نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا عامة والقطاع الثقافي خاصة في تونسالجديدة تقرر تنظيم الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالمنستير على امتداد أربعة أيام فقط من 5 إلى 8 سبتمبر القادم عوضا عن المدة الزمنية التي كان يستغرقها المهرجان في دوراته السابقة وذلك بعد أن كان مقررا إلغاؤها. تنتظم الدورة الجديدة للمهرجان بمشاركة ما يقارب 150 مسرحيا من مختلف المواقع والأدوار في القطاع من جنسيات وبلدان مختلفة تتوزع بين عربية وأجنبية من بينها العراق ومصر والمغرب والجزائر وفرنسا وألمانيا وروسيا وغيرها.وينتظر أن تكون هذه الدورة استثنائية ومختلفة عن الدورات السابقة بجميع المقاييس تماشيا مع التحولات والمستجدات التي عرفتها بلادنا وفي شكل يتماشى وروح الثورة. وتتنوع المشاركات بين العروض المسرحية والمعارض والندوات والأنشطة الموازية. وفيما يتعلق بمحتوى المهرجان تقرر التخلي عن المسابقة الرسمية وتعويضها بندوة فكرية بعنوان :»المسرح في خضم التحولات والتغييرات التي يشهدها العالم العربي» وسيتم على امتداد اليومين الأولين للتظاهرة بقصر العلوم بالمنستير تطارح جملة من المسائل ذات صلة بالموضوع المطروح من خلال مداخلات يشارك فيها ثلة من الأساتذة والباحثين فضلا عن رموز الفن الرابع ممن ساهموا ولا يزالون في إرساء مدارس وتجارب يمكن اعتمادها أمثلة ونماذج في القطاع على غرار محمد المديوني ومحمد مسعود إدريس من تونس وأحمد شرجي من العراق وسامية حبيب من مصر وعبد الواحد ابن ياسر من المغرب وميشال زهل مؤسس ومدير المدرسة المسرحية بباريس. وقد توفرت جملة من العوامل التي دفعت الأطراف المشرفة على تنظيم هذه التظاهرة إلى تدوين مداخلات الندوة والنقاشات التي تتبعها ونشرها في مجلة «فسيفساء» الثقافية التي يصدرها المركز الثقافي والجامعي بالمنستير لعل من بينها أهمية الموضوع الذي يكشف عن الدور الذي اضطلع به الفن الرابع في مسار إعادة البناء والهيكلة للعالم العربي في ظل ما يشهده من حراك وثورات إضافة إلى قيمة الأسماء المشاركة وما يمكن أن تحيل إليه هذه الندوة من مواقف وآراء يمكن أن تمثل مواضيع بحث ودرس للمختصين في الميدان لا سيما أن هذا المهرجان موجه بدرجة أولى إلى الطلبة بالمعاهد العليا للمسرح.
أنشطة موازية
من جهة أخرى تنتظم على امتداد أيام التظاهرة أنشطة موازية الهدف منها الكشف عن دور المسرح كقطاع ثوري بطبعه في الحراك والاجتماعي والسياسي اللذين تعيشهما أغلب البلدان العربية اليوم اقتداء بثورة 14 جانفي التونسية ليحتفي بذلك الفن بالسياسة ويساهم في بلورة أفكار ورؤى إصلاحية لأنظمة هذه البلدان. وتتمثل هذه الأنشطة الموازية في تنظيم ورشات مسرحية في الارتجال المسرحي وأخرى في فن الممثل يشرف على تأطيرها جامعيون من تونس كبسمة الفرشيشي وهشام بن عيسى وتفسح هذه الورشات مجال المشاركة لطلبة ناشطين في نوادي المسرح لتكون مناسبة للاحتكاك بتجارب ومدارس مسرحية مختلفة خاصة إذا تعلق الأمر بالمدارس والتجارب الأجنبية. أما فيما يتعلق بالعروض المسرحية فإن الأعمال التي تم انتقاؤها لتعرض في إطار هذه التظاهرة تتماشى مع روح الثورة التونسية باعتبارها ملهمة بقية الثورات كمسرحية «ثمن الحرية» من إنتاج طلبة المركز الثقافي الجامعي بالمنستير ومسرحية « black out» لطلبة المعهد العالي للفن المسرحي بتونس لتكون خاتمة العروض بمسرحية» بروفة في جهنم» لمسرح الآن بالعراق. وما يميز هذه المسرحيات أنها تجمع بين الطالب الهاوي والطالب المختص والفنان المحترف و الغرض من ذلك خلق شبكة مسرحية متفاعلة وتؤسس لسرح خلاق يتوق للفن الراقي والبناء وستتبع هذه المسرحيات بنقاشات. من جانبه سيخصص المعرض للاحتفاء بعناصر وجزئيات تعد من ركائز تطور الفن المسرحي من قبيل « الجسد في المسرح التونسي» و» الأطروحات المسرحية الجامعية» بمشاركة طلبة المعاهد العليا للفن المسرحي بكل من تونس والمنستير. وستكون هذه التظاهرة المسرحية منفتحة على فنون أخرى كالموسيقى والشعر وعروض الأزياء والتعبير الجسماني فضلا عن عرض أشرطة سمعية بصرية تعرف بالمسرح التونسي.