توقع عفيف كشك عضو المكتب التنفيذي لجامعة النزل اغلاق المزيد من المؤسسات السياحية خلال الاشهر المقبلة المتزامنة عادة مع موسم ركود النشاط السياحي. وبين ل«الصباح» ان الفترة الماضية وتحديدا بعد احداث الثورة التونسية سجل القطاع اغلاق عديد الفنادق حيث ناهز عددهم حوالي 80 فندقا وحتى المؤسسات السياحية التي استطاعت العودة الى النشاط لم تصمد كثيرا ليوقف البعض نشاطهم من جديد. وتعود هذه النظرة المتشائمة حول مستقبل بعض المؤسسات السياحية خلال الفترة المقبلة الى ما سجله القطاع من نتائج سلبية خلال موسم الذروة هذا العام ويشير بهذا الصدد البلاغ الصادر اول امس عن اجتماع المكتب التنفيذي للجامعة التونسية للنزل، الى ان نتائج شهري جويلية الفارط واوت الجاري كانت مخيبة لامال المهنيين كما ان النتائج المسجلة على امتداد الثمانية اشهر الاولى من السنة الجارية تراجعت بحوالي 50 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية.
ضبابية الرؤية
اشار ايضا بلاغ جامعة النزل الى عدم عودة الثقة كليا في الوجهة التونسية في عيون السياح الاوروبيين والمغاربة مما يزيد من قلق المهنيين حول نتائج آخر السنة الجارية. ولا يختلف الامر كثيرا بالنسبة للموسم المقبل سيما وأن جامعة النزل تعتبر الرؤية ضبابية وسلبية حول توقعات السنة المقبلة وذلك استنادا الى ما أقدم عليه الكثير من منظمي الرحلات الأجانب بطلب تخفيضات في الأسعار والتخفيض من عقود التصرف وكراء المؤسسات الفندقية. كما تعتبر جامعة النزل عدم برمجة سلسلة رحلات «شارتار» باتجاه تونس من طرف منظمي الرحلات، علامة قوية على تواصل غياب الثقة في الوجهة السياحية التونسية.
أزمة في بعض الأسواق
ويضيف عفيف كشك ان وجود أزمات في بعض الأسواق السياحية الأوروبية زاد الطين بلة وأثر سلبيا على السياحة التونسية من ذلك التراجع الحاد الذي عرفته نتائج السوقين الاسبانية والايطالية. ويقول عفيف كشك ان الضبابية الموجودة أيضا على مستوى الادارة تساهم في تعميق أزمة القطاع السياحي في تونس في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها، اذ لا توجد جلسات للتحاور حول وضع القطاع، كما لم تقدم الوزارة توضيحات بشأن مصير الاستراتيجية المعدة سابقا للقطاع في أفق 2016، هل مازالت قائمة وهل ستم تفعيلها أو تحويرها؟ كذلك الشأن بالنسبة للمشاركة في الصالونات السياحية اذ يعتبرها محدثنا لم تخرج عن اطار المألوف في المشاركات السابقة وكأن شيئا لم يتغير.
تأجيل فتح المجال الجوي
من جهة أخرى يعتبر عفيف الكشك تأجيل فتح المجال الجوي أمام الشركات الجوية منخفضة الكلفة «اللوكوس» يزيد في تعميق أزمة السياحة التونسية وكانت جامعة النزل قد عبرت عن اسفها بشأن القرار المعلن من طرف وزير النقل في الحكومة المؤقتة والقاضي بتأجيل فتح السماوات عوض الاسراع في اتخاذ مثل هذا الاجراء لفتح أفاق جديدة امام السياحة التونسية. ويعتبر المهنيون في القطاع مماطلة الحكومة في فتح السماوات امام شركات «اللوكوس» مرده الحفاظ على امتيازات الخطوط التونسية على حساب مستقبل قطاع بأكمله يوفر الاف مواطن الشغل.