يزور صفحة «كابتن خبزة» الفايسبوكية يوميا عشرات الآلاف من التونسيين وغيرهم من منخرطي هذا الموقع الاجتماعي بحثا عن متعة الهزل الممزوجة بالنقد السياسي. فالتونسي المتعطش للحرية والانعتاق وسرد همومه الشعبية اليومية وجد ضالته في صفحة على الفايس بوك ولم يعثر على مبتغاه في تلفزيونات وإذاعات ما بعد الثورة التي انساقت وراء صيد الأخبار دون أن تهتم براي المشاهد. وتفاعل الفايسبوكيين مع فيديوهات «كابتن خبزة» يتزايد يوميا حتى صار حديثا للمقاهي وفي جلسات الأًصدقاء. فلماذا تحظى هذه الشخصية بشعبية لدى الشباب التونسي لدرجة أنها في ثلاثة أسابيع تفوقت «سكاتشاتها» على بعض أعمال «سايس خوك» الذي كان يسيطر بشخصية «ميقالو» على ميولات التونسي الهزلية. المسألة تتعدى مجرد الكلام في السياسة التي حرمت على التونسي منذ استقلالنا عن الفرنسيين- وإنما هي تصور كامل لعمل فني فقدناه عند المحترفين فيما استطاع «كابتن خبزة» شد انتباهنا بحرفيته وصنعته وهو من الهواة إن صح قول ذلك في ظل غياب معلومات عن هوياتهم الحقيقية. فسكاتشات «كابتن خبزة» الكرتونية أنجزت بدقة متناهية على مستوى تحريك الصور المتوافقة مع الحوار فيما ارتقى سيناريو الحلقات باللهجة الشعبية المعتمدة مبتعدا بذلك عن الابتذال الذي غزى إعلامنا السمعي والمرئي الخاص وهو ما يدل على أن الفريق القائم على انجاز «كابتن خبزة» يضم كفاءات في فن الميلتميديا وكتابة السيناريو والمعرفة المعمقة بما يحدث في البلاد إضافة إلى مواهبهم في التقليد والغناء حيث تقمصوا شخصيات أغلب الوجوه البارزة في المشهد السياسي على غرار نجيب الشابي وحمه الهمامي والغنوشي والإعلامي خميس بوبطان. فلماذا يفضل هؤلاء الشباب التستر والعمل بعيدا عن الأعين وإخفاء هوياتهم الحقيقية هل لأنهم أصلا من أبناء الميدان السمعي البصري أم انها لعبة تسويقية لمجموعة من شباب ساندتهم الثورة لإثبات مواهبهم على الفايس بوك قبل عرضها في وسائل البث التقليدية؟ وللإشارة فان «كابتن خبزة» هذه الشخصية الكرتونية الخيالية اختارت ارتداء زي «زورو» إيحالة على دلالة هذا البطل الشعبي عند اللاتينيين واهتمامه بقضايا شعبه دون هدف سياسي أو مادي أو بحثا عن الشهرة فهل تكون هذه نوايا «كابتن خبزة» وصناعه في زمن الثورات العربية؟