ستكون الفنانة شهرزاد هلال حاضرة في مهرجان قرطاج الدولي في أول دورة له بعد الثورة من خلال عرض خاص بها ستقدمه بمفردها يوم 17 جويلية الجاري بفضاء النجمة الزهراء باعتبارأنه سبق لهذه الفنانة أن شاركت في دورات سابقة للمهرجان وغيره من المهرجانات الدولية الكبرى لكن ضمن مجموعات أو عروض جماعية كمجموعات زخارف عربية أوالبحرالأبيض المتوسط أوالأركستر السنفوني التونسي أو «غموق الورد» لمراد الصقلي وغيرها من العروض الأخرى. وقد اعتبرت هذه الفنانة هذه المشاركة تتويجا واعترافا بقيمة المادة واللون الغنائي الذي يشترط الكلمة الهادفة والموسيقى الراقية والأغنية الحاملة لقضية ورسالة إنسانية مهما كان موضوعها والتي حرصت عليها على امتداد مسيرتها الفنية التي تجاوزت العقدين. فضلا عن عرض «أشواق» الذي من المنتظرأن تشارك به في مهرجان المدينة خلال شهر رمضان القادم. وحول العرض الذي ستقدمه في إطارسهرات مهرجان قرطاج بالنجمة الزهراء بسيدي بوسعيد أفادت شهرزاد هلال أنه عرض متنوع ارتأت أن تراوح في اختيارها للأغاني المؤثثة له بين الطربي والفرجوي حيث تقول: «العرض يتضمن 80 % أغاني الخاصة باعتبارأن أغلب أعمالي في السنوات الأخيرة هي من تلحيني الخاص سواء منها التي تتغنى بالوطن وبقضايا اجتماعية وإنسانية أو الأخرى العاطفية البحتة. لكني أؤمن أن الانفتاح على التجارب والخيارات الموسيقية المتميزة التراث تعد أمرا ضروريا لكل من يروم التطوروتقديم أعمال بشهادة استحسان أو إبداع. لذلك سأقدم وصلات من التراث الموسيقي العربي والتونسي كمقطوعات لفيروز وغيرها من أقطاب الموسيقى والأغنية العربية».
«لو تنسى» هذا الأسبوع
فبعد أن لاقت أغنية «تونس يا فخر العرب» رواجا كبيرا في الأوساط الفنية وفي الشارع التونسي خلال الأشهرالأخيرة صرحت محدثتنا أنها ستصدرألبوما جديدا في بحرهذا الأسبوع اختارت له عنوان «لو تنسى». وأوضحت أن هذا الألبوم كان جاهزا منذ شهر ديسمبر الماضي ولكن انطلاق الثورة ببلادنا والأحداث والتطورات التي تبعتها جعلتها تفضل تأجيل ذلك. واعترفت أنها قد تكون محظوظة نظرا للظروف التي تصدر فيها مجموعة من الأغاني من ألحانها وتعاملت فيها مع عدد من الشعراء على غرارعلي المرزوقي. إذ تقول: «رغم أني أجتهد وأبذل قصارى جهدي سواء في اختياراتي الموسيقية أو في عملي الأكاديمي باعتباري أدرس الموسيقي للمختصين في الميدان في التعليم العالي. كما هو الشأن بالنسبة إلى عدد من الموسيقيين الأحرار والمبدعين الغيورين على الموسيقى والأغنية التونسية إلا أن الدعم والتشجيع لا يكون إلا من نصيب الأعمال الهابطة والمبتذلة والتي لم تضف شيئا للأغنية التونسية. لذلك فأنا أعتبرأن المرحلة الحالية من المنتظرأن تنصف الذوق الفني خاصة والمنجز الثقافي والفكري عامة بما في ذلك المنظومات القانونية والهيكلية التي تنتصر للإبداع والتميز بما في ذلك اللون الموسيقي والغنائي اللذين أراهن عليهما في مسيرتي وقناعتي الفنية».
القرار الثوري
من جهة أخرى لم تخف شهرزاد هلال ابتهاجها وتفاؤلها بواقع القطاع الفني خاصة. واعتبرت مسألة الرجوع إلى الأغنية التونسية والفنان التونسي في المهرجانات الوطنية المحلية منها أوالدولية قرارا ثوريا هاما لأنها ترى أن المستفيد الأول منه هو الفنان التونسي بعد ان كان الفنانون الأجانب يحظون بالأولوية المطلقة في مثل هذه التظاهرات مقابل تقزيم المبادرات والكفاءات والمواهب التونسية الأمر الذي ساهم في تردي المستوى وهروب جل الفنانين إلى الأغاني التراثية التي تضمن لهم الغناء في الأعراس والمناسبات الخاصة. ورأت في ذلك خطوة هامة وإيجابية جدا للناشطين في الميدان في بلادنا لا سيما مع تعطش الجمهورالتونسي للأنشطة والعروض الثقافية التونسية بعد ركود مقابل سيطرة الحوارات السياسية والتيارات الفكرية والاجتماعية وما رافقها من اختلافات على المشهد العام على امتداد أكثر من ستة أشهر. في حين تعتبر التونسي في هذه الفترة متعطشا للتظاهرات والمناسبات التي ترفه حيث تقول: «أعتقد أن التونسي يبحث حاليا عن المسرح والموسيقى ورجوع الحياة إلى طبيعتها من خلال تقديم أعمال تكون في مستوى انتظاراته وتعبر عن راهنه بما يكتنفه من حراك واختلاف وانتظارات». كما تدعو جميع التونسيين إلى ضرورة اليقظة والحرص على تفعيل كل القطاعات والأنشطة التي من شأنها أن تساهم في تطوير التنمية لا سيما ما تعلق بالميدان السياحي لأنها تعتبر أن إيقاف أو ركود الأنشطة الثقافية يؤدي ضرورة إلى ركود القطاع السياحي وغيرها من القطاعات الأخرى بما في ذلك السياسية.