تتلخص المبادئ التي يتعين التوافق حولها لتلتزم بتطبيقها الأحزاب السياسية والمترشحون لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تعريف الأحزاب ببرامجها وبمرشحيها وتغليب لغة الحوار والتشاور في فض الخلافات والنزاعات الممكنة بين جميع الأطراف المتدخلة في العملية الانتخابية فضلا عن نبذ العنف بجميع أشكاله والامتناع عن أي تحريض على استعمال العنف أو على الكراهية والتعصب والتمييز على أساس اللون أو الدين أو الانتماء الجهوي أو النوع الاجتماعي أو الآراء السياسية. هذه ابرز "المبادئ العامة لمدونة سلوك الأحزاب السياسية" التي ألقتها يوم أمس الأستاذة منية العابد عضوة مكلفة بالعلاقات العامة بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات خلال الندوة التي التأمت تحت عنوان "المسار الانتخابي ما بعد التسجيل". و من المبادئ الأخرى التي أشارت إليها الأستاذة هي ضرورة احترام الحرمة الجسدية للمترشحين والناخبين وعدم المساس بشرفهم أو كرامتهم أو أعراضهم والامتناع عن التزوير أو الغش بكل أشكاله أو القيام بكل مناورة من شانها منع الناخبين من الاختيار الحر والمستقل... وغيرها من المبادئ.
الدعاية الانتخابية
تجدر الإشارة إلى أن اللقاء تطرق إلى مسالة هامة تتمثل في انطلاق الحملة الانتخابية قبل الأوان فضلا عن الحملات الإشهارية التي تبثها مختلف القنوات التلفزية. هذه المسالة كانت محور مداخلة حول "الدعاية الانتخابية" قدمها السيد غازي الغرايري أستاذ قانون وعضو هيئة الخبراء بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. وأشار في هذا الصدد إلى أننا نشهد حراكا عاما للأحزاب لكن لا يمكن تصور ذلك دون ضوابط قانونية تعمل على ضبط المشهد الإعلامي استنادا إلى أن الحملة الانتخابية لم تبدأ بعد لكن هنالك دعاية انطلقت ولا بد في هذا الإطار التقيد بالأطر القانونية... و تساءل الغرايري في نفس السياق : من يقف وراء تمويل مؤسسات سبر الآراء التي تقوم بها مؤسسات اقتصادية ممولة من قبل أطراف معينة لا سيما أن مؤسسات سبر الآراء تلعب دورا فاعلا في تكوين الرأي العام والمواقف الانتخابية. كما تطرق في مستوى ثان إلى مسالة الدعاية الحزبية على الانترنات من ذلك من يقف على تنظيمها. وخلص الغرايري في ختام مداخلته إلى ضرورة تبني جانب الحياد وإبعاد المؤسسات السياسية عن الخصام والنزال السياسي إلى جانب ضرورة تعديل المشهد الإعلامي الذي يبدو ملحا إلى ابعد الحدود على حد تعبيره.