بعد أن كانت حكرا على بلدية قرطاج والقصبة وبعض بلديات العاصمة ونظرا للإقبال على زواج البلديات حيث اقتنع الجميع على ما يبدو بجدواه في الضغط على المصاريف وتجاوز إشكال ضيق محلات السكنى. امتدت الظاهرة لتشمل كل البلديات تقريبا وهذا ما جعل بعضها يتجمل ويتأهل ليحتضن واحدة من أهم المناسبات في حياة عائلتين متصاهرتين وثقتا في مصالحها وسلمتا أمرهما طائعتين وجلبتا الأهل والأحباب وضيوف الصدفة وزملاء العمل للاحتفال معهما وإضفاء الشرعية القانونية على رباط ابنيهما العاطفي. ولكن ما أصبحنا نلاحظه هو أن بعض هذه البلديات لا تعير أي اعتبار لشكل البلدية ولا للديكور الذي سيشهد أجمل فرحة في حياة عروسين تجملا ولبسا افخر ما لديهما ودفعا ما قسم ظهرهما أحيانا من اجل الوصول إلى قاعة يوحي كل ما فيها بعدم العناية والاستخفاف بالعروسين وضيوفهما. ولاعتقادي بان مبلغ تأجير تلك القاعة لنصف ساعة أو ساعة على اغلب تقدير يكفي لتنظيفها وطلاء جدرانها وشراء شراشف جديدة لطاولاتها وقليل من مسحوق التنظيف لغسل كراسيها وأرضيتها ناهيك بثمن تأجيرها لثلاثة أوأربعة عرسان يوميا وأكثر من ذلك في نهاية الأسبوع فأنني ألوم مصالحها المختصة واعتبر ان هذا الاستخفاف من الأمور التي تحز في النفس وخاصة نفس العروسين. أمر آخر هام لا يمكن تجاوزه وهو الزي الذي من المفروض أن يلبسه رئيس البلدية أو ضابط الحالة المدنية ومساعدوهما فقد كنت شاهد عيان على زفاف كان خلاله لباس مسؤولي البلدية غير لائق بالمرة وكأني بهم جاؤوا على حين غرة ولم يكن لديهم علم بالحدث الذي ستشهده بلديتهم. صحيح أنهم يعتبرون عقد القران امرأ عاديا لكثرة ما يقومون بهذه العملية ولكن الحقيقة هي أن الأمر غير عادي بالنسبة للعروسين ولأهلهما لذا لا يجب أن ينسى مسؤولو البلدية أن عقد قران العروسين هي مناسبة كبرى لهما وأنها لن تعاد وأنهما صرفا من اجلها وتخيلاها وعملا المستحيل من اجل أن تبقى ذكرى جميلة وطيبة لا يخجلان بها لاحقا لذا أرى انه من واجب هؤلاء الذين يخصهم العروسان بثواب جمعهما في الحلال وإضفاء الشرعية على هذا الرباط المقدس أن يتهندموا لاستقبال العرسين وأهلهما إكراما لخاطرهما وحفاظا على هيبة المؤسسة التي ينتمي لها مسؤولو البلدية، كما لا يجب أن ينسى هؤلاء أن حضورهم بذاك الهندام غير اللائق أحيانا سيخلد في كل صور عقد القران باعتبار توسطهم الجلسة مباشرة أمام كامروات التصوير.