عبر الموسيقي الشاب حمزة أُبة عن استيائه الشديد مما لقيه حسب وصفه من ظلم من قبل فريق مسلسل «نجوم الليل» في جزئه الثالث الذي تبثه قناة حنبعل خلال شهر رمضان الجاري والذي أنتجه وأخرجه وكتب له السيناريو مهدي نصرة. أعرب عن ذلك بعد أن اكتشف أن اسمه غير موجود في جينيريك المسلسل الذي شارك فيه كموسيقي في العزف وفي التلحين. واعتبر تضمين اسمه في جينيرك هذا العمل يعد من حقوقه الأدبية والمعنوية والفنية لأن ذلك كلفه عملا وبحثا ومجهودا لمدة أشهر. وأرجع سبب الاستياء إلى حذف اسمه من جينيريك العمل رغم أنه من وضع الموسيقى التصويرية للمسلسل في جزئه الثالث فضلا عن مقطوعات العزف المرافقة لأغلب المشاهد على آلة الكمنجة التي يختص في العزف عليها لا سيما أن المخرج وظف الموسيقى في هذا العمل الدرامي على نحو جعلها عنصر إضافة وتميز. وشارك محدثنا أيضا ضمن المجموعة الموسيقية التي أمنت العزف للأغاني التي تؤديها إحدى بطلات المسلسل وهي فاطمة الزهراء معطر في دور «مروى» أو المشاهد الغنائية الأخرى التي تؤمنها منال عمارة. كما بين حمزة وهو خريج المعهد العالي للموسيقى ومتحصل على الماجيستير في نفس الاختصاص أنه يعتبر هذا التجاهل تكريسا لسياسة التهميش والظلم التي عانى منها المبدعون لسنوات ولكن حز في نفسه أن يكون عرضة لنفس السلوك في تونس الثورة.
لا توضيح من حنبعل
وأفاد هذا الموسيقي أنه حاول الاتصال بمخرج العمل في عديد المرات للحصول على تفسير واضح عما اعتبره مظلمة في حقه ولكن لم يجد تجاوبا من أي طرف. ولم يخف إصراره على تتبع المسألة حتى وإن استدعى الأمر اللجوء للقضاء وعبر في المقابل عن استعداده لإرجاع المبلغ الزهيد الذي تحصل عليه كمقابل على العمل الكبير الذي قام به في المسلسل نظير تمسكه بحقه الأدبي والمعنوي حيث يقول: «لم أبد اهتماما للمقابل المالي في تعاملي مع «نجوم الليل 3» بعد أن وجدته مبلغا لا يرتقي إلى مستوى وقيمة العمل الذي قدمته سواء كمنفذ أو مبتكر لمقطوعات موسيقية واعتبرت المناقشة في المسألة استنقاصا من شأني كموسيقي بعد أن أصر الطرف المقابل على عدم الاستجابة لطلبي بالترفيع في المبلغ فكان أن قبلت العمل معه في هذا العمل التلفزي لأني أحب عملي وخاصة ما يتعلق بالموسيقى التعبيرية في الأعمال الدرامية أو السينما لذلك أسعى لتقديمه على الوجه الأحسن فرضيت بالوضع «الدوني» الذي وجدته لا لشيء إلا لأن العمل يمنح حيزا كبيرا للموسيقى. ثم أنه سبق لي أن وضعت موسيقات لعديد الأعمال الدرامية والكوميدية التي قدمتها القنوات التلفزية التونسية في السنوات الأخيرة في برمجتها الرمضانية وإني أميل إلى هذه النوعية في التوظيف الموسيقي. كما أني أستغرب كيف يسمح مخرج المسلسل أن يوظف موسيقى في هذا العمل دون أن تكون لها هوية». من جهة أخرى اعتبر حمزة أٌبة ما تعرض له من تجاهل أو استحواذ على عمل كلفه جهودا ووقتا طويل في البحث والتنفيذ عينة من المظالم والممارسات التي يتعرض لها أغلب الموسيقيين في مثل هذه الحالات دون أن يكون هناك قانون أوهيكل مخصص لحمايتهم من مثل هذه التجاوزات رغم أن أغلب الموسيقيين في بلادنا هم من خريجي المعاهد العليا والجامعات المختصة في الموسيقى سواء داخل تونس أو خارجها. ودعا أهل المهنة خاصة من المبدعين والكفاءات الشابة التي تزخر بها الساحة إلى ضرورة الالتفاف من أجل تأسيس هيكل أو تنظيم كفيل بضمان حقوق الموسيقي المادية والمعنوية والفنية باعتباره عنصر أساسي في المشهد الفني والثقافي. وهو يرى أنها الطريقة والوسيلة لضمان أرضية قانونية ومعنوية للعمل والإبداع على نحو يرتقي بمنجز هذا القطاع. وللاستفسار حول هذا الأمر اتصلت «الصباح» بمهدي نصرة باعتباره مخرج ومنتج العمل والمسؤول الأول عن كل ما يتعلق بالجينيريك او الأطراف التي يتعامل معها ولكن لم نتحصل إلى حد كتابة هذه الأسطر ورغم تكرار المحاولة أكثر من مرة على توضيح حول هذه المسألة.