هي بمثابة الاختبار الحقيقي للفريقين بعد التعادل الذي حسمه اللقاء الاول بين الطرفين في الدارالبيضاء وبالتالي كان لزاما على الاطار الفني للفريقين ان يتعامل بكل حنكة مع سهرية اول امس حيث انطلقت المقابلة بقوة من جانب الترجيين وكاد بانانا ان يفتتح النتيجة منذ الدقيقة السابعة عندما صوب بالراس لكن كرته مرت محاذية للقائم الأيسر للوداد ثم توفرت عديد المحاولات الهجومية للترجيين كانت تنبئ باهتزاز شباك الوداد بين الحين والآخر خاصة ان الضيوف انكمشوا في مناطقهم الخلفية وبحثوا عن الكرات الطويلة والتسربات الجانبية من الجهة اليمنى بواسطة الخالقي وفابريس الذي كاد يغالط دفاع الترجي لولا يقظة الحارس بن شريفية عندما رفع كرة كانت في طريقها الى الشباك في 35د . وكان من البديهي ان الفريق الذي يهاجم ويحسن التعامل بذكاء مع مجريات اللعب قادر على هز الشباك خاصة اذا وجد دعما معنويا كبيرا من احبائه لكن بوعزي كان له راي مخالف عندما تفنن في إهدار فرصتين للتسجيل عندما انفرد بالحارس المياغري في مناسبة أولى في الدق 41 ثم في مناسبة ثانية في الدق 43. خلال الفترة الثانية اقحم نبيل معلول الدربالي عوضا عن البوعزي وميشال ديكاستال قام مثله بإقحام المنقاري عوضا عن زيدون لكن بقي نفس الرسم التكتيكي تقريبا (فريق يهاجم ويبحث عن هدف التفوق وفريق يدافع ويبحث عن المغالطة واستغلال اول هفوة دفاعية من جانب المحليين) الذين فقدوا التركيز في عملياتهم الهجومية بل لنقل ان الجمل التكتيكية غابت تماما من جانب زملاء اسامة الدراجي الذي كان بعيدا عن مستواه الحقيقي ومن دونه انعدمت الحلول الناجحة وبقي الحل طبعا في استغلال المهارات الفردية التي كادت تكون حاسمة من الكامروني نجونغ لولا يقظة حارس الوداد المياغري في الدق 64 والقربي في الدق79. خلال بقية مجريات اللقاء سيطر الترجي الرياضي على دفاع الوداد لكن التسرع حال دون تحقيق الهدف المنشود وحتى الفرصة التي اتيحت للعياري في اللحظات الاخيرة ذهبت أدراج الرياح لتبقى الوضعية غامضة في مجموعة عربية لن تحسمها إلا الجولة الأخيرة لتحديد ثنائي الدور المربع الذهبي.
نبيل معلول :هذا ما حدث للدراجي ليلة المباراة مباشرة بعد نهاية اللقاء عقد المدرب نبيل معلول ندوة صحفية ذكر خلالها انه انتظرمباراة صعبة قبل موعدها وان فريقه توفرت له عديد الفرص السانحة للتسجيل خاصة في الشوط الأول قبل ان تصعب المهمة في الفترة الثانية مشيرا الى ان أسامة الدراجي تعرض الى مشكل صحي ليلة المباراة (اوجاع على مستوى البطن) وان التغييرات التي قام بها في هذه المقابلة كانت اضطرارية نتيجة تعرض بوعزي وشمام الى اصابتين. نبيل معلول اضاف ان الأداء تاثر في الشوط الثاني لكن رغم ذلك فقد توفرت لفريقه بعض الفرص السانحة للتسجيل وما كان ينقص فريقه هو اللمسة الأخيرة كما ان حارس الوداد تالق وانقذ مرماه من عدة أهداف خاصة امام بوعزي والمساكني والعياري ونجونج هذا الأخير ذكر عنه انه قدم مباراة طيبة على المستوى الفني والتكتيكي كما لم ينكر معلول ان الحلول للاعب حامل الكرة غابت عن الفريق وان الأداء كان غير حيوي وذلك راجع للطريقة التكتيكية التي توخاها الوداد باعتماده حصانة دفاعية وان المقارنة غير جائزة بالمرة بين موعد الدارالبيضاء ولقاء المنزه الذي تفنن خلاله المغاربة في إضاعة الوقت. معلول ذكر أن الترجي الرياضي مطالب في المقابلتين القادمتين بالفوز لضمان ورقة العبور للمربع الذهبي.
ميشال دي كاستال: "لكمة القربي حدت من خطورة مهاجمنا" مدرب الوداد البيضاوي كان منشرحا بعد نهاية المباراة واعتبرأن النتيجة النهائية كانت تخدم لفائدة فريقه الذي ذكر عنه انه قدم مباراة تكتيكية طيبة للغاية خاصة على مستوى الانضباط الدفاعي وعرف ابناؤه كيف يحدون من خطورة لاعبي الترجي الرياضي كما نوه بالإمكانيات الكبيرة التي ظهر بها حارس المرمى نادر الميغاري واستغرب بتعجب من تصرفات لاعب الترجي الرياضي خالد القربي الذي حسب قوله وجه لكمة للمهاجم فابريس أثرت على أدائه. دي كاستال أضاف انه لم يبادر بلعب ورقة الهجوم واكتفى فريقه باعتماد الهجومات المعاكسة التي كادت تقلب المعطيات مفسرا ذلك ان الترجي الرياضي صعب المراس على قواعده .
وبدأت عيوب كوليبالي تظهر!! لئن كان في اعتقاد كل الترجيين ان المدافع ادريسا كوليبالي سيفرض تواجده ضمن التركيبة المثالية لفريق باب سويقة خاصة ان انتدابه أسال الكثير من الحبر وتوقع الجميع انه سيكون صمام الأمان في الخط الخلفي لفريق باب سويقة فان مباراة الوداد بالدارالبيضاء كشفت ان كوليبالي كان بعيدا كل البعد عما انتظره الترجيون وتسبب في ضربة الجزاء التي مهدت للتعادل وها ان لقاء العودة كشف ان كوليبالي لم يكن ضمن التشكيلة الأساسية وهو ما يعني انه غير جاهز كما يجب للظهور بمستوى جيد وبالتالي فان السؤال الذي تداوله أحباء ألم يكن الأجدى انتداب مهاجم او الإبقاء على درامان تراوري خاصة ان الفريق ظهر بالكاشف في المواعيد الكبيرة انه يحتاج الى من يضع الكرة في الشباك لأن النتائج الإيجابية لن تتحقق الا بهز شباك المنافسين وليس بفرض حصانة دفاعية قد تكلف الفريق التعادلات في افضل الحالات وهو ما حصل امام الوداد في سهرية السبت عندما غابت الحلول البديلة للمدرب نبيل معلول في الخط الامامي. محسن نعمان