خلافا لما توقعه الكثيرون لم تشهد أسواق العاصمة أمس أول أيام رمضان حركة الاكتظاظ المعهودة، كما زال التدافع... وبدا واضحا تراجع الإقبال واللهفة هذه العادة التي طالما لازمت التونسي في جميع المواسم... غير أن الملفت للانتباه ورغم توفر كل السلع خاصة على مستوى الخضر والغلال بكميات محترمة فان معضلة ارتفاع الأسعار لازالت متواصلة. نقص حضور المستهلك في الاسواق والقطع مع اللهفة فسره محمد علي (تاجر اسماك) بسوق أريانة بقوله " أصبح التونسي أكثر وعيا من السابق بأن اللهفة ترهقه ماديا وفهم أن عليه التحكم في مقدرته الشرائية أمام تتالي المواسم في السنوات الأخيرة... كما أن ارتفاع الأسعار المتواصل جعل الحريف أكثر حذرا". وفي السياق ذاته يقول محمد علي " يشهد سوق الحوت هذه الفترة تراجعا كبيرا على مستوى التزويد أمام ارتفاع الأسعار حيث تجاوز سعر التريليا 10 دنانير للكيلوغرام في حين بلغ البوري 5800 مليم للكيلوغرام فيما تراوح سعر الصوبيا بين 6 دنانير و 12 دينار للكيلوغرام والقرنيط بلغ 14 دينار الكيلوغرام ".
هدوء الحركة
ومن جانبه فسر رضا (جزار) هدوء الحركة بالسوق وغياب الطوابير والاكتظاظ بقوله " العديد من التونسيين استعدوا لرمضان هذه السنة مسبقا خوفا من هاجس نقص المواد الاستهلاكية خاصة وان التونسي أصبح يعلم أن نصيبا هاما من المواد موجهة الى ليبيا، كما شهد السوق أمس حركة كبيرة نظرا لأنه يوم عطلة فاغتنم العديد الفرصة لقضاء حاجياتهم... زيادة على ذلك كان الإقبال على لحم البقري كبيرا فاق الإقبال على شراء لحم العلوش".
الأسعار
وفيما يتعلق بالأسعار بلغ سعر الطماطم أمس 750 مليم للكيلوغرام الواحد في حين بلغ الفلفل 1900مليم والبصل 660 مليم والفقوس ب 1100 مليم فيما بلغ سعر البطاطا 850 مليم الكيلوغرام. وبالنسبة للغلال فقد بدت أسعارها مرتفعة هي الأخرى رغم تعدد الأصناف وتوفر الجودة حيث بلغ سعر الدقلة 4800 مليم الكيلوغرام الواحد والعنب فاق ثمن الكيلوغرام 2800 في حين بلغ سعر الخوخ 2000 مليم. كما شهدت الخضر الورقية من ( معدنوس و السلق والكلافس والخص والسبانخ) بدورها ارتفاعا كبيرا في الأسعار مقارنة بالأيام القليلة الماضية. وبدا واضحا انه رغم توفر جميع المنتوجات والسلع وتوفر عامل الجودة غير أن المواطن لم يكن راضيا لعدة أسباب... تقول عنها دوجة " الأسعار نار رغم توفر كل الخيرات خاصة على مستوى اللحوم والحوت والغلال ... هذا الارتفاع حدّ من لهفة التونسي الذي أصبح غير قادر على تلبية كافة احتياجاته". أما يوسف (فلاح) فقد أبدى امتعاضه من غياب المراقبة الاقتصادية في السوق في مثل هذه الفترة التي كثرت فيها التجاوزات خاصة على مستوى الأسعار.