قدمت الفرقة الوطنية لعشاق الفن الشعبي الأصيل بالقيروان عرضا بعنوان «ثروة» من مخزوننا التراثي في إطار الدورة الجديدة للمهرجان التي انطلقت منذ 16 جويلية وتتواصل إلى 20 أوت المقبل. كانت سهرة فنية ممتعة بعيدة عن نشاز بعض الغناء الشعبي حتى وإن حضرها جمهور متوسط العدد. وقدمت الفرقة الوطنية لوحات فنية شعبية من عمق التراث التونسي الاصيل الذي يشمل المناطق الساحلية والوسطى والشمال الغربي والبدوي تحاكي مراسم الحصاد والجحفة وجز الصوف وسير القوافل وانشطة البادية من فلكلور واحتفالات واحتفاء بالارض والطبيعة من خلال لباس تقليدي حسب الجهات والمناسبات. وقد واكب الجمهور السهرة في ظل نسمات صيفية رقيقة لم تعرفها ليالي القيروان من قبل وربما هي نسمات الحرية التي هبت على القيروان قبيل شهر رمضان المعظم بأيام. وتأتي سهرة الفنون الشعبية بعد عرض الافتتاح لمجموعة «قناوة» ومجموعة جيل جيلالة من المغرب في انتظار ما ستكشفه بقية العروض المبرمجة للمهرجان التي تبدو واعدة مع العلم وأن المهرجان عرف مفاجآت وتغييرات في البرمجة منها دخول جعفر القاسمي على الخط في آخر لحظة من خلال عرض» وان ما نشو» يوم 25 جويلية ليحل محل رؤوف بن يغلان الذي طلب مبلغا مشطا حسب إدارة المهرجان يعجز شباك تذاكر دار الثقافة بالقيروان على استرجاع نسبة منها حسب نفس المصدر. ومن ابرز العروض التي تراهن عليها هيئة المهرجان لإنجاح الدورة الجديدة نذكر عروض خالد الهبر من لبنان وريم البنا من فلسطين وعرض «الهادي حبوبة». عرض هذا الاخير يشغل الهيئة المديرة والجهات الأمنية ايضا حيث لم تخف هذه الجهات تخوفها من انعكاسات المد الجماهيري الذي قد يواكب سهرة «حبوبة» وهو ما جعل المعنيين بالامر يستعدون بشكل مضاعف للعرض.