بقلم سفيان رجب يبدو أن السجال السياسي لن يتوقف طيلة رمضان حول برنامج "صحة شريبتكم" الذي يقدمه الشيخ عبد الفتاح مورو على قناة حنبعل... والأكيد أن السجال لن يكتفي بالسجال السياسي الذي يصب في أن هذا البرنامج يفتح المجال أمام الدعاية السياسية المتسترة بالدين خرقا لقاعدة الحياد الإعلامي وإخلالا بمبدأ التنافس السياسي العادل وأن البرنامج يمكن أن تختلط فيه الدعاية السياسية بالدعوة الدينية ونحن على أبواب انتخابات المجلس التأسيسي خاصة أن الشيخ مورو وحسب قيادات الحزب الذي"كان" ينتمي إليه سيقود الحملة الانتخابية لهذا الحزب... الخلاف والانتقاد ربما ينتقل من خلاف مبدئي حول استغلال شخصية سياسية لمنبر إعلامي بصفة يومية إلى موقف "باعث القناة" العربي نصرة من الجدل القائم وتصريحه الإذاعي بأنه متمسك بمواصلة بث الثلاثين حلقة مع الشيخ عبد الفتاح مورو "أحب من أحب وكره من كره وانه حر" في استقبال وبث ما يريد على "قناته الخاصة "... هكذا قالها "الباعث" بسخط وعنجهية مؤكدا أن "حنبعل" على ملكه والتدخل في ما تبث يعد تدخلا في شؤونه الخاصة!!! إلى هذا الحد نقول ل "باعث القناة" قف... فالمجال الإعلامي مضبوط بقواعد والإعلام يبقى دائما مجالا عموميا (نسبة الى عامة الناس) حتى ان دخله الخواص من رجال الأعمال بغاية الاستثمار وزيادة تكديس المال... فالإعلام لا يمكن بالمرة أن يكون خاصا ووسائله لا يمكن بالمرة أن تكون شأن خاص فهو ملك للشعب عامة ومن حق الشعب والجمهور أن يفرض ما يريد ولا يحق لمالكي وسائل الإعلام الخاصة و"باعثيها" أن يفعلوا ما يريدون ويقدموا ما يريدون..حنبعل" مؤسسة إعلامية خاصة لكنها تستعمل موارد عمومية وبالتالي فهي مطالبة وفقا للاتفاقية المبرمة بينها وبين السلط العمومية باحترام التزاماتها التعاقدية والحياد في تناول قضايا الشأن العام واحترام الجمهور بمختلف انتماءاته الدينية والحزبية والفكرية... ولن نعود إلى مواقف مختلف الأحزاب والجمعيات والهيئات من مرور مورو على "حنبعل" في برنامج يومي بل سنكتفي بالقول لباعث القناة أن "حنبعل" ليست أموره الخاصة.. بل هي مؤسسة إعلامية لها ضوابط ونواميس وليست ولن تكون شأن خاص بصاحبها يفعل به ما يريد ووقتما يريد...
