يعتبر حي الحدائق من أكبر أحياء مدينة جبنيانة مساحة وأكثرها سكانا . هذا الحي السكني يمتاز بموقع استراتيجي هام باعتباره يتاخم المنطقة الصناعية ولكنه يفتقر للمرافق الضرورية و الثقافية ويعاني من هشاشة بنيته الأساسية بسبب الحرمان الذي لفه خلال العهد السابق . لم ترتق شبكة الطرقات الى مستوى الأهداف والطموحات بسبب انعدام ثقافة الصيانة و التعهد. فالطريق الرئيسية بالحي والتي تربط بين مدينتي جبنيانة و الحنشة تشكو من بعض النتوءات التي تقلق مستعمليها و هوما يوجب الإسراع بسد نقصها .أما شبكة الطرقات الأخرى فهي في حالة يرثى لها و لم تواكب التوسع العمراني المحمود الذي يشهده الحي بسبب سياسة الإهمال بأن تطايرت قشرة الاسفلت منها في أغلب شرايينها و أصبحت عسيرة الاستعمال و لا تنتج الا وحلا . فتدعيم البنية التحتية و تحسين الطرقات من أهم المطالب التي يرنو المتساكنون الى تحقيقها .أما شبكة التنوير العمومي فهي لا زالت عاجزة عن تغطية حاجيات مختلف شوارع الحي التي تتخبط في الظلام الدامس كلما أرخى الليل ستائره على الكون . فصيانة الشبكة و العمل على تجديدها وتوسيعها تفرضه ضرورة الحد من رحلة المعاناة مع الظلام . المتأمل في الواقع البيئي للحي يلحظ دون شك عدم مسايرته للحركة العمرانية النشيطة والتطور الحضاري الذي أصبح عليه المواطن بسبب مستوى البنية الأساسية و تواضع العملية التنظيفية الى جانب افتقاده لحاويات الفضلات إضافة الى وجود فضاءات بيضاء . وحتى تكون المسيرة البيئية في مستوى الآمال و التطلعات باعتبارها من مقومات التنمية المستديمة وجب مزيد بذل الجهد للارتقاء بها و معالجة نقائصها بطريقة محكمة . أما في مجال التشجير فإن شوارع الحي تفتقد الى ذلك ؛ فحتى ما تسمى بحديقة الحي التي وقع إحداثها منذ سنوات أصابها الإهمال و التصحر . فإعادة تفعيل هذا الفضاء أمر مرغوب فيه في إطار إضفاء مسحة جمالية على الحي . إعادة تهيئة المنطقة الصناعية لم تتمكن المنطقة الصناعية من تحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها بسبب سياسة التهميش والنسيان مما أثر سلبا على بنيتها التحتية التي تهرأت وصارت غير جاذبة للمستثمرين . وأمام الطلبات الملحة بضرورة الارتقاء بها و تفعيلها تم إقرار 500 ألف دينار لأعادة تهيئتها من طرف الوكالة العقارية الصناعية لكن دار لقمان بقيت على حالها . فالإسراع بإعادة تأهيل المنطقة الصناعية و تنشيطها وتحسيس الباعثين على الانتصاب فيها واجب وطني يفرض تفسه مساهمة في إحداث مواطن شغل جديدة للحد من البطالة التي يتخبط فيها شباب الجهة وخلق التوازن الجهوي و تكريس اللامركزية الصناعية . المجال الصحي من أوكد الطلبات التي يرنو المتساكنون إلى تحقيقها فتح مركز للصحة الأساسية يستجيب لحاجيات الحي مواكبة لتطورعدد سكانه الذين يعودون بالنظر الى مستوصف جبنيانة الذي يعاني من الاكتظاظ متحملين في ذلك عناء الطريق و مخاطرها وضياع الوقت وهو ما يتوجب إحداث مؤسسة صحية لتجنيب المتساكنين الأتعاب الجسام في الحالات العرضية تجسيدا لتقريب الخدمات الصحية من المواطن في إطار تحقيق صحة للجميع . يعج الحي بالأطفال و الشباب ؛ هؤلاء لا زالوا يتخبطون في دوامة التهميش بسبب افتقارالحي الى مؤسسة شبابية تجمع شتاتهم وتمكنهم من الخلق والإبداع و استغلال أوقات فراغهم بعيدا عن الانحراف الأخلاقي والمساهمة في الارتقاء بالمسيرة الثقافية . فإحداث دار للشباب من أوكد الطلبات التي يرنو الشباب الى تحقيقها تكريسا لشعارالثقافة للجميع . مؤسسة أمنية رغم التوسع العمراني و النمو الديمغرافي الذي يشهده الحي و تركيز مدرسة ابتدائية و أخرى اعدادية و مركز التربية المختصة لإعانة الأشخاص القاصرين ذهنيا الى جانب بعض المؤسسات الاقتصادية فإن الحي لا زال يترقب إحداث مؤسسة أمنية مساهمة في المحافظة على أمن المتساكنين وممتلكاتهم . ان متساكني حي الحدائق يناشدون من يهمهم الأمر لدراسة مشاغلهم وطموحاتهم والعمل على تحقيقها في إطار الارتقاء بمستواهم المعيشي و نوعية حياتهم .