توقفت الحركة صباح امس بالمعبر الحدودي ذهيبة وازن بعد غلق هذا المنفذ الاستراتيجي من قبل ثوار 17 فبراير في ليبيا بسبب القصف العنيف والعشوائي الذي يسمع دوي انفجاراته بوضوح في مدينة ذهيبة واطرافها الغربية، حيث أفادت المعلومات التي وصلتنا عن تمكن الثوار من تحقيق تقدم ميداني مهم تمثل في فرض سيطرتهم على مدينة الغزايا التي تقع قرب الحدود التونسية والتي ظلت منذ اندلاع الثورة الليبية تحت سيطرة كتائب القذافي، وإجبار جنود هذه الكتائب على الفرار من المعركة. وحسب هذه المعلومات، فقد تم التمهيد لهذه العملية العسكرية الكبرى للثوار الليبيين بقصف جوي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مساء الثلاثاء والليلة قبل الماضية على عدة اهداف عسكرية في الغزايا حيث تتمركز قوات القذافي منذ بدء الحرب الاهلية في ليبيا. وبعد فتح الطريق امامهم وحرصا على مزيد التقدم نحو العاصمة طرابلس هاجم الثوار الذين كانوا اتخذوا من جبال المرابح الحدودية مع تونس مركزا لهم طيلة الشهرين الماضيين، مدينة الغزايا بعنف كبير وعزيمة جعلت الكتائب يفرون منها في اتجاه قرية أم الفار غير البعيدة عنها على الحدود التونسية من جهة الشمال. وذكرت مصادر رسمية وشهود عيان ان الاشتباكات كانت عنيفة جدا واستعملت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة وأسفرت عن افتكاك هذه القرية من الكتائب والسيطرة عليها. ويقول المراقبون ان السيطرة على هذه المدينة الصغيرة، البعيدة اكثر من 20 كلم عن المعبر، تضمن عدم تمكن قوات القذافي من الرجوع الى المعبر وحماية الطريق الدولية الرابطة بين تونس وليبيا عبر ذهيبة وازن التي كانت في مرمى الكتائب بصواريخ ال»غراد». كما تخلص الثوار من التمركز على قمم جبال المرابح الحدودية وتتيح لهم السيطرة بالكامل على قرى ومدن الجبل الغربي من وازن الحدودية الى الزنتان. يذكر ان مدينة الغزايا التي تقع على بعد 8 كلم عن الحدود التونسية بها عين جعلتها من اجمل المدن الصغيرة في المنطقة وقد عرف اهلها بطيبة اخلاقهم وكرمهم وهي المدينة الاولى التي يسيطر عليها الثوار في سهل الجفارة الغربي. وقد تحدثت بعض المصادر الاعلامية عن استشهاد 5 من الثوار الذين غنموا كما هائلا من الأسلحة. القذافي يتحدى ويأتي هذا النصر الهام الذي أحرزه الثوار في وقت تحدى العقيد الليبي معمر القذافي مجددا أول أمس الحلف الاطلسي (الناتو) والثوار الليبيين قائلا انه «مستعد للتضحية من أجل هزم العدو» وذلك في رسالة صوتية إلى انصاره في زليتن (120 كلم الى غرب طرابلس). وجاء في الرسالة التي بثها التلفزيون الليبي «لا نخاف. نتحداهم. سندفع الثمن بأرواحنا ونسائنا واطفالنا. نحن مستعدون للتضحية من أجل هزم العدو». ودعا انصاره إلى «زحف جماهيري مقدس لتحرير الجبل الغربي» في جنوب غرب طرابلس والذي يسيطر عليه الثوار. وقال «سلموا سلاحكم يا خونة... اختاروا يا خونة الموت أو الاستسلام» مؤكدا انه «لولا حماية طائرات الصليب لما تمكنوا من دخول الجبل الغربي». والملاحظ أن الضغوط على القذافي قد تزايدت أول أمس بعد اعتراف بريطانيا بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي في حين سحب قادة المجلس عرضا ببقائه في ليبيا اذا تنحى عن السلطة. كما طردت بريطانيا ديبلوماسيي القذافي من لندن ودعت ممثلي المجلس الوطني الانتقالي ليحلوا مكانهم. وقد سارع نظام القذافي إلى انتقاد هذا القرار البريطاني واعتبره عملا غير شرعي، وذلك على لسان نائب وزير خارجيته خالد كعيم الذي وصف أول أمس اعتراف بريطانيا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي وطرد دبلوماسيي بلاده من لندن بأنه غير مسؤول ويعد انتهاكا للقوانين البريطانية والدولية، مضيفا أن ليبيا ستتخذ التدابير اللازمة أمام المحاكم البريطانية والدولية للتصدي للقرار البريطاني. انتهاء عرض الثوار للقذافي وفي وقت سابق قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن المجلس كان عرض قبل شهر على القذافي البقاء في البلاد بشرط تنحيه أولا ولكن هذا العرض انتهى الآن. وأضاف للصحفيين في مدينة بنغازي بشرق البلاد أن هذا العرض لم يعد ساريا. وقال انه جرى التقدم بالعرض قبل شهر عن طريق مبعوث الأممالمتحدة عبد الإله الخطيب مع تحديد مهلة مدتها أسبوعان. وأردف قائلا إن الأسبوعين مرا ولم يعد العرض قائما.