قدمت مجموعة «جيتانو فاميلي» الإسبانية لموسيقى الفلامنكو مساء الأربعاء بالمسرح البلدي بالعاصمة عرضا جميلا ومتنوعا مثلما هي عادة عروض الفلامنكو حيث يكون الجمهور على موعد مع الغناء والرقص والتصفيق.. وتسمية الفرقة «جيتانو فاميلي» التي أمنت العرض والتي تعني عائلة الغجر لم تكن من باب الصدفة فالفرقة تتكون من أب وأم وابناء، يعزفون على آلة القيثارة ويقودها الأب الفنان الاسباني «خوليو روميرو».. بعد أن عبر قائد الفرقة عن امتنانه لبرمجة فرقته في مهرجان المدينة، وعد بسهرة متنوعة تجمع بين الاغاني الكلاسيكية والمعاصرة من موسيقى الفلامنكو، بالتوازي مع لوحات راقصة فيها الكثير من الكبرياء والعنفوان ليتفاعل معها الجمهور تفاعلا كبيرا.. بل شهد المسرح رقص مجموعات من الحاضرين، تناغما مع سرعة الايقاع وسرعة خطوات الراقصات..رقصات متقنة وعلى درجة من حسن الآداء حتى لتبدو وكأنها عفوية وتلقائية وحتى غريزية.. رقصات غالبا ما كانت تصحبها نغمات حزينة وصرخات تشبه العويل جسدتها الراقصات الثلاث أحسن تجسيد عبر حركات الجسد الباهرة والمتناغمة، مع تصفيق المجموعة المتواصل لتكتمل اللوحة ويبدو التناغم فيها سيد الموقف.. القيثارة كانت حاضرة بأنغامها الساحرة مشكلة إلى جانب الإيقاع والرقص لحظات استثنائية مشبعة بروح متوسطية قريبة من الذائقة التونسية. كما ان الأغاني العربية كانت حاضرة أثناء الحفل على غرار «يلا بينا يلا»..أغنية منحها عازفو القيثارة السبعة طابعا متجددا إثر انسجام كبير مع الراقصات وإيقاع أقدامهن على خشبة المسرح..الأمر الذي جعل إحدى المتفرجات تصعد على خشبة المسرح وتشاركهن الرقص وهي في غاية الانتشاء..كما حرص خوليو روميرو قائد الفرقة على المزج بين الكلاسيكي والمعاصر من الفلامنكو لإثراء الحفل وتنويع الايقاعات مثل ما وعد به أول السهرة.. إضافة الى تنشيطه الحفل الذي غلبت عليه روح الدعابة ليمنحه رونقا خاصا.. لعل الجمهور الذواق للفلامنكو كان ينتظر موعدا مع فرقة يعتقد ان أقدامها راسخة أكثر في الميدان خاصة وأن اسبانيا تزخر بفرق الفلامنكو لكن هذا لم يحل دون فرقة «جيتانو فاميلي» حديثة النشأة نسبيا (2002) لسهرة رائقة ومتنوعة..