شهد تاريخ العالم العديد من المحاكمات لرؤساء و زعماء دول اضطهدوا شعوبهم و نكلوا بهم لسنوات فكانت انتفاضة الجماهير في الموعد بعد ان طفح الكيل , وكانت ابرز السيناريوهات ما حصل في تونس بعد ثورة سيسجلها تاريخ البشرية نظرا لخصوصيتها و لكونها فاتحة ثورات عربية اخرى انتهت احداهما بتنحي رئيسها فيما لا تزال الأخريات في انتظار الحسم بين شعب يريد التغيير و اسقاط النظام و حكام يدافعون عن شرعيتهم بشتى السبل حتى القتل و التنكيل بالجثث او الالتجاء للجيش و كانه في حالة حرب مع دولة قائمة الذات و في ذلك تعبير منهم على حبهم الكبير لشعوبهم وهو ما أثبتوه على ارض الواقع . واذا كان العالم اليوم ينتظر بشغف ما ستسفرعنه محاكمة بن علي ومبارك من أحكام تقتص للشعوب من جورالطغاة فإن النهايات الأليمة كانت بانتظاركل دكتاتور سولت له نفسه استغلال شعبه . فرار شاه ايران اثر انتفاضات شعبية دفعت مظاهرات شعبية اندلعت في 16 جانفي 1979 بشاه ايران الى الفرار الى مصر لينتهي بذلك النظام الامبراطوري.وفتح فرار الشاه رضا بهلوي الطريق امام عودة الخميني من فرنسا في الاول من فيفري 1979 وما هي الا بضعة ايام حتى اندلعت الثورة الاسلامية اثر توقف الجيش عن دعم النظام في 10 من نفس الشهر. استقالة .. وفي بوليفيا تحديدا في الاول من اكتوبر 2003 استقال الرئيس البوليفي غونزاليس سانشيز دو لوزادا من منصبه ثم غادر القصر الرئاسي تحت جنح الليل على متن مروحية متجهة نحو الولاياتالمتحدة هربا من حركة احتجاج شعبية قوية ضد مشروع غازي وضد سياسته الليبرالية . لا يزال الرئيس السابق مطلوبا في بوليفيا بتهم قمع تظاهرات اسفرت عن مقتل 65 قتيلا واكثر من 500 جريح.وستقال خلفه كارلوس ميسا بعد عامين اثر تظاهرات تطالب بتأميم قطاع المحروقات. لجوء سياسي بعد انهيار نظامه في غضون بضع ساعات لا غير تحت وطأة الاف المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على نتائج الانتخابات وفساد السلطة,فقد فر الرئيس عسكر اكاييف الذي حكم البلاد منذ 15 عاما الى روسيا التي منحته حق اللجوء السياسي ، ويتولى السلطة بالوكالة احد قادة هذه الثورة الخاطفة كرمان بك باكييف. اثر انتفاضة شعبية.. سقط نظام الرئيس القرغيزي كرمان بك باكييف المتهم بالفساد والتسلط اثر انتفاضة شعبية حاولت قواته قمعها فحصدت 87 قتيلا. في المقابل شكلت المعارضة حكومة برئاسة روزا اوتونباييفا ،فيما اختار باكييف العيش في المنفى في بيلاروسيا. أعدم و زوجته .. القي القبض في رومانيا على الدكتاتور «نيكولاي تشاوشيسكو» وزوجته بينما كانا يحاولان الفرار من البلاد اثر اعمال شغب اندلعت في «تيميسوارا» واشعلت حركة ثورية هدفت الى الاطاحة بنظامه. وفي 17 ديسمبر اطلقت قوات الامن النار على الاف المتظاهرين كان نتيجتها وقوع اكثر من الف قيتل . اما الرئيس و قرينته فقد فرا على متن مروحية الا انهما ما لبثا ان اعتقلا في «داسيا «قرب «تبرغوفيست» (شمال بوخارست)، واعدما في 25 ديسمبر اثر محاكمة خاطفة. وفي يوغزلافيا ,اعتقل الرئيس اليوغوسلافي «سلوبودان ميلوسيفيتش» الذي اطيح به في شهر اكتوبر 2000 اثر انتفاضة شعبية في بلغراد ووضع في الاقامة الجبرية قبل ان يسلّم الى محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في لاهاي حيث توفي في مارس 2006 في زنزانته. اما الجنرال كراديتش فقد تم القبض عليه و تحويله الى محكمة لاهاي ليلقى جزاء ما اقترف من جرائم. سقوط نظام بينوشيه بعد فوز»باتريشيو آيلوين» في الانتخابات الرئاسية ، وفي الحادي عشر من مارس 1990 ترك الجنرال بينوشيه رئاسة الشيلي و بناء على نصوص دستور 1980 الانتقالي، احتفظ بينوشيه بمنصبه كقائد للجيش، وأقسم اليمين كشيخ في الكونجرس وهو امتياز كان حقاً لجميع رؤساء تشيلي السابقين، مما أعطاه حصانة ضد المحاكمة، و التي سقطت باعتقاله في لندن. وتسببت في بدء محاكمته والتنقيب في حساباته في الخارج حيث اكتشفت حساباته في الولاياتالمتحدة بملايين الدولارات من أموال الشعب. و البقية تاتي لقد تطرقنا في هذا المقال الى عينات من الرؤساء و الزعماء الذين اما فروا الى الخارج او اعدموا او وقع القبض عليهم لمحاكمتهم , و لا يزال المزيد لان القاسم المشترك بين الجميع هو حب السلطة و جمع المال . كما ان الأحداث التي تشهدها منطقتنا العربية في الوقت الراهن تنبئ بنهاية او نهايات متزامنة مع بعضها البعض لرئيس او زعيم عربي فهل سيكون معمر القذافي ام بشار الاسد او علي عبد الله صالح.