الحركة ليست في قطيعة مع حكومة قائد السبسي اتهم رئيس حزب حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي "اطرافا" لم يسمها بالتخطيط لاستدراج الشباب الإسلامي للعنف. وذلك قصد تأجيل الموعد الانتخابي محذرا الشباب من الاختراق من قبل قوى الردة التي تحاول جر البلاد إلى الوراء ". واعتبر الغنوشي امس خلال ندوة صحفية له بالمقر الاجتماعي للحركة أن بعض الجهات تبحث وتلوح بتغيير مسار الانتخابات إلى مسارات أخرى في إشارة منه إلى مطالبة احزاب بتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية مباشرة معتبرا أن هذا الشكل من الدعوات "بمثابة الخوف من الوقوف على الميزان والاختبار الشعبي ليوم الانتخاب". ودعا الغنوشي تكوين لجان تحقيق محايدة للكشف عما حصل خلال الاحداث الاخيرة بالقصبة وما تلاها من احداث حرق وانتهاكات بالجملة منددا في هذا الاطار بما حصل من تعذيب لعدد من الموقفين من بينهم الشاب امان الله المنصوري. وفي رده على خطاب الوزير الاول للحكومة المؤقتة الباجي قائد السبسي قال الغنوشي " نحن في الحركة لا نعتبر انفسنا معنيين بالخطاب ذلك أن الوزير الاول اتهم اطرافا تقف على يمين ويسار الخط السياسي في تونس في حين أن حركتنا لا تنتمي إلى هذه القطبية بل هي تقف موقف الوسط في خارطة الحياة الحزبية ".
وجهة نظر
ونفى رئيس الحركة اي علاقة للحزب بما حصل في الاونة الاخيرة من عنف متبادل وحرق لمقرات الامن الوطني في أكثر من جهة, موجها بذلك جملة من رسائل اطمئنان لاكثر من طرف سواء كان بالداخل او بالخارج معتبرا أن الحركة انما هي "عنصر وفاق بين الجميع وليست بعنصر توتر" على حد قوله مذكرا بمسار تدخل الحركة في إحداث المتلوي. وقدم الغنوشي وجهة نظر الحركة مما يدور من احداث معبرا عن تفاؤله بمستقبل البلاد رغم ما تعيشه تونس من احداث وصفها" بالاحداث الخطيرة التي ما كان ينبغي أن تقع لولا تاجيل الانتخابات المقررة ليوم 24 جويلية وتباطؤ الحكومة في ملاحقة من سفكوا دماء الشعب وعودة وجوه قديمة محسوبة على نظام المخلوع".
الموعد الانتخابي
ودعا الغنوشي المواطنين إلى الاسراع بالتسجيل قصد ضمان اعداد كبيرة من الناخبين لاول موعد انتخابي ديمقراطي في تاريخ البلاد موجها في هذا السياق نقده إلى هيئة الجندوبي وما تعرفه من صعوبات في تسجيل الناخبين مؤكدا على ضرورة تسيير العملية وتسهيلها بدل التعقيدات الحاصلة. كما خاطب الغنوشي ما وصفها بالقوى الخارجية ذات المصالح في تونس بالوقوف على مسافة واحدة من كل الاحزاب.
رسائل بالجملة
ولدى تدخلهما في الندوة الصحفية اوضح امين عام الحزب حمادي الجبالي أن النهضة حريصة على مسالة الوفاق السياسي والتوافق بين كل الاحزاب والاطراف الفاعلة في المشهد السياسي واعتبر أن انسحاب الحركة من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة إنما هو بمثابة تصحيح للمسار الوفاقي وليس بالحياد عنه. واوضح الجبالي أن النهضة طرف سياسي لا تدعي الوصاية او الانفراد بالراي حتى ولو كان لها اغلبية المقاعد في المجلس التاسيسي. واضاف الجبالي في رسالة واضحة إلى اطراف الداخل والخارج " نحن لا نسعى للتسلط او افتكاك الحكم من خلال القصبة1 و2 و3". ومن جهته قال رئيس الهيئة التنسيقية للحركة علي العريض "أن النهضة تعاونت وستتعاون مع الحكومة وما زلنا نتشاور معها في العديد من القضايا دون أن يحول ذلك من نقدها". كما نفي الغنوشي أن تكون حركته في قطيعة مع حكومة الباجي قائد السبسي. ودعا وزير الداخلية إلى تحمل مسؤوليته كاملة والتحقيق في التعذيب و في الانتهكات التي سجلت أثناء مواجهة المتظاهرين والمعتصمين في عدة جهات.