الأول... وطبعا عن تأثيرات الاعطاب جراء تقادم التجهيزات او للاستغلال المكثف لها وكذلك لوجود خلل فني في مواصفاتها حدث ولا حرج عن انعكاساتها على مردودية المؤسسة الصحية وعلى جودة الخدمات الصحية. شبكة وطنية للصيانة لتدارك هذا الوضع ومواجهة المفاجات غير السارة التي قد تفرزها هذه الأعطاب بما من شأنه ارباك سير العمل العادي بالمستشفى اولت وزارة الصحة العمومية للموضوع مما يستحقه من متابعة ووفقت الى وضع خطة شاملة لتحسين أساليب التصرف في الممتلكات وصيانتها... يمتد تنفيذها على مدى الخماسية القادمة... ابرز ما جاءت به الخطة تجسم في احداث شبكة وطنية للصيانة تضم المركز الوطني للدراسات والصيانة البيوطبية والاستشفائية وثلاثة مراكز جهوية للصيانة بكل من قفصة وصفاقس وسوسة الى جانب عشرات وحدات الصيانة بالمؤسسات العمومية. وفي انتظار تجسيد هذه الخطة بادرت الوزارة ببلورة برنامج عمل يهدف الى تأهيل القطاع بالاعتماد على جملة من الاليات وذلك بالشروع في تجديد التجهيزات البالية وتعويضها واصدار النصوص الترتيبية الخاصة بصيانة المنشآت والتجهيزات وارساء منظومة تقنن متطلبات المراقبة الفنية والنوعية (الجودة) مع العمل على تأمين الموارد البشرية والمالية وأدوات الصيانة لتحسين أداء الشبكة العمومية للصيانة والتوجه نحو الترفيع في الاعتمادات المخصصة سنويا للصيانة بنسب محترمة. يجدر التذكير بأن نحو 350 عونا وفنيا يعملون بالقطاع العمومي في مجال الصيانة ويعد القطاع الخاص 73 شركة وفيما يخضع التكوين الأكاديمي لفنيي الصيانة البيوطبية لاشراف وزارة التعليم العالي تتكفل وزارة الصحة بالتكوين المستمر وتكوين الاختصاص اوجاع وعلاج .. من خلال هذا البرنامج يتضح ان الحرص كبر على الحد من مراوغات التجهيزات وكثرة تعطلها وتعطبها عبر تكثيف الاوان المختصين في الصيانة وتوزيعهم على مختلف المؤسسات الصحية والانتظام في الرسكلة والتكوين باعتبار سرعة التطورات التكنولوجية الحاصلة في هذا القطا. نأمل جميعا ان تخفف من وطأة الاعطاب وتشكل البلسم الشافي لمجال الصيانة البيوطبية.. حتى تنتهي «آلام» المعدات وكثرة أوجاعها هي الأخرى